قالت وزارة التجارة الصينية إن من «المرجح جدا» أن يسجل نمو الاستهلاك في الصين مزيدا من التباطؤ في العام الحالي مع فتور الاقتصاد، مما يبرز المخاطر المتزايدة التي تواجه العملاق الآسيوي في الوقت الذي يخوض فيه حربا تجارية مع الولايات المتحدة.
وأعلنت السلطات الصينية بالفعل مجموعة من إجراءات الدعم لتخفيف آثار الخلاف التجاري على الشركات والاستثمار، وتعول على قاعدة المستهلكين الضخمة في البلاد لتخفيف أثر تباطؤ اقتصادي أوسع نطاقا.
وقال وانغ بن، المسؤول بوزارة التجارة للصحافيين، أمس إن «الضغوط التي تواجه سوق المستهلك ستزيد، ومن المرجح جدا أن يسجل نمو الاستهلاك مزيدا من التباطؤ». وتابع أن ضعف مبيعات التجزئة في العام الماضي، والتي سجلت نموا بنسبة تسعة في المائة في المتوسط هو الأبطأ في 15 عاما، ويرجع إلى ضعف «دوري» في مبيعات السيارات والإنفاق المرتبط بالإسكان، رغم أن القطاعات الأخرى استمرت في تسجيل نمو «طبيعي نسبيا».
وانكمشت مبيعات السيارات في أكبر سوق في العالم لأول مرة منذ التسعينات. وتراجع نمو مبيعات التجزئة في عطلة السنة القمرية الجديدة التي انتهت لتوها إلى أقل مستوى منذ عام 2011 على الأقل، في مؤشر جديد على استمرار المستهلكين في توخي الحذر مع تعثر الاقتصاد.
ومن جهة أخرى، أظهرت بيانات رسمية الثلاثاء تباطؤ نمو إيرادات السياحة في الصين العام الماضي لأدنى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية قبل عشر سنوات، مما يلقي الضوء على تنامي المخاطر التي يتعرض لها القطاع سريع النمو في الوقت الذي يزداد فيه حذر المستهلكين الصينيين.
وأظهرت بيانات من وزارة الثقافة والسياحة الصينية نمو إجمالي إيرادات السياحة 10.5 في المائة في 2018 إلى 5.97 تريليون يوان (881.49 مليار دولار)، من نمو 15.1 في المائة في 2017 وفي أبطأ وتيرة منذ 2008 حين لم يزد النمو على 5.8 في المائة.
وقالت الوزارة في بيان منشور على موقعها الإلكتروني إن إيرادات السياحة شكلت نحو 11 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وعلى الرغم من تباطؤ الإنفاق على السياحة الداخلية، فإن مزيدا من الصينيين يفضلون السفر إلى الخارج، مواصلين اتجاها يجعل الصينيين الأكثر إنفاقا على السياحة العالمية. وأضافت الوزارة أنه في 2018، قام الصينيون بعدد 149 مليون رحلة سياحية دولية، بارتفاع 14.7 في المائة عن العام السابق.
لكن على صعيد آخر، فقد شهد «استهلاك المعلومات» في الصين زيادة سريعة في العام الماضي، وفقا لوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات. وارتفع إجمالي حجم أعمال قطاع الاتصالات بنسبة 137.9 في المائة مقارنة بالعام السابق، حسبما ذكرت الوزارة.
واستمرت خدمات الجيل الرابع في التطور في العام الماضي، حيث وصل عدد المستخدمين إلى 1.17 مليار وقالت الوزارة إن معدل الاستخدام المنزلي لحركة الاتصالات النقالة بلغ 6.25 غيغابايت في شهر في ديسمبر (كانون الأول) 2018، أي أكثر من ضعف المعدل في نفس الفترة من العام السابق. وأرجعت الوزارة ارتفاع استهلاك المعلومات إلى إجراءات شركات الاتصالات الصينية لزيادة سرعة الاتصال بالإنترنت وتخفيض تكاليف التوصيل.
وقال ون كو، مدير قسم الاتصالات في وزارة الصناعة والتجارة، إن الوزارة ستواصل بذل الجهود لتوسيع تغطية الإنترنت، وتحسين جودة الخدمة وإطلاق إمكانات الاقتصاد الرقمي، بحسب وكالة شينخوا الصينية.
الصين تتوقع مزيداً من تباطؤ الاستهلاك في 2019
الصين تتوقع مزيداً من تباطؤ الاستهلاك في 2019
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة