شركات تقود مهمة جذب الاستثمارات الألمانية والأوروبية للقطاع الزراعي السعودي

الرياض تشارك في معرض «أسبوع برلين الأخضر الدولي» لفتح أسواق جديدة لها في العالم

جانب من أحد المزارع السعودية (تصوير: إقبال حسين)
جانب من أحد المزارع السعودية (تصوير: إقبال حسين)
TT

شركات تقود مهمة جذب الاستثمارات الألمانية والأوروبية للقطاع الزراعي السعودي

جانب من أحد المزارع السعودية (تصوير: إقبال حسين)
جانب من أحد المزارع السعودية (تصوير: إقبال حسين)

توقع مختصون في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن يوفر معرض «أسبوع برلين الأخضر الدولي» فرصا كبيرة لجذب استثمارات ألمانية وأوروبية للقطاع الزراعي السعودي، وإقامة شراكات مع الجانب الألماني في إطار مبادرة خادم الحرمين الشريفين للاستثمار الزراعي في الخارج.
وأوضح المهندس عبد الله المبطي، رئيس مجلس الغرف السعودية، حرص بلاده على تنمية الصادرات الزراعية والغذائية السعودية، وفتح أسواق جديدة لها في مختلف دول العالم، من خلال مشاركتها في هذا المعرض الذي تنطلق فعالياته في دورته الـ79 في 17 يناير «كانون الثاني» الحالي لمدة عشرة أيام.
ولفت المبطي إلى أن مشاركة القطاع الخاص بجانب وزارة الزراعة في هذه الفعالية الاقتصادية العالمية، يجسد نموذج الشراكة القائمة بين القطاعين العام والخاص، وذلك تنفيذا لتوجهات القيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ويقوم المعرض بتوفير وتقديم أحدث المنتجات الزراعية من ناحية المدخلات والتكنولوجيا والممارسة الزراعية، وكذلك خطط التسويق وإدارة ما بعد الحصاد، كما يشمل المعرض مئات الفعاليات والأنشطة المختلفة. وأكد أن مشاركة السعودية في هذا المعرض العالمي المتخصص في مجال التغذية والزراعة والحدائق، تهدف إلى التعريف بالمنتجات الزراعية الطبيعية لبلاده، الخالية من الكيماويات خاصة، وذلك من خلال جناح كبير يضم شركات زراعية وغذائية عدة.
ونوه المبطي إلى أن السعودية تزخر بكثير من المنتجات الطبيعية عالية الجودة كالتمور والزيتون والألبان والروبيان والكافيار والدواجن وغيرها، مشيرا إلى أنها منتجات يمكن أن تجد لها مكانا مهما في السوق الألمانية، خصوصا أنها وجدت رواجا في كثير من الأسواق العالمية.
وفي هذا السياق، قال محمد الحمادي، رئيس اللجنة الغذائية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض: «إن مشاركة السعودية في هذا المعرض، ستكشف للمستثمرين بيانات وافرة عن الإنتاج الزراعي في بلادنا، وبالتالي يوفر قاعدة معلومات مهمة للمستثمرين الألمان في هذا المجال».
ولفت إلى أن هناك مشروعات استثمارية وفرصا ثمينة لرجالات الأعمال والاستثمار، تعزز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين السعودية وألمانيا، تؤسس لعلاقة اقتصادية واستثمارية ثنائية من شأنها أن تكون أنموذجا يحتذى به في مجال الزراعة والغذاء.
ويعتقد أن هناك إرادة سياسية واقتصادية على مستوى قيادة البلدين، التي تعد أهم عنصر في إنجاح الاستثمار في الزراعة والغذاء، وصناعة كوادر وعمالة مؤهلة للعمل، تمكنها من بناء أرضية صلبة للاستثمار الزراعي والغذائي في السعودية، والعكس صحيح على حد تعبيره.
يشار إلى أن السعودية ممثلة في وزارة الزراعة ومجلس الغرف السعودية بوفد رفيع المستوى برئاسة الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة، تشارك في هذا المعرض للمرة الأولى، حيث يعد أكبر معرض عالمي للتغذية والزراعة والحدائق، في حين يستقبل المعرض سنويا أكثر من 400 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم.
ويتجاوز عدد العارضين 1570 عارضا، يمثلون 67 دولة، كما يقام المعرض على مساحة 115 ألف متر مربع، وذلك لعرض نحو 100 ألف نوع من المنتجات الغذائية والحيوانية.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».