السلطات المصرية تخوض معركة «أبراج الضغط العالي»

مسؤول: تأمين خطوط كهرباء لـ 400 ألف كيلومتر شبه مستحيل

السلطات المصرية تخوض معركة «أبراج الضغط العالي»
TT

السلطات المصرية تخوض معركة «أبراج الضغط العالي»

السلطات المصرية تخوض معركة «أبراج الضغط العالي»

تخوض السلطات المصرية معركة عسيرة للحد من عمليات تخريبية تستهدف أبراج كهرباء الضغط العالي (الجهد الفائق)، وهي العمليات التي تسعى لتعميق شعور المواطنين بالغضب على ما يبدو، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة في توفير الخدمة بسبب نقص الوقود، وزيادة نسب الاستهلاك عن الحد الأقصى الذي تتحمله الشبكة القومية للكهرباء، مما يتسبب في انقطاع الخدمة لعدة ساعات في العاصمة والمحافظات. واستهدف مجهولون أمس (الاثنين) برجين للضغط العالي في محافظتي الشرقية (شرق القاهرة)، والبحيرة (غرب القاهرة)، وقال مسؤول حكومي لـ«الشرق الأوسط» إنه مهمة تأمين خطوط الكهرباء، التي يبلغ طولها نحو 400 ألف كيلومتر، شبه مستحيلة.
ودخلت الكهرباء على خط الأزمة السياسية في البلاد بعد أن اتهم الرئيس الأسبق محمد مرسي خصومه بتعمد افتعال أزمة في قطاع الكهرباء عبر قطع التيار عن المنازل لإثارة الرأي العام ضد حكمه، وتتهم السلطات الأمنية في مصر حاليا جماعة الإخوان بالضلوع في عمليات تخريب أبراج الجهد الفائق.
وقال جابر الدسوقي، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، إن برج جهد فائق بخط «النوبارية - البساتين» (غرب العاصمة) تعرض صباح أمس لعمل تخريبي بإطلاق عيار ناري على عازل البرج، كما تم تفجير أرجل برج آخر بخط «العاشر - أبو زعبل» (شرق العاصمة)، دون أن يسفر ذلك عن سقوطه.
وأوضح الدسوقي أنه يجري حاليا اتخاذ الإجراءات اللازمة للتغلب على الآثار السلبية جراء هذا العمل التخريبي، مشيرا إلى أن تكلفة إصلاح البرج المستهدف في محافظة الشرقية تصل إلى نحو 200 ألف جنيه (نحو 30 ألف دولار).
وقال وزير الكهرباء في تصريحات له مطلع الشهر الحالي إن خسائر العلميات الإرهابية التي طالت 30 برجا من أبراج الجهد الفائق بلغت 30 مليون جنيه، مما يلقي عبئا إضافيا على الحكومة التي رفعت الشهر الماضي أسعار الكهرباء الموجهة للصناعات كثيفة الاستهلاك بين سبعة و23 في المائة، في إطار إجراءات واسعة النطاق لخفض الدعم الذي يلتهم 20 في المائة من الموازنة العامة للدولة، وإصلاح الاقتصاد المنهك، كما رفعت أسعار الكهرباء الموجهة للاستهلاك المنزلي.
وعزل مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان في يوليو (تموز) من العام الماضي، في أعقاب مظاهرات حاشدة ضد حكمه. ورغم استمرار أزمة توفير الكهرباء لا يزال قادة الإخوان يتحدثون عن انقطاع الكهرباء كجزء من مخطط إفشالهم.
واستعارت الحكومة المصرية المؤقتة سابقا خطاب المؤامرة، وقال حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء السابق مطلع العام الحالي إن حكومته «تتابع بكل الغضب والاستنكار الممارسات الأخيرة التي تنتهجها جماعة الإخوان الإرهابية لإشاعة الرعب والخوف في الشارع المصري، من بينها استهداف أبراج الكهرباء خاصة في المناطق النائية لتدميرها، مما يعنى إشاعة الظلام في أرجاء البلاد، وقطع الكهرباء عن المستشفيات والمرضى، وإغلاق المصانع وأماكن العمل».
ولا تزال العمليات التخريبية ضد شبكة الكهرباء تتم بطرق بدائية، وبشكل عشوائي إلى حد ما، لكن تكرارها يشير إلى وجود مخطط لإرهاق السلطات. وقال مسؤول بوزارة الكهرباء لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «الدولة تخوض معركة شبه مستحيلة لتأمين خطوط الشبكة القومية للكهرباء والتي تمتد لنحو 400 ألف كيلومتر، وآلاف أبراج الضغط العالي».
وأضاف أن وزارة الكهرباء تعاقدت مع البدو والمزارعين، الذين توجد أبراج الكهرباء في نطاق أراضيهم أو في المناطق السكنية، لحمايتها من الإرهابيين، لافتا إلى أنه لا سبيل إلى الحد من العمليات التي تستهدف الشبكة من دون تعاون المواطنين.
وقال اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، إن قرار وزارة الكهرباء بإسناد مهام حراسة وتأمين أبراج الكهرباء للبدو والخفر الخاص يتعلق بخطوط الضغط العالي والأبراج داخل عمق الصحراء البعيدة عن العمران وفي محيط سكان المناطق الموجودة بها.
ويثير انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل غضب المواطنين الذين وضعوا أملهم في قدرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد السابق للجيش، على استعادة الأمن وحل الأزمات اليومية التي يعانون منها منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات.
ويرى مراقبون أن حكم حل حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، مطلع الأسبوع الحالي قطع الطريق أمام إمكانية استيعاب أعضاء الجماعة أو المتعاطفين معها داخل المشهد السياسي، مما يعني زيادة فرص تبني مجموعات راديكالية أساليب عنيفة في مواجهة السلطات.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.