عباس للإسرائيليين: هذا وطنكم وهذا وطننا ولا أريد الحرب

قال إن عملية السلام أُصيبت بضربة كبرى منذ اغتيال رابين

الرئيس محمود عباس في «المنتدى الفلسطيني للسلام والحرية» إلى جانب ران كوهين  عضو الكنيست السابق عن حزب ميريتس (أ.ف.ب)
الرئيس محمود عباس في «المنتدى الفلسطيني للسلام والحرية» إلى جانب ران كوهين عضو الكنيست السابق عن حزب ميريتس (أ.ف.ب)
TT

عباس للإسرائيليين: هذا وطنكم وهذا وطننا ولا أريد الحرب

الرئيس محمود عباس في «المنتدى الفلسطيني للسلام والحرية» إلى جانب ران كوهين  عضو الكنيست السابق عن حزب ميريتس (أ.ف.ب)
الرئيس محمود عباس في «المنتدى الفلسطيني للسلام والحرية» إلى جانب ران كوهين عضو الكنيست السابق عن حزب ميريتس (أ.ف.ب)

قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إنه يتطلع لانتخاب قيادة في إسرائيل تؤمن بالسلام مؤكداً أنه مستعد للتعامل مع أي قيادة ينتخبها الجمهور الإسرائيلي، ما دامت تؤمن بتحقيق السلام العادل الذي يضمن الأمن والازدهار والتقدم لكل شعوب المنطقة.
وأضاف عباس في مؤتمر عُقِد بمقر الرئاسة الفلسطينية برام الله بمناسبة الإعلان عن تشكيل «منتدى الحرية والسلام» الفلسطيني: «نحن نمد يدنا للسلام الحقيقي القائم على حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967».
وتابع عباس مخاطباً وفوداً من إسرائيل ضمّت النائب السابق في الكنيست، عضو برلمان السلام العربي - الإسرائيلي طلب الصانع، ورئيس برلمان السلام الإسرائيلي ران كوهين، ورئيس منتدى مؤسسات السلام في إسرائيل يوفان رحاميم، وحركة معاً لشراكة عربية - يهودية في الداخل وعدداً من الشخصيات الدينية، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة «فتح»، وقيادات فلسطينية ممثلة للمجتمع الفلسطيني بمختلف أطيافه: «أنا أقول لكم باسم الشعب الفلسطيني: أريد السلام، ولا أريد الحرب».
وتابع: «عشنا معاً في السابق سنوات طويلة بأمن وسلام ومحبة. يوجد هنا في القاعة مسلم ومسيحي وسامري ويهودي، يمكن أن نعيش معاً على الأرض. إذا كانت هذه القاعة تتسع لكل اتباع الديانات السماوية الثلاث، فكيف لا تتسع فلسطين لها؟! لقد عشنا في هذه البلاد على أساس المحبة والسلام، فلماذا يحاول الآخرون جرنا إلى العنف والكره؟».
وأردف: «هذا وطنكم وهذا وطننا». وأبدى عباس دعمه للمنتدى: «أنا أدعمكم وآمل أنكم ستصبحون سيولاً بشرية في وجه رافضي السلام».
ومضى يقول: «هذا اللقاء كان يمكن أن يكون قبل سبعين عاماً، أي قبل قيام إسرائيل ودخول المنطقة إلى أتون صراع دامٍ، ومع ذلك قال إن الفرصة ما زالت متاحة على اعتبارات أن تأتي الخطوة متأخرة أفضل من ألا تأتي أبداً». وشدد عباس على رفضه كل أنواع العنف والإرهاب، مضيفاً: «لن نخجل يوماً من هذا بل العكس، سيوفر الأمن والأمان لأبنائنا وشعبنا، ونستطيع أن نعيش بسلام على أرضنا، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967». وتابع أن «السلام الفلسطيني - الإسرائيلي هو وحده الكفيل بتحقيق السلام في كل المنطقة أما فيما عدا ذلك فهو ضرب من الخيال». ورفض عباس كذلك أي حلول تتناقض مع حق الشعب الفلسطيني في نيل حقه في تقرير المصير والاستقلال في دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود يونيو 1967، بما يضمن التوصل إلى حل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين على أساس القرار الأممي 194 ووفق ما ورد في مبادرة السلام العربية.
وأقر الرئيس الفلسطيني بأن عملية السلام أُصِيبت بضربة كبرى بعد اغتيال إسحق رابين، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، مضيفاً: «السلام منذ ذلك اليوم بقي يراوح مكانه». واستدرك بالقول: «على الرغم من ذلك، فإن اختيار قيادة إسرائيلية راغبة وقادرة على التفاوض يمكن أن يصل إلى التوقيع على اتفاق حل الدولتين».
وخطاب عباس جاء ضمن الإعلان عن «منتدى الحرية والسلام» في كل من رام الله وتل أبيب، بعد نحو شهر على تأسيسه بمبادرة من لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي.
وبحسب البيان التأسيسي، فإن الهدف من إطلاق المنتدى يأتي من منطلق الإيمان العميق بحيوية قضية السلام العادل والشامل وأهمية تحقيقه على الأرض. ويستهدف رفع شأن خطاب السلام العادل ومستحقاته الوطنية والشعبية، والتأكيد للعالم بشكل عام وللمجتمع الإسرائيلي على وجه الخصوص، بأن الشعب الفلسطيني بقيادته السياسية يقف موقفاً واحداً وموحداً من أجل التوصل إلى اتفاق سلام كامل وشامل يقوم على حل الدولتين، ويتضمن التوصل لحل عادل وشامل لمختلف قضايا الحل النهائي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من يونيو 1967. ويرتكز المنتدى على برنامج منظمة التحرير السياسي.
وتخوض إسرائيل، انتخابات عامة في التاسع من أبريل (نيسان) المقبل، وسط تنافس كبير بين قوى اليمين. وتأمل السلطة بتغيير خريطة الحكومة الإسرائيلية بشكل قد يسمح باستئناف العملية السياسية. ويريد الفلسطينيون إطلاق مؤتمر دولي للسلام ينتج عنه آلية متعددة لرعاية مفاوضات.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن أيّ خطة سلام لن يُكتب لها النجاح بغياب الجانب الفلسطيني، سواء عُرِضت في وارسو أو أي مكان آخر.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».