«مسام» السعودي أنقذ اليمنيين من 41 ألف لغم حوثي

TT

«مسام» السعودي أنقذ اليمنيين من 41 ألف لغم حوثي

أعلن «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» من خلال مشروعه لنزع الألغام في اليمن (مسام)، نزع 578 لغماً خلال الأسبوع الأول من فبراير (شباط) الحالي، وبذلك يرتفع إجمالي ما تم نزعه منذ بداية المشروع إلى 41 ألفاً و591 لغماً كانت قد زرعتها ميليشيات الحوثي في الأراضي والمدارس والبيوت وحاولت إخفاءها بأشكال وألوان وطرق مختلفة. وأدت الألغام الحوثية إلى سقوط عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر للأعضاء خلال السنوات الأربع الماضية. ولا توجد أرقام دقيقة عن عدد الألغام التي زرعتها الجماعة الحوثية في مختلف المناطق اليمنية التي وصلت إليها، غير أن تقديرات دولية ورسمية تشير إلى قيام الجماعة بزرع نحو مليون لغم من مختلف الأشكال والأحجام والوظائف. ودائماً ما تقوم الميليشيات الموالية لإيران بزرع الألغام بشكل عشوائي ودون خرائط لحقول الألغام في الطرق العامة ووسط الأحياء السكنية وفي المزارع إلى جانب مئات الألغام البحرية التي وضعتها في مياه البحر الأحمر لتهديد الملاحة الدولية. جاء ذلك في الوقت الذي تركز فيه قوات الجيش الوطني حالياً على نزع الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في الحديدة وتحديداً شرقي مدينة الدريهمي. وأفاد بيان صادر عن «ألوية العمالقة» التابعة للجيش الوطني بأن «الفرق الهندسية نزعت الألغام التي زرعها الحوثيون في قرية القَضَبة الواقعة في مديرية الدريهمي». وقال البيان إن الفرق الهندسية تمكنت من نزع 250 لغماً أرضياً زرعته الميليشيات في مزارع المواطنين وفي الطرقات المؤدية إلى المزارع وفي مناطق قريبة من قرية القضبة، وإنها ستواصل تطهير مديرية الدريهمي وباقي المناطق المحررة في محافظة الحديدة من عشرات آلاف الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثيون بكثافة وبشكل عشوائي في المدن والأرياف في الساحل الغربي.
وذكرت «ألوية العمالقة» أن «ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران تواصل خرق الهدنة الأممية لوقف العمليات العسكرية في الحديدة وتقصف مواقع متفرقة تابعة لقوات ألوية العمالقة في الحديدة، واستهدفت مواقع في حيس بقذائف الهاون وبالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ومواقع في مديرية الدريهمي والتحيتا بقذائف (آر بي جي)». وتابع البيان أن الميليشيات «تواصل حشد واستقدام التعزيرات العسكرية إلى مناطق تمركزها، وتستهدف مناطق آهلة بالسكان بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة».
وعلى صعيد الوضع الميداني، أعلن الجيش الوطني قيامه بعملية عسكرية خاطفة، مساء أول من أمس، هاجم خلالها مواقع ميليشيات الانقلاب في جبهة كتاف شمال صعدة، معقل ميليشيات الانقلاب. وقال قائد الكتيبة الخاصة بمحور صعدة العقيد محمد صالح التماري، إن «قوات الجيش نفّذت عملية خاصة، هاجمت خلالها مواقع تمركز الميليشيات في مجمع الصخور في محيط مديرية كتاف»، طبقاً لما نقل عنه الموقع الرسمي للجيش الوطني «سبتمبر.نت».
إلى ذلك، نفّذت أمهات المختطفين لدى الميليشيات الحوثية، أمس، وقفة احتجاجية أمام مكتب المبعوث الأممي بصنعاء، وقلن في بيان إن «وتيرة الاختطافات والانتهاكات تزداد يوماً بعد آخر، حيث شنت جماعة الحوثي المسلحة حملتين للاختطافات الجماعية في مناطق الاشتباكات المسلحة، وأصبح المدنيون الأبرياء في خطر مضاعف، كما اختطفت سيدتين خلافاً لقيم النخوة والمروءة التي يفاخر بها اليمنيون، وتمارس التعذيب النفسي والجسدي على المختطفين حتى الموت، وتحرمهم من الرعاية الصحية خصوصاً المرضى منهم دون أي مراعاة للأخوة والإنسانية». وجددت أمهات المختفين في بيان لهن «دعوتهن للجهات المعنية الدولية والمحلية إلى التعامل مع حقوق المختطفين الأبرياء كالتزام إنساني وقانوني لا مجال فيه للمقايضة السياسية، بعد تجاربهن المريرة مع الوعود الزائفة والمماطلة القاتلة ولأربع سنوات وإن تعددت المسميات واختلفت الآليات، وألا ينتظروا حتى يصبح أبناؤهن جثثاً هامدة ليتم إطلاق سراحهم». وطالب بيان الأمهات «مجلس الأمن والأمم المتحدة العمل لإطلاق سراح جميع المختطفين والمخفيين قسراً دون قيد أو شرط، وباتخاذ إجراءات عقابية تستهدف من يقوم بالاختطاف والإخفاء والتعذيب». ودعا البيان «المنظمات الحقوقية المحلية والدولية لرصد وتوثيق الانتهاكات بحق المختطفين والمخفيين قسراً، ووضعها أمام أصحاب القرار والرأي العام للضغط لإطلاق سراح جميع المختطفين والمخفيين قسراً».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.