بكين تضع مشاريع البنية التحتية السعودية هدفا أساسيا لاستثماراتها في 2014

وزير الخارجية الصيني لـ «الشرق الأوسط» : نعمل على تسريع مفاوضات إنشاء المنطقة الحرة الخليجية ـ الصينية

جانب من لقاء وفد صيني مع رجال الأعمال السعوديين بمجلس الغرف السعودية في الرياض أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من لقاء وفد صيني مع رجال الأعمال السعوديين بمجلس الغرف السعودية في الرياض أمس («الشرق الأوسط»)
TT

بكين تضع مشاريع البنية التحتية السعودية هدفا أساسيا لاستثماراتها في 2014

جانب من لقاء وفد صيني مع رجال الأعمال السعوديين بمجلس الغرف السعودية في الرياض أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من لقاء وفد صيني مع رجال الأعمال السعوديين بمجلس الغرف السعودية في الرياض أمس («الشرق الأوسط»)

أكد مسؤول صيني لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده تتجه في عام 2014 لتنفيذ عدد من المشروعات الاستثمارية الكبرى في السعودية، منها مشروعات شبكة السكك الحديدية، وفق خبرات وتكنولوجيا رفيعة المستوى في هذا المجال على مستوى العالم. وقال وانغ يي وزير الخارجية الصيني: «الصين، إلى جانب أنها شريك استراتيجي للسعودية في مجال الطاقة، فإنها عازمة على تعزيز التعاون معها في مجال البنية التحتية تحديدا»، مشددا على أهمية تسريع عملية المفاوضات بشأن إنشاء المنطقة الحرة الخليجية - الصينية.
وتعهد وانغ يي بتقديم مزيد من التسهيلات للمنتجات السعودية للدخول إلى السوق الصينية، مشيرا إلى عزم بلاده على تعزيز المسار الاقتصادي بين البلدين بشكل أكثر فعالية، مقدما نموذجا لشكل العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين بلدين كبيرين في العالم.
من جهة أخرى، بحث مجلس الغرف السعودية، مع فو زي ينغ نائب حاكم مقاطعة جيانغ سو الصينية، زيادة الاستثمارات في المدن الصناعية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، فضلا عن استكشاف فرص جديدة.
ودعا نائب حاكم مقاطعة جيانغ سو القطاع الخاص في السعودية لاستغلال الفرص الاستثمارية الجديدة في المقاطعة، مبديا استعداده لتقديم التسهيلات كافة لإنجاز مهام المستثمرين السعوديين والعمل على دفع وتطوير العلاقات الثنائية بين الطرفين.
وقدم عرضا عن مميزات وفرص الاستثمار المتاحة في المجالين الزراعي والصناعي بالمقاطعة بوصفها تمثل أهم المناطق الصناعية والزراعية في الصين، فضلا عن ثرائها بكثير من الثروات المعدنية كالفحم والفوسفات والملح.
وتعد المقاطعة مركزا للصناعات الخفيفة، خاصة الإلكترونية، فضلا عن التصنيع الزراعي ومنتجات النسيج والحديد والصلب والكيماويات، داعيا القطاع الخاص إلى العمل على تحقيق مزيد من التعاون والشراكات الاستثمارية واستكشاف الفرص الاستثمارية الجديدة.
من جانبه، أكد فهد الربيعة، نائب رئيس مجلس الغرف السعودية، رغبة واستعداد قطاع الأعمال السعودي لتوسيع الروابط التجارية مع قطاع الأعمال في الصين، خاصة في مقاطعة جيانغ سو، و«ذلك انطلاقا من النجاحات التي حققتها الشراكات الاستثمارية والتجارية بين قطاعي الأعمال في البلدين». ولفت إلى ملاءمة بيئة الأعمال في الصين، مبينا أنها تشجع المستثمر السعودي على توسيع آفاق التعاون وتوثيق الروابط مع الجانب الصيني، مشيرا إلى أن مقاطعة جيانغ سو تعد أحد أعمدة النمو الناجح في الصين، «مما يشجع على إيجاد مبادرات عملية هناك». ودعا الربيعة الصينيين للاستثمار في المجال الصناعي بالسعودية، مشيرا إلى جاهزية مشروع «مدينة سدير الصناعية» «التي ستكون ثاني كبرى المدن الصناعية في العالم»، على حد تعبيره، لتعزيز استثماراتهم فيه.
يشار إلى أن اللقاء الذي جرى في مقر مجلس الغرف بالرياض، استعرض مسيرة التعاون المشترك بين قطاعي الأعمال في البلدين بصفة عامة ومقاطعة جيانغ سو بصفة خاصة، بالنظر إلى تنامي القطاعين الصناعي والزراعي في تلك المقاطعة وسبل دعمه وتطويره.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.