حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الفلسطينيين في البلدة القديمة في الخليل جنوب الضفة الغربية على مواجهة المستوطنين في المنطقة ودحرهم.
وهاتف عباس بشكل نادر فلسطينيين تعرضوا لهجوم مستوطنين في شارع «الشهداء» في البلدة القديمة، وقال لهم: «يعطيكم العافية هذا اللي بدنا إياه». وأضاف عباس في حديثه عبر الهاتف مع أحد المواطنين الذي تعرض منزله لهجوم: «نحييكم هذا هو الأمل وهذه هي أحلامنا قضيتنا تستحق التضحية وتستحق كل جهد جبار وهذه السواعد العالية للتصدي لقطعان المستوطنين نشد على أيديكم».
وكان عشرات المستوطنين في الخليل هاجموا عددا من منازل الفلسطينيين بعد مسيرات استيطانية هتفوا خلالها للانتقام من العرب. وتركزت هجمات في «شارع الشهداء»، وأحياء «الكرنتينا»، و«تل الرميدة» في البلدة القديمة. وشمل الهجوم اقتحام منزل عائلة فلسطينية وتهديدها بالقتل إذا لم تترك المنزل. وقال أبو عماد قنيبي إن مستوطنين هددوه بأنه سيواجه وعائلته الموت إذا لم يرحل. واضطر الفلسطينيون إلى إطلاق نداءات للدفاع عن جيرانهم.
وقال شهود عيان إن فلسطينيين وصلوا من كل مكان قريب لصد هجمات المستوطنين بعد نداءات أطلقتها كذلك حركة فتح.
ووصفت حركة فتح ما تمارسه «حكومة بنيامين نتنياهو ومستوطنوه في البلدة القديمة من الخليل»، بأنه «أعلى درجات الإرهاب، والوجه الحقيقي لنظام الفصل العنصري الأبارتهايد».
وقال المتحدث باسم الحركة، أسامة القواسمي في تصريح مكتوب، إن «الحركة تتصدى لإرهاب المستعمرين المستوطنين في قلب مدينة الخليل، وتحمي أهلها وسكانها المدنيين المسالمين، الذين يتعرضون لأبشع أشكال العدوان المستمر من قبل المستعمرين الإرهابيين بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي».
ودعا القواسمي دول العالم إلى «الخروج عن صمتها أمام هذا الإرهاب الذي يتعرض له الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى في البلدة القديمة من الخليل»، كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بأن يرسل وفدا للاطلاع عن قرب عما يجري في البلدة القديمة من انتهاكات فظيعة بحق الإنسانية جمعاء.
وهجمات المستوطنين ليست جديدة، لكنها أخذت طابعا أكثر ضراوة بعد أيام من إنهاء الحكومة الإسرائيلية عمل قوة الوجود الدولي في الخليل. ويعيش في البلدة القديمة في الخليل نحو 500 مستوطن بقوة السلاح بين نحو 40 ألف فلسطيني هاجر معظمهم من هناك بفعل الحرب التي يشنها المستوطنون والقوات الإسرائيلية التي تحميهم للسيطرة على المنطقة.
ويزعم المستوطنون أنهم يعيشون في بلد آبائهم وفي المنطقة المقدسة التي يوجد فيها الحرم الإبراهيمي، ويسمونه «مغارة المكفيلا»، حيث مقام إبراهيم الخليل وأولاده الذين تجلهم الأديان السماوية.
وكانت إسرائيل قسمت المسجد الإبراهيمي بالقوة وأعطت مساحة للمستوطنين للصلاة فيه. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مرارا، بأنه لن يخلي المنطقة لأنها مقدسة.
وحمل صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سلطة الاحتلال (إسرائيل) المسؤولية الكاملة عن «الاعتداءات الإجرامية التي قامت بها قطعان من المستوطنين ضد أبناء شعبنا في البلدة القديمة في مدينة الخليل، وذلك بعد أيام من قيام حكومة الاحتلال بإجبار القوات الدولية على الرحيل بعد أن تنكرت للاتفاق الدولي الذي أوجب وجودها».
ودعا عريقات المجتمع الدولي لتوفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني بشكل فوري.
عباس يهاتف أهالي الخليل ويحثهم على مواجهة المستوطنين
بعد هجوم نفذوه لترهيب سكان في البلدة القديمة واحتلال منازلهم
عباس يهاتف أهالي الخليل ويحثهم على مواجهة المستوطنين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة