اجتماع في عمان يبحث للمرة الأولى قضية «جثامين القتلى والمفقودين»

فريق الحكومة اليمنية يمحّص أدلة الميليشيات للرد عليها

TT

اجتماع في عمان يبحث للمرة الأولى قضية «جثامين القتلى والمفقودين»

أفادت مصادر حكومية يمنية بأن فريق الحكومة الخاص بملف الأسرى والمعتقلين بدأ في عمان، حيث اجتماعات اللجنة المشتركة مع الحوثيين بدراسة وتمحيص الأدلة التي قدمتها، أمس، الميليشيات الانقلابية، حول مصير عشرات من الأسرى، بعد أن تبادل الجانبان وتحت رعاية مكتب المبعوث الخاصة للأمم المتحدة، هذه الأدلة التي شملت مقاطع فيديو توضّح حالة المعتقل من كلا الجانبين.
وقال رئيس الفريق الحكومي وعضو مجلس الشورى اليمني هادي هيج، لـ«الشرق الأوسط»، إنه يتوقع أن تكون اجتماعات لجنة الأسرى والمفقودين هذه المرة حاسمة تمهيداً لإقرار القوائم النهائية والبدء في تنفيذ إطلاق الأسرى والمعتقلين.
في السياق نفسه، علمت «الشرق الأوسط» أنه وبعد الانتهاء من الاجتماع الرئيسي أمس، والذي استمر لساعات، عُقد مساءً اجتماع للجنة «الجثامين» والتي تتكون من 3 أعضاء لكل فريق، وهو أول اجتماع يُعقد في هذا الشأن، وذلك لبحث ودراسة موضوع الجثث بين الجانبين وكم عددها وأسماء المتوفين والقتلى.
وذكرت المصادر أن المعلومات الواردة وما يجري تداوله الآن هو وجود قرابة 800 جثة لدى الميليشيات الانقلابية، ولكن هذا الرقم يمكن أن يقل أو يزيد في الأيام المقبلة مع استمرار هذه اللقاءات بين الجانبين لتحديد وحصر الأعداد بشكل ثابت وموثق.
ويعوّل مكتب المبعوث الخاص إلى اليمن، على اجتماعات عمان المخصصة لمتابعة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين بين ممثلي الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، للوصول إلى نهاية سعيدة في إطلاق سراح آلاف المدنيين الذين تحتجزهم الميليشيات.
ورغم ما شهدته الجلسات الأولى من اختلاف على نقاط عدة، فإن مكتب المبعوث الأممي يسعى لإيجاد أرضية مشتركة تسمح بتخطي العقبات والتمهيد لتنفيذ المراحل النهائية للاتفاق.
ومن أبرز نقاط الخلاف ما طرحته الميليشيات الانقلابية من اقتراح في أولى جلسات الاجتماع، أول من أمس، يدعو إلى تجزئة حل ملف الأسرى من خلال تسليم كل واحد من الطرفين 200 أسير، وهو ما رفضه في حينه ممثلو الحكومة واعتبروه محاولة لتجزئة حل ملف الأسرى، وطالبوا الجانب الحوثي بالكشف عن كل الأسماء التي اعترف بوجودها سابقاً، والتي يصل عددها إلى نحو 1300 معتقل.
وقال ماجد فضائل، وكيل وزارة حقوق الإنسان، عضو فريق التفاوض لملف الأسرى في الحكومة اليمنية، لـ«الشرق الأوسط» إن فريقه تبادل، أمس، الأدلة والإفادات من الطرف الآخر، ويعكف الفريق على التمحيص والتثبت من هذه الأدلة والتي شملت مقاطع فيديو، كما سيقوم الطرف الانقلابي بالعمل نفسه، دون تحديد وقت للرد على هذه الأدلة لكلا الطرفين.
وبينما سيجري بعد عملية التمحيص تقديم القوائم الرئيسية بين الطرفين، لم يتوقع فضائل أن يُعقد اليوم (الخميس)، أي جلسة بين الجانبين، لأنها مرتبطة بالانتهاء من الرد على الأدلة، موضحاً أن الاجتماعات في العاصمة الأردنية سوف تستمر حتى يوم السبت المقبل.
وقال: «الحكومة سوف تسير في هذا الطريق حتى نهايته، وذلك كونها حكومة تهتم بشعبها، وستخوض كل الاجتماعات بهدف التخفيف عن الشعب اليمني». وعن الاجتماع الأول للجنة «الجثامين» لم يفصح وكيل وزارة الحقوق عن التفاصيل الكاملة، إلا أنه أشار إلى أنها الخطوة الأولى، ويصعب الحديث الآن عن معلومات مستفيضة في هذا الجانب.
وأوضح أن فريق الحكومة والمكون من 3 أعضاء سيقوم بدوره في المعلومات وكل التفاصيل عن المتوفين وعددهم، إذ إن هناك حديثاً عن 800 جثة ولكن يصعب الجزم بالعدد النهائي الآن.
ولفت فضائل إلى أن كل القوائم التي قُدمت في السابق تغيرت، إذ قدمت الحكومة في بادئ الأمر أسماء قرابة 9 آلاف معتقل، وبعد عدة جولات من تقديم الإفادات في الجولات السابقة وصل العدد إلى 4500 معتقل في سجون الميليشيات.
وكشف عن أنه تم التوصل إلى وجود 1300 معتقل لدى الميليشيات، موضحاً أن مَن يثبت وجوده في الاعتقال بعد تقديم الأدلة والإثبات سيضاف إلى القائمة النهائية، ومن لم يثبت وجوده سيضاف إلى الدراسة والبحث في قائمة المفقودين.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.