السودان يعّول على الذهب في تغطية عجزه التجاري

السودان يراهن على الذهب لسد حاجته من النقد الأجنبي
السودان يراهن على الذهب لسد حاجته من النقد الأجنبي
TT

السودان يعّول على الذهب في تغطية عجزه التجاري

السودان يراهن على الذهب لسد حاجته من النقد الأجنبي
السودان يراهن على الذهب لسد حاجته من النقد الأجنبي

في وقت ينتج فيه السودان سنوياً نحو 100 طن من الذهب، لكنه لا يستفيد إلا من عائدات 22 طن، بينما يتم تهريب الكميات الباقية، قرر مجلس الوزراء الاعتماد على إنتاج البلاد من الذهب لهذا العام، في سد وتغطية نصف العجز التجاري المتوقع في 2019، البالغ نحو 6 مليارات دولار.
ووجّه معتز موسى، رئيس مجلس الوزراء، وزارة النفط والغاز والمعادن بوضع خطة عمل تنفيذية واضحة ومحكمة للإحاطة بالذهب بأشكاله كافة، في إطار بيئة قانونية وشراكات بين المركز والولايات وبنك السودان المركزي ووزارة المالية، تقوم على الاعتماد على الذات بهدف سد الفجوات في الاقتصاد الوطني.
ووصف الوزير خلال زيارته لوزارة النفط والغاز والمعادن، ثروات البلاد من المعادن بأنها تشكل عماداً قوياً للناتج القومي، ومن دونها يحدث خلل في الاقتصاد، مشيراً إلى أهمية برنامج العمل، وإعادة ترتيب الأولويات، مع الاهتمام بالمعادن الأخرى إلى جانب الذهب.
وأمهل رئيس مجلس الوزراء، الوزارة مدة أسبوعين لتسليم الخطة لمجلس الوزراء، لتصبح برنامج عمل للدولة في المرحلة المقبلة.
ويعاني السودان من تهريب الذهب عبر الحدود، بعيداً عن القنوات الرسمية، بسبب فوارق أسعار الصرف بين السوقين الرسمية والموازية، بالتزامن مع شحّ النقد الأجنبي في البلاد الذي يعد أحد أسباب الاحتجاجات الشعبية الأخيرة.
من جانبه، أكد المهندس أزهري عبد القادر، وزير النفط والغاز والمعادن، أن سياسة وزارته تقوم على تعظيم نصيب الدولة من إنتاج المعادن.
وأضاف الوزير أن تعظيم نصيب الدولة من إنتاج المعادن يحتاج لجهد كبير، وأن الإحاطة تحتاج لتقدير علمي وإنشاء مصفاة بمواصفات عالمية، منوهاً إلى أهمية بورصة الذهب لحل مشكلة التهريب وضمان عودة عائدات الصادر.
وأقرّ الوزير بوجود خلل في الاتفاقيات المبرمة مع الشركات، والبالغ عددها 460 شركة، داعياً إلى مراجعة الرسوم والعوائد المتفق عليها.
وقال الوزير لدى لقائه سفير أستراليا في السودان جلين مايلز إن المناخ الاستثماري الحالي في البلاد بعد رفع العقوبات الأميركية سيشجع الشركات الأسترالية للدخول في مجال التعدين.
وقال إن التعدين شكّل عاملاً اقتصادياً مهماً للدولة، وإن الذهب على وجه الخصوص خلق دافعية قوية للإقبال على نشاط التعدين؛ حيث يشكل التعدين الأهلي في الوقت الحالي نحو 80 في المائة من مجمل إنتاج البلاد، ويبلغ عدد العاملين في هذا القطاع نحو مليوني مُعدن.
وأكد السفير الأسترالي على استعداد بلاده، ورغبتها في الاستثمار في قطاع المعادن، وتقديم المساعدات في مجال تبادل ونقل الخبرات وتدريب الكوادر التي تعمل في القطاع، إضافة إلى إنشاء المشروعات مشتركة. من جهته، أكد فريق شرطة، عوض النيل ضحية، وزير الدولة بوزارة النفط والغاز والمعادن، قدرة قطاع المعادن على سد فجوة الميزان التجاري وإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية، مشيراً إلى أن القطاع بما يمتلك من علماء وخبراء وشباب جيولوجيين قادر علي إنتاج كميات من الذهب تسد الفجوة في الميزانية القومية، مشيداً بدور الشباب الذين نفذوا المأموريات، بحثاً واستكشافاً وتخريطاً، في الصحاري والفيافي والوديان، واصفاً دورهم بالوطني والمهني والأخلاقي.
وهنّأ ضحية العاملين بالهيئة على الإنجاز الذي تحقق في 2018، معتبراً أن استخراج 333 رخصة بحث عام عن المعادن مؤشر جيد تستطيع الهيئة بموجبه دعم الاقتصاد الوطني بالعملات الصعبة.
وأشار محمد أبو فاطمة عبد الله، المدير العام للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، إلى أن الهيئة حققت خلال العام 2018 نسبة 152 في المائة من الربط المقرر لها من الإيرادات، كما أوفت بمطلوبات وزارة المالية من الإيرادات بنسبة 100 في المائة.
واستعرض خلال مخاطبته احتفال الهيئة بحصاد العام المنصرم، أداء الهيئة في المحاور الفنية والإدارية والمالية وبناء القدرات، من خلال التدريب وتأهيل المكاتب الإقليمية وتحديث الخريطة الجيولوجية والاستثمارية، منوهاً إلى خروج أكثر من 70 مأمورية للتخريط الجيولوجي خلال العام، وتوقيع أكثر من 20 اتفاقية امتياز، و37 عقد تعدين صغير، بالإضافة إلى تجهيز أكثر من 10 آلاف عينة تحليل جيولوجي وكيميائي. وأشار إلى أنه تم تصميم موقع إلكتروني للهيئة، كما تم إدخال الخرائط في نظام الأرشفة الإلكترونية. وتناول ملامح من خطة الهيئة للعام، الرامية إلى تعزيز الكادر الفني، بتعيين أكثر من 2000 من الكوادر الفنية والإدارية، بالإضافة إلى امتلاك قمر صناعي وطائرة للمسح الجيولوجي. وأعلن السودان الشهر الماضي عن اكتشاف منجم ذهب، وُصف بـ«الضخم»، وتصل طاقته إلى 7 أطنان سنوياً.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.