«العدل والإحسان» المغربية المعارضة: قرار تشميع بيوت قادة الجماعة سياسي

قالت إن هدف السلطات من ورائه إسكات تيار معارض

TT

«العدل والإحسان» المغربية المعارضة: قرار تشميع بيوت قادة الجماعة سياسي

قال فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان الإسلامية شبه المحظورة، إن قرار السلطات تشميع بيوت عدد من قياديي الجماعة قرار سياسي، واستهداف ممنهج لتيار معارض، مضيفاً أن المعركة بين الجماعة والسلطات «معركة سياسية، وليست قانونية».
وأوضح أرسلان، في لقاء صحافي نظم أمس على أثر قرار السلطات تشميع بيوت ثلاثة قياديين ينتمون لهذا التنظيم، أن هذا الإجراء يدخل ضمن «الوسائل المستعملة لضرب الخصم السياسي، وهي وسائل أصبحت مكشوفة معروفة، ولا تنطلي على أحد». والهدف من ذلك، حسب رأيه، هو «إسكات تيار معارض وازن نشيط، وفيه دينامية، بينما السلطة تريد هياكل ميتة».
من جهته، عبر عبد الواحد متوكل، رئيس الدائرة السياسية للجماعة، خلال اللقاء الصحافي، عن الرأي نفسه، بقوله إن هذا الموقف «يتكرر منذ نشأة الجماعة التي تمنعها السلطات من بناء مقرات، لأنها تريد أن تفرض على الجميع دخول بيت الطاعة».
وذهب المسؤول السياسي إلى التأكيد على أن الهدف من وراء قرار تشميع البيوت الذي وصل عددها إلى سبعة هو «إشغال الرأي العام عن المشكلات الحقيقية في البلاد، التي أدت إلى احتجاجات الحسيمة وجرادة، والاحتجاجات التي تقع كل يوم».
وفي السياق ذاته، كشف أرسلان أن الهدف من الحملة التي تقودها السلطات ضد الجماعة هو «استفزاز الجماعة، ومحاولة جرها لردود الأفعال، لكنها لن تنجر لأي رد فعل، وسنفعل كما في السابق؛ أي الاحتجاج بالطرق المشروعة، وسنلجأ للقضاء» الذي وصفه بأنه غير مستقل، رغم وجود بعض القضاة الشرفاء والملتزمين، وآخرين غير ذلك.
وأوضح أرسلان أن المعركة مع السلطات لا تخص «العدل والإحسان» وحدها، بل «كل من يريد الخير لهذه البلاد، ويجهر بكلمة الحق، ويتخذ مواقف جريئة»، منبهاً باقي الفرقاء إلى أن الدور قد يأتي عليهم «لأن المخزن (السلطة) ليس لديه صديق دائم أو عدو دائم»، على حد تعبيره. كما لفت أرسلان إلى أن «التغيير لن يتم بين عشية وضحاها، بل لا بد من الشد والجذب، ونحن لن ننجر لهذه الترهات، بل سنظل ثابتين على موقفنا».
ورداً على ما تردد من أن قرار تشميع البيوت جاء بسبب تحويلها إلى مساجد ودور عبادة، قال أرسلان مستخفاً بهذا التبرير: «نحن نعرف أن المساجد لديها صومعة، ويؤذن فيها للصلاة، ويصلي فيها كل الناس، لذلك فشروط المسجد لا تنطبق على تلك البيوت».
أما بخصوص عقد تجمعات غير قانونية داخل تلك البيوت، فقد أوضح أرسلان أن «التجمعات إذا كانت خاصة، فإنها لا تحتاج إلى تصريح»، واصفاً هذه المبررات بأنها «تافهة، وذر للرماد على العيون» بهدف «تخويف الناس، وخلق البلبلة»
وقالت الجماعة، في بيان وزعته أمس، إن تشميع البيوت «قرار سياسي، وليس قراراً إدارياً أو أمنياً فقط»، وعدّته «خطوة عدائية وانتقامية... وغير مبررة قانونياً وسياسياً»، وعزت الإجراء إلى «تمسكها بمواقفها، وانحيازها إلى قضايا الشعب المغربي، واصطفافها إلى جانب القوى المطالبة بالحرية والكرامة والعدل، والمناهضة للفساد».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.