انقلاب داخل «داعش»... البغدادي يرصد مكافأة لقتل إرهابي جزائري

محاولة نفذها مقاتلون أجانب لاغتيال زعيم «التنظيم»

أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي (أرشيف - أ.ب)
أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي (أرشيف - أ.ب)
TT

انقلاب داخل «داعش»... البغدادي يرصد مكافأة لقتل إرهابي جزائري

أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي (أرشيف - أ.ب)
أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي (أرشيف - أ.ب)

قال مسؤولون استخباراتيون، إن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، نجا من محاولة انقلاب نفذها مقاتلون أجانب الشهر الماضي، وقد رصد التنظيم مكافأة لمن يقوم بقتل المتهم الرئيسي في التدبير لمحاولة الانقلاب.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد وقعت محاولة الانقلاب في 10 يناير (كانون الثاني) الماضي في قرية بالقرب من بلدة هجين السورية الواقعة على وادي نهر الفرات، أبرز وأكبر بلدات الجيب الأخير الذي يسيطر عليه تنظيم داعش في شرق سوريا.
وبحسب «الغارديان» البريطانية، فإن تنظيم داعش يعكف حالياً على البحث عن العقل المدبر للانقلاب ويدعى أبو معاذ الجزيري لقتله، وفي سبيل ذلك، رصد التنظيم مكافأة مالية لمن ينجح في تنفيذ تلك المهمة. وقد حدث اشتباك مسلح في 10 يناير الماضي بقرية قريبة من منطقة هجين (محافظة دير الزور) بوادي نهر الفرات يقطنها ما بين 1000 و1500 مسلح على مساحة نحو 20 ميلاً عل مقربة من الحدود السورية - العراقية، وتبعد بمسافة كبيرة عن المنطقة التي سيطر عليها «داعش» بغرب سوريا في السابق.
وأدى الاشتباك المسلح إلى سقوط قتيلين اثنين.

وفى حين أن التنظيم الإرهاب لم يتهم الجزائري مباشرة بمحاولة الانقلاب، فإن تخصيص مكافأة لمن يقتل أحد كبار أعضائها خطوة غير معتادة، ويعتقد مسؤولو الاستخبارات أنه المخطط الرئيسي لمحاولة الانقلاب.
وفي تصريح لصحيفة «الغارديان»، أفاد ضباط استخبارات بأن الهدف من محاولة الانقلاب كان الاستيلاء على زعامة التنظيم من البغدادي.
ويعتبر الجزائري أحد المقاتلين الأجانب وأحد كبار أعضاء التنظيم الإرهابي. واستطرد ضابط الاستخبارات بأن البغدادي وحراسه «تمكنوا من الفرار في الوقت المناسب وسط المعركة التي أسفرت عن سقوط قتيلين».
الجدير بالذكر أن المئات من مقاتلي «داعش» قد استسلموا، وأن آلافاً من أقاربهم ومن المدنيين قد فروا من شرق سوريا في يناير الماضي.
وجاءت العملية بعد أسابيع من الأوامر التي أصدرها الظواهري بقتل 320 من أتباعه لشكه في ولائهم.
وعلى الرغم من الخسائر التي تكبدها تنظيم داعش في الفترة الأخيرة، فإن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حذرت في تقرير لها يوم الاثنين الماضي، من إمكانية عودة التنظيم الإرهابي إلى سوريا خلال فترة تتراوح بين 6 و12 شهراً.
وأشار التقرير إلى أن «(داعش) يواصل جذب العشرات من المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق كل شهر، كما يحصل على تبرعات خارجية مستمرة».
وفي تعليقه على عمليات الجيش السوري، قال هافيل روني والات، وهو مقاتل بجيش «قوات سوريا الديمقراطية» إنه «في المعارك الأخرى، هناك أماكن للمتطرفين يفرون إليها. لكن هنا لم يبقَ سوى أصحاب العقيدة الراسخة، وسوف يحاربون حتى الموت».
وقد خسر تنظيم داعش بفضل ضربات قوات التحالف الجوية كل المناطق التي سيطر عليها في السابق. وأفادت ميليشيات عراقية أمس، بأنها شنت عشرات الضربات الصاروخية التي استهدفت «داعش» في قرية سورية حدودية.
فيما كشفت قوات «الحشد الشعبي» أنها أطلقت 50 صاروخاً على قرية باغوز التي تعد المعقل الأخير للمتطرفين في المنطقة.


مقالات ذات صلة

ألمانيا: مداهمات تطول شباناً ينشرون الدعاية المتطرفة

أوروبا عناصر من الشرطة الألمانية يفتشون سيارة على الحدود مع هولندا (أرشيفية - د.ب.أ)

ألمانيا: مداهمات تطول شباناً ينشرون الدعاية المتطرفة

نفّذت السلطات الأمنية حملات مداهمة طالت معظم الولايات الألمانية واستهدفت شباناً وشابات ينشرون دعاية متطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي.

راغدة بهنام (برلين) راغدة بهنام
أوروبا برج إيفل مضاء بألوان العلم الفرنسي تكريماً لضحايا الهجمات الإرهابية بباريس الأربعاء (د.ب.أ)

فرنسا تكرّم ذكرى ضحايا إرهاب «داعش» في 2015

فرنسا تكرّم ذكرى ضحايا إرهاب «داعش» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015... مقتلة باريس وضاحيتها سان دوني: 132 قتيلاً و350 جريحاً وذكريات أليمة

ميشال أبونجم (باريس)
آسيا جنود باكستانيون يحرسون كلية كاديت التي هاجمها مسلحون مشتبه بهم قرب الحدود الأفغانية في وانا جنوب وزيرستان بباكستان (إ.ب.أ)

باكستان: منفذا الهجومين الانتحاريين هذا الأسبوع أفغانيان

قال وزير الداخلية الباكستاني، محسن نقوي، اليوم الخميس، إن مواطنَين أفغانيَين نفذا تفجيرَين انتحاريَين في باكستان هذا الأسبوع، أحدهما في العاصمة إسلام آباد.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أفريقيا سكان العاصمة المالية ينتظرون دورهم للحصول على الوقود بسبب الحصار الذي تفرضه «القاعدة» منذ شهرين على المدينة (رويترز)

سكان يفرون من بلدة في جنوب مالي بعد هجمات إرهابية

هرب مئات الأشخاص من المناطق المحيطة ببلدة لولوني في جنوب مالي بعد هجوم إرهابي مساء الثلاثاء استهدف صيادين تقليديين تطلق عليهم تسمية دوزو.

«الشرق الأوسط» (باماكو)
آسيا الهند: نتعامل مع انفجار نيودلهي على أنه «واقعة إرهاب»

الهند: نتعامل مع انفجار نيودلهي على أنه «واقعة إرهاب»

أكدت الحكومة الهندية، اليوم الأربعاء، أنها تتعامل مع انفجار سيارة في نيودلهي على أنها «واقعة إرهاب»، وتوعدت الجناة بتقديمهم إلى العدالة بأسرع ما يمكن.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

دعم أوروبي لحماية أطفال اليمن من التسرب من التعليم

تلاميذ يتلقون التعليم في إحدى مدارس محافظة لحج جنوبي اليمن (أ.ف.ب)
تلاميذ يتلقون التعليم في إحدى مدارس محافظة لحج جنوبي اليمن (أ.ف.ب)
TT

دعم أوروبي لحماية أطفال اليمن من التسرب من التعليم

تلاميذ يتلقون التعليم في إحدى مدارس محافظة لحج جنوبي اليمن (أ.ف.ب)
تلاميذ يتلقون التعليم في إحدى مدارس محافظة لحج جنوبي اليمن (أ.ف.ب)

في وقت تشير فيه تقديرات دولية إلى وجود أكثر من 4.5 مليون طفل يمني خارج مقاعد الدراسة نتيجة الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية منذ عام 2014، دشّنت منظمة «طفل الحرب» مشروعاً جديداً يستهدف إعادة دمج الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في محافظة تعز، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، في خطوة تعد من بين أهم المبادرات التعليمية والإنسانية خلال السنوات الأخيرة.

وقبيل الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية، كان عدد الأطفال المتسربين لا يتجاوز مليونَي طفل، إلا أن الرقم تضاعف خلال العقد الماضي بفعل النزوح الواسع الذي طال نحو 4.5 مليون شخص، وتدمير عشرات المدارس، إضافة إلى تجنيد الأطفال، وتحويل المؤسسات التعليمية إلى مراكز عسكرية.

ويسعى المشروع الجديد، الذي يحمل عنوان «أيادٍ صغيرة... أحلام كبيرة» ويُنفّذ بالشراكة مع جمعية «بناء الخيرية للتنمية الإنسانية»، إلى إعادة دمج الأطفال، وتحسين بيئة المدارس، وتقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي.

يركز المشروع على توفير التعليم الرسمي وغير الرسمي للأطفال خارج المدرسة في مديريات المعافر، والمظفر، والقاهرة، وصالة، وهي مناطق تشهد أعلى معدلات التسرب في المحافظة.

الحوثيون حولوا المدارس إلى معسكرات لتدريب الأطفال على القتال (أ.ف.ب)

وسيتم دمج أنشطة الحماية داخل العملية التعليمية عبر جلسات للإرشاد النفسي، وتدريب متخصصين محليين على تقديم خدمات الدعم الاجتماعي، بما يعزز مرونة الأطفال وقدرتهم على التكيف.

كما سيُشرك المشروع أولياء الأمور والمجتمع المحلي عبر مجالس الآباء والأمهات ولجان حماية الطفل، في محاولة لإعادة بناء دور المجتمع في حماية التعليم، وضمان وصول الأطفال إلى المدارس، والحد من عمالة الأطفال والزواج المبكر.

وبحسب مصادر في قطاع التعليم، فإن عدداً كبيراً من الأطفال في تعز يضطرون للعمل، أو التسول، أو الالتحاق بجبهات القتال في مناطق سيطرة الحوثيين، بسبب انهيار الوضع الاقتصادي، مما يجعل أي مشاريع حماية وتعليم شاملة ضرورة ملحّة.

تعليم مرن واستجابة للأزمات

يتضمن المشروع إضافة إلى الأنشطة التعليمية دعماً لوجستياً لمواجهة الأزمات، خصوصاً في ظل تجدد المعارك أو تعرض المنطقة لصدمات مناخية. ويشمل ذلك إنشاء بنية تحتية مرنة للصرف الصحي والمياه، وتأهيل الفصول الدراسية المتضررة، وتوفير مواد تعليمية أساسية، إلى جانب دعم النقل المدرسي، وهو العنصر الذي تفتقر إليه كثير من القرى المحيطة بمدينة تعز.

أطفال يمنيون يتلقون تعليمهم تحت الأشجار (إعلام محلي)

وسيتم تنفيذ عملية مراقبة جودة مشتركة بين منظمة «طفل الحرب»، ووزارتَي التخطيط والتعاون الدولي، والتربية والتعليم، إضافة إلى مكاتب التربية في المديريات المستهدفة. ويأمل القائمون أن تضمن هذه الشراكة الحكومية - الدولية تنفيذ المشروع وفق أعلى مستويات الشفافية، وتفادي عراقيل يصنعها الصراع السياسي والميداني.

ويهدف المشروع في نهايته إلى تمكين 6625 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و18 عاماً من الحصول على فرص تعليمية أفضل، وتحسين مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية، بما يفتح أمامهم آفاقاً أكثر أماناً واستقراراً.

وتعمل منظمة «طفل الحرب» في عدة دول متضررة من النزاعات حول العالم، وتقدم برامج تعليمية ونفسية تهدف إلى حماية الأطفال من آثار العنف، وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.

ضمان مدرسة آمنة

يقول عارف جبار، المدير القطري للمنظمة في اليمن، إن الفريق يعمل على «تحسين بيئة التعليم وضمان مدرسة آمنة وصحية، ومكافحة عمالة الأطفال والزواج المبكر»، مضيفاً أن نهج المنظمة «يجمع بين المعرفة المحلية والخبرات الدولية لتقوية قدرات المجتمع وتحقيق نتائج مستدامة».

المبادرة الجديدة تُعد من المشاريع القليلة التي تجمع بين التعليم الرسمي وغير الرسمي، والحماية، والدعم النفسي، وتمكين المجتمعات المحلية، وهو ما يمنحها فرصة حقيقية لصناعة فارق ملموس في واحدة من أكثر المحافظات تضرراً.

الحرب في اليمن تسببت في تدمير عشرات المدارس (أ.ف.ب)

وفي إطار الجهود الموازية، سيقوم المشروع بتوفير فصول مجتمعية بديلة للأطفال غير الملتحقين بالمدارس، إضافة إلى تقديم مساعدات نقدية لأشد الأسر ضعفاً لمنع اضطرار أطفالها للعمل، أو تزويجهم في سن مبكرة، وهي ممارسات توسعت خلال سنوات الحرب.

ويؤكد خبراء تربويون في تعز أن المشروع يحمل «أهمية استراتيجية»، خصوصاً بعد أن حوّل الحوثيون عدداً كبيراً من المدارس إلى معسكرات للتدريب والتجنيد؛ ما أدى إلى إغلاقها أو هروب الطلاب منها، فضلاً عن تدمير عشرات المنشآت التعليمية بالقصف أو الإهمال.


اليمن يشدد على توحيد الجهود الأممية لدعم الإغاثة والتنمية

نائب وزير الخارجية اليمني مجتمعاً في عدن مع ممثلي الوكالات الأممية والدولية (سبأ)
نائب وزير الخارجية اليمني مجتمعاً في عدن مع ممثلي الوكالات الأممية والدولية (سبأ)
TT

اليمن يشدد على توحيد الجهود الأممية لدعم الإغاثة والتنمية

نائب وزير الخارجية اليمني مجتمعاً في عدن مع ممثلي الوكالات الأممية والدولية (سبأ)
نائب وزير الخارجية اليمني مجتمعاً في عدن مع ممثلي الوكالات الأممية والدولية (سبأ)

شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن خلال الأيام الماضية سلسلة من اللقاءات الحكومية مع ممثلي عدد من المنظمات الأممية والدولية، في إطار مساعٍ لتعزيز التنسيق وتوحيد الجهود الإنسانية والتنموية، بما يسهم في تحسين الأوضاع المعيشية للسكان في ظل تصاعد انتهاكات الجماعة الحوثية التي عطَّلت أعمال عديد من الوكالات الدولية.

ضمن هذه اللقاءات، بحث نائب وزير الخارجية مصطفى نعمان، مع ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في اليمن، آدم ياو، آليات عمل المنظمة وأهمية تدخلاتها في مجالات الأمن الغذائي والتنمية الزراعية وتحسين سبل المعيشة في المناطق الريفية.

وأشاد نعمان بجهود «فاو» ومشاريعها الداعمة لقطاعي الزراعة والري، مؤكداً حرص الحكومة على تسهيل عملها وتمكينها من تنفيذ برامجها الإنسانية والتنموية بما يسهم في دعم الاستقرار المعيشي.

من جانبه، عبّر ممثل المنظمة عن تقديره لتعاون الحكومة اليمنية، مؤكداً التزام «فاو» بمواصلة تقديم الدعم الفني والإنساني للشعب اليمني، رغم التحديات الميدانية القائمة. وفق ما نقله الإعلام الرسمي اليمني.

في لقاء آخر، ناقش نعمان مع نائب مدير بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، ماري ياماشيتا، نشاط البعثة وسبل تطوير أدائها وفقاً لتفويضها الأممي.

جانب من اجتماع نائب وزير الخارجية اليمني مع ممثلي المنظمات الدولية (إكس)

وأكد نعمان ضرورة تعزيز التنسيق بين الحكومة والبعثة، لرفع فاعلية أدائها وتحقيق أهدافها، مرحِّباً بخطوة نقل مقرات البعثات والمنظمات الأممية إلى العاصمة المؤقتة عدن لما تمثله من أهمية في تسهيل مهامها وضمان التواصل المباشر مع الحكومة الشرعية.

ونسب الإعلام الرسمي إلى ياماشيتا أنها أعربت عن تقديرها لتعاون الحكومة اليمنية وتفهمها لطبيعة عمل البعثة، مشيرةً إلى أن الأمم المتحدة بصدد مراجعة مهامها في الحديدة بما يتناسب مع المستجدات الإقليمية والدولية.

اجتماع موسع

في سياق التحرك الحكومي اليمني، عقد نائب وزير الخارجية اجتماعاً موسعاً مع ممثلي المنظمات الدولية العاملة في عدن، لمناقشة أوجه التعاون المشترك وسبل تعزيز التنسيق مع الحكومة لضمان تنفيذ البرامج الإنسانية والتنموية بكفاءة وشفافية.

ورحب نائب الوزير بممثلي المنظمات، مشيداً بجهودها في التخفيف من معاناة اليمنيين جراء الحرب، ومؤكداً التزام الحكومة بتهيئة الظروف المناسبة لعملها.

وأعرب عن تقدير الحكومة للمنظمات التي نقلت مقراتها الرئيسية إلى عدن، معتبراً ذلك خطوة تؤكد التزامها بالتعامل مع الحكومة الشرعية وتعزيز حضور مؤسسات الدولة.

وشدد نعمان على أهمية التنسيق الدائم بين وزارة الخارجية في بلاده والمنظمات الدولية لتجاوز التحديات الميدانية، وضمان وصول المساعدات إلى المستحقين في جميع المحافظات وفقاً لأولويات الاحتياج الإنساني.

في المقابل، عبّر ممثلو المنظمات عن شكرهم لوزارة الخارجية على تسهيل إجراءات عملهم، مؤكدين حرصهم على توسيع نطاق أنشطتهم وتعزيز الشراكة مع الحكومة لدعم جهود الإغاثة والاستقرار. حسبما نقلت وكالة «سبأ» الحكومية.

كان نعمان قد التقى نائب مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، سعيد حرسي، لبحث سبل تطوير التعاون وتعزيز الدعم الإنساني المقدم للشعب اليمني.

وأكد المسؤول اليمني أهمية إعداد خطة شاملة للاستجابة للاحتياجات الإنسانية والتنموية، والعمل على سد الفجوة التمويلية التي تسببت في تقليص عدد المستفيدين من برامج الأمم المتحدة.

وشدد نعمان على ضرورة اعتماد آليات رقابة شفافة تضمن وصول المساعدات إلى المستفيدين الحقيقيين، وتعزيز التنسيق المستمر بين الحكومة ومكتب «أوتشا» لضمان فاعلية البرامج الإنسانية وكفاءتها.


تحركات دبلوماسية يمنية لدعم الإصلاحات الحكومية

طلاب يلعبون كرة القدم في ساحات مدرسة بتمويل سعودي في مدينة عدن (أ.ف.ب)
طلاب يلعبون كرة القدم في ساحات مدرسة بتمويل سعودي في مدينة عدن (أ.ف.ب)
TT

تحركات دبلوماسية يمنية لدعم الإصلاحات الحكومية

طلاب يلعبون كرة القدم في ساحات مدرسة بتمويل سعودي في مدينة عدن (أ.ف.ب)
طلاب يلعبون كرة القدم في ساحات مدرسة بتمويل سعودي في مدينة عدن (أ.ف.ب)

كثّف رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي ورئيس الوزراء سالم بن بريك من نشاطهما في العاصمة السعودية الرياض، ضمن جهود تستهدف توسيع الدعم الدولي لبرامج الإصلاح الاقتصادي، وتعزيز الاستقرار، والتحضير لعقد مؤتمري «المانحين للصحة» و«الطاقة الوطني الأول» خلال الشهر الحالي.

وأفاد الإعلام الرسمي بأن رئيس الوزراء بن بريك بحث مع سفيرة المملكة المتحدة لدى اليمن عبدة شريف مستجدات التعاون الثنائي، وتطورات الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، إلى جانب التحضيرات الجارية لمؤتمري «الصحة» و«الطاقة»، اللذين تراهن عليهما الحكومة لحشد التمويل الدولي للقطاعين الحيويين.

ووفق المصادر، تناول اللقاء مسار الإصلاحات المالية والإدارية التي تنفذها الحكومة بدعم من شركائها الدوليين، ونتائجها المتوقعة في تحسين الأداء الحكومي وتخفيف المعاناة الإنسانية الناجمة عن حرب ميليشيات الحوثي.

رئيس الحكومة اليمنية سالم بن بريك مع السفيرة البريطانية عبدة شريف (سبأ)

وشدد بن بريك على أن الحكومة ماضية في تنفيذ إصلاحات شاملة لرفع كفاءة مؤسسات الدولة، وضبط العلاقة بين السلطات المركزية والمحلية، مؤكداً أهمية الشراكة الفاعلة مع المجتمع الدولي لدعم خطط التعافي الاقتصادي، وتمكين الحكومة من القيام بواجباتها تجاه المواطنين.

وأوضح رئيس الوزراء أن مؤتمر المانحين للصحة سيكون محطة محورية لتنسيق الجهود الوطنية والدولية، وحشد الموارد لإعادة تأهيل المرافق الصحية وتطوير الكوادر، في حين يُشكل مؤتمر الطاقة الوطني الأول خطوة نوعية لإصلاح هذا القطاع الحيوي، وتحقيق أمن الطاقة واستدامتها، بدعم من السعودية والإمارات.

من جهتها، أكدت السفيرة البريطانية دعم بلادها للحكومة اليمنية في مسار الإصلاحات وتحسين الخدمات، مشيدة بتوجهها لعقد مؤتمرات نوعية تضع حلولاً عملية للتحديات التنموية.

شراكة ألمانية ودعم فرنسي

في لقاء منفصل، استقبل بن بريك سفير ألمانيا الاتحادية توماس شنايدر؛ حيث جرى بحث العلاقات الثنائية وآفاق التعاون في مجالات الإغاثة والتنمية والإصلاح الاقتصادي.

وأشاد رئيس الوزراء بالدعم الألماني المتواصل لليمن، مؤكداً أن حكومته تمضي في تنفيذ خطة الإصلاحات الشاملة التي أقرها مجلس القيادة الرئاسي، بهدف تصحيح مسار المالية العامة، وتحسين إدارة الموارد، واستعادة الثقة بالاقتصاد الوطني.

ونقل السفير الألماني تحيات المستشار فريدريش ميرتس، مؤكداً أن بلاده تتابع باهتمام التطورات الاقتصادية في اليمن، وستواصل دعمها للحكومة ضمن أولوياتها الوطنية لتحقيق الأمن والاستقرار وبناء المؤسسات.

تلاميذ يمنيون في مدرسة الرباط الغربي الحكومية في لحج الواقعة بين مدينتي تعز وعدن (أ.ف.ب)

من جهته، التقى العليمي سفيرة فرنسا لدى اليمن، كاترين قرم كمّون، وبحث معها مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية والدعم الفرنسي لبرامج الإصلاحات.

وأعرب العليمي عن تقديره لدور فرنسا في دعم أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، ومساندة المسار الإنساني والإغاثي، ومواقفها في مجلس الأمن الداعمة لليمن.

وناقش اللقاء -حسب الإعلام الرسمي- البرامج الحكومية لتعزيز التعافي وتحسين الخدمات ودفع الرواتب وتثبيت مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن.

وأشاد العليمي بالموقف السعودي في دعم الموازنة العامة ومساعدة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها، مشيراً إلى أن مجلس القيادة ماضٍ في مسار السلام الشامل والمستدام وفق المرجعيات المعترف بها، مع إنهاء التدخلات الإيرانية التي عمّقت الأزمة الإنسانية.

السفيرة الفرنسية أكّدت من جانبها التزام باريس بدعم الحكومة اليمنية وجهود تحقيق السلام وأمن الملاحة، وتعزيز التعاون في الملفات الاقتصادية والإنسانية. وفق ما ذكرته وكالة «سبأ» الحكومية.

تعاون صيني

في سياق التحركات اليمنية، استقبل رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي القائم بأعمال السفارة الصينية شاو تشنغ، وبحث معه سبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والأمنية.

وأكد العليمي اعتزاز اليمن بعلاقات الصداقة مع الصين ودعمها المتواصل، مشيراً إلى أهمية التنسيق لردع التهديدات المشتركة، خصوصاً تهريب الأسلحة عبر البحر الأحمر والقرن الأفريقي.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مستقبلاً في الرياض القائم بأعمال السفير الصيني (سبأ)

وتطرّق اللقاء إلى تقرير فريق الخبراء الأممي بشأن تصاعد عمليات التهريب للجماعة الحوثية، وأهمية التعاون في مشروعات الطاقة والمواني وتطوير قدرات خفر السواحل لحماية الملاحة الدولية.

القائم بالأعمال الصيني -حسب الإعلام الرسمي- جدّد دعم بلاده لمجلس القيادة والحكومة اليمنية، واستعدادها لتوسيع الشراكة الاقتصادية والتنموية في مختلف القطاعات.

وتعكس هذه اللقاءات حراكاً يمنياً يهدف إلى توسيع قاعدة الدعم الدولي لجهود الإصلاح الاقتصادي وتثبيت الاستقرار، في ظل تحديات معقدة فرضتها الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية واستمرار تهديداتها للأمن الإقليمي والدولي.