القبض على ضابطَي استخبارات سوريين في ألمانيا

TT

القبض على ضابطَي استخبارات سوريين في ألمانيا

أُلقِي القبض في ألمانيا على ضابطين في الاستخبارات التابعة للنظام السوري بتهمة ارتكابهما جرائم ضد الإنسانية، بعد نحو سبع سنوات على مغادرتهما سوريا.
وأعلن مكتب الادعاء العام الألماني، في بيان عن اعتقال أنور ر. (56 عاماً) في برلين وإياد أ. (42 عاماً) في ولاية راينلاند بالاتينات اللذين غادرا سوريا في 2012، ووصلا إلى ألمانيا على أنها لاجئان.
وذكر بيان الادعاء أن أنور كان يشغل منصب رئيس قسم التحقيق في مركز مخابرات في ضواحي دمشق، وأنه متهم بجرائم ضد الإنسانية وجرائم أخرى. وبحسب البيان، كان أنور متورطاً بتعذيب سجناء بين أبريل (نيسان) 2011 وبداية سبتمبر (أيلول) 2012. أما إياد، فكان يعمل في قسم التحقيقات بالسجن نفسه تحت إمرة أنور، وهو متهم بالمساعدة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بين يوليو (تموز) ٢٠١١ ومنتصف يناير (كانون الثاني) ٢٠١٢ بصفته عضواً في المخابرات السورية. ويتهم الادعاء إياد بقتل شخصين وتعذيب ألفَيْ شخص على الأقل. وقدم الادعاء تفاصيل حول عمل ضابط المخابرات إياد، وذكر أنه كان يتركز على تحديد واعتقال الهاربين من الخدمة العسكرية والمتظاهرين وغيرهم.
وفي صيف 2011، كان يعمل على نقطة تفتيش في إحدى ضواحي دمشق حيث كان يستجوب ما بين 200 و300 شخص يومياً، ويعتقل 100 منهم يومياً. وأضاف الادعاء أن ضابط المخابرات المعتقل كان يقتاد المعتقلين إلى السجن، حيث يعمل أنور، ويُخضِعهم للتعذيب والاستجواب.
ويتهم الادعاء إياد أيضاً بالمشاركة في شن مداهمات على المنازل وشقق تابعة لمعارضين ومتظاهرين وكان يعتقلهم وينقلهم إلى السجن للتعذيب.
كما ذكر بيان الادعاء الألماني أن فرنسا اعتقلت قبل يوم ضابط مخابرات يعمل في السجن نفسه تحت إمرة إياد، بناءً على مذكرة توقيف من الادعاء الفرنسي، مضيفاً أن عملية الاعتقال كان منسقاً لها مع الادعاء الألماني.
واعتُقِل الضابطان في ألمانيا بناء على دعاوى كان تقدم بها محامون وناشطون حقوقيون سوريون إضافة إلى محامين ألمان في عام 2017، ضد ضباط مخابرات ومسؤولين سوريين لجرائم ارتكبوها في سوريا بعد الثورة.
ويستند المحامون في الدعاوى التي تقدموا بها إلى شهادات ناجين من التعذيب وصلوا إلى أوروبا وأيضاً إلى آلاف الصور التي هرَّبها مَن يُعرف بـ«قيصر»، والتي تُظهِر جثثاً لسجناء قُتِلوا تحت التعذيب في السجون السورية.
وأصدرت ألمانيا العام الماضي مذكرات توقيف لم تعلن عنها جميعها، ضد ضباط مخابرات سوريين عُرِف منهم جميل الحسن مدير المخابرات الجوية السورية. ويستند المحامون في هذه الدعاوى إلى مبدأ «الولاية القضائية العالمية» الذي تطبقه دول قليلة، من بينها ألمانيا، ويسمح بمحاكمة مجرمين غير ألمان على جرائم ضد الإنسانية ارتكبوها خارج الأراضي الألمانية.
وقال إبراهيم القاسم المحامي السوري في مجموعة ملفات قيصر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه من المفتَرَض نقل الشخص الثالث الذي قبض عليه في فرنسا إلى ألمانيا كي يمثل أمام القضاء هنا إلى جانب المعتقلين الآخرين.
ويستعد المحامون السوريون لتقديم دعاوى جديدة في دول أخرى تطبق مبدأ «الولاية القضائية العالمية»، من بينها دعوى سيعلن عنها في السويد، الأسبوع المقبل. وتقدم هؤلاء المحامون بدعاوى شبيهة في النمسا في مايو (أيار) العام الماضي ما زالت التحقيقات فيها جارية. ووصف القاسم اعتقال الأشخاص الثلاثة بـ«المهم للغاية»، وقال: «هي إشارة بالغة الأهمية لأنها تدل على أنه لا خيار أمام المجرمين، وأنهم لن يُفلِتوا من العقاب». وأضاف: «سيُعاقبون جميعاً، ونحن نساعد الضحايا على أخذ حقهم».
وعبر القاسم عن ثقته بالقضاء الألماني، وبفصل السياسة عن العدالة، وقال: «في الشق القانوني نحن نتبع الإجراءات القانونية ولدينا الأدلة الكافية لإدانة هؤلاء الأشخاص، ونأمل أن يستمر القضاء بعدالته ونزاهته من دون تأثير». وأضاف: «حتى الآن يبدو أن القضاء الألماني يقوم بدوره بشكل نزيه».
ودخل إلى ألمانيا مئات آلاف اللاجئين السوريين من بينهم أشخاص من النظام ادعوا أنهم لاجئون.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».