البحرين تطمح إلى توفير بيئة جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين

عبر إنشاء مؤسسة التنظيم العقاري

المنامة باتت ورشة للمشاريع العقارية... وفي الإطار الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة (الشرق الأوسط)
المنامة باتت ورشة للمشاريع العقارية... وفي الإطار الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة (الشرق الأوسط)
TT

البحرين تطمح إلى توفير بيئة جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين

المنامة باتت ورشة للمشاريع العقارية... وفي الإطار الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة (الشرق الأوسط)
المنامة باتت ورشة للمشاريع العقارية... وفي الإطار الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة (الشرق الأوسط)

تسعى البحرين إلى خلق بيئة عقارية استثمارية جاذبة عبر توفير حماية أكبر للمستثمرين، وذلك من خلال إنشاء مؤسسة التنظيم العقاري، التي ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في رفع كفاءة سوق العقار خلال العامين المنصرمين، وساعدت في تنظيم السوق بشكل فعال، بما يتوافق مع الرؤية والأهداف التي أنشئت من أجلها.
وكان لإصدار قانون تنظيم القطاع العقاري أثر في تحقيق قفزة نوعية في هذا القطاع الحيوي، الذي توليه حكومة البحرين الأولوية القصوى، وفقاً لما أكده الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة الرئيس التنفيذي لمؤسسة التنظيم العقاري.
وقال الشيخ آل خليفة لـ«الشرق الأوسط» إن القانون رقم 27 لسنة 2017 والمرسوم الملكي رقم 69 لسنة 2017 جاءا متماشيين مع النمو السريع والتنمية المتزايدة التي شهدها القطاع العقاري كثمرة من ثمار مشروع الإصلاح الشامل الذي أطلقه العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
ولفت إلى أن مؤسسة التنظيم العقاري عملت منذ إصدار القانون والمرسوم المذكورين على السعي نحو تحقيق أهدافها، وخاصة ما يتعلق بتوفير بيئة تنظيمية، تتميز بالفعالية والعدالة في سوق العقارات، لتعزيز النمو الاقتصادي والاستثمار في البحرين، لتصبح هي الوجهة الأولى للاستثمار العقاري على مستوى المنطقة والعالم من خلال تقديم الأنظمة العقارية المحكمة، وتوفير بيئة تنظيمية قوية وآمنة وشفافة ومستدامة للقطاع العقاري.
وأضاف: «هذا من شأنه التشجيع على الاستثمار وحماية حقوق المستهلكين؛ حيث عملت المؤسسة على تحقيق ذلك من خلال إصدار عدة قرارات تنظيمية مبنية على أفضل الممارسات العالمية وتقديم خدمات نموذجية بواسطة فريق عمل مختص، فضلاً عن التواصل الأمثل مع جميع الجهات المعنية».
وتشير الإحصاءات، بحسب ما ذكره علي مرتضى مدير إدارة التطوير العقاري بمجلس التنمية الاقتصادية البحريني، في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه في 2018 بلغت قيمة الاستثمارات العقارية التي استقطبها مجلس التنمية الاقتصادية 409 ملايين دولار ضمن استثمارات إجمالية بلغت 830 مليون دولار، ومن أبرزها مشروع منتجع الساحل باستثمارات بحرينية خليجية، والمشروع السكني الضخم «جولدن جيت» باستثمارات هندية؛ حيث تأتي هذه الاستثمارات للتأكيد على مكانة البلاد كوجهة جاذبة للاستثمارات في القطاع العقاري.
ووفقاً لتقرير حديث، فإنه تماشياً مع الأهداف المتعلقة بخلق بيئة عقارية استثمارية جاذبة عبر توفير حماية أكبر للمستثمرين، فإن مؤسسة التنظيم العقاري بصدد إيجاد بيئة عقارية استثمارية أفضل، لتعزيز الثقة لدى المستثمرين في القطاع العقاري، بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة من مطورين عقاريين ووسطاء عقاريين والمصارف والجهات الحكومية الأخرى، بما في ذلك المستثمرون المحليون والدوليون على حد سواء، وتقديم أنظمة عقارية محكمة، وبيئة تتميز بالقوة والأمان والشفافية والتنافسية، وهي عوامل من شأنها استدامة هذا القطاع وتطويره نحو الأفضل، وبالتالي تقديم خدمات ذات جودة عالية ومستوى متميز من قبل مزاولي المهن العقارية.
ومن الخطوات المهمة التي فرضتها المؤسسة لحماية المستثمرين عبر تطبيق القانون، أنه على جميع المطورين العقاريين ووسطاء العقارات ووكلاء المبيعات ومديري العقارات ومديري اتحادات الملاك والمثمنين العقاريين التقيد بترخيص صادر من المؤسسة. بالإضافة إلى ذلك، يتوجب على المطورين الحصول على ترخيص لمشروعات البيع على الخريطة، وإنشاء حساب ضمان لكل مشروع يتم الإشراف عليه من قبل المؤسسة، بالتنسيق مع أمين حساب الضمان، ما يعني أن جميع المودعين تودع أموالهم في حساب الضمان الخاص بالمشروع، بما في ذلك أموال المشترين والمستثمرين والقروض التمويلية، وذلك لضمان أن جميع المصاريف التي تصرف من تلك الحسابات تحصر بالمشروع.
كما اشترطت القرارات التي نظمت حساب الضمان وأمين حساب الضمان، إيداع مبلغ يساوي 20 في المائة من القيمة التقديرية للمشروع في الحساب، أو الحصول على ضمان بنكي من أحد البنوك المعتمدة. بالإضافة إلى ذلك، وفّرت المؤسسة طرقاً مبتكرة لإنعاش السوق العقارية بتوفير خيار للمطور باستخدام بوليصة تأمين مقابل مبلغ يساوي 20 في المائة من القيمة التقديرية للمشروع.
وتؤكد مؤشرات السوق العقارية التي أشارت إلى أن العائد السنوي للاستثمارات العقارية يتراوح بين 7 و10 في المائة سنوياً؛ أن البحرين ستشهد انتعاشاً أكبر في السوق العقارية نتيجة تلك البيئة الآمنة والقوية والمنظمة التي دأبت المملكة على توفيرها للمستثمرين المحليين والدوليين، وهو ما يشجعهم على الثقة في هذه البيئة التي استقطبت، ولا تزال، كثيراً من المشروعات التي تتصف بالنجاح، والتي ساهمت في إثراء القطاع العقاري في المملكة.
وأكّد الرئيس التنفيذي لمؤسسة التنظيم العقاري أنه لا شك أن السوق العقارية في البحرين تواجه تحديات تتمثل في رفع مستوى الوعي والكفاءات لدى العاملين فيها، لذلك تحرص المؤسسة على دراسة احتياجات السوق بشكل دائم وتوفير برامج تدريبية وتطويرية مستمرة.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».