الجيش اليمني يعثر على شبكة أنفاق للميليشيات في صعدة

TT

الجيش اليمني يعثر على شبكة أنفاق للميليشيات في صعدة

واصلت الميليشيات الحوثية تصعيدها الميداني، أمس، في الساحل الغربي في محافظة الحديدة، باستهداف مواقع القوات الحكومية على الرغم من الهدنة المعلنة، في مسعى منها لإفشال اتفاق السويد.
جاء ذلك في وقت استهدفت مقاتلات التحالف الداعم للشرعية مواقع تدريب حوثية سرية في محافظة ذمار، ما أدى إلى تدميرها ومقتل وجرح العشرات من عناصر الجماعة الذين كان يجري إعدادهم للانضمام إلى صفوفها في مدينة الحديدة.
وأكد الإعلام الحربي لألوية العمالقة الحكومية أن عناصر الميليشيات الحوثية أطلقوا، أمس، النار بكثافة على مواقع الألوية في مديرية حيس الواقعة في الشق الشرقي من الساحل الغربي لمحافظة الحديدة، خلال أوقات متفرقة.
وأفادت المصادر بأن الميليشيات أطلقت نيرانها وبكثافة على المواقع مستخدمةً الأسلحة المتوسطة ومنها سلاح 14.5 والرشاشات المتوسطة.
وذكرت المصادر نفسها، أن القصف الحوثي على مواقع القوات الحكومية يتواصل بشكل يومي بالقذائف الصاروخية، استمراراً لخرق الهدنة بشكل واضح وصريح في مختلف مديريات محافظة الحديدة.
وفي السياق نفسه، واصل عناصر الجماعة تعزيز تحصيناتهم في مدينة الحديدة وأريافها الجنوبية -حسب شهود محليين- من خلال حفر الخنادق والأنفاق وتلغيم الشوارع والطرق، وهي تحركات تهدف –حسب المصادر- إلى إجهاض المساعي الأممية لتنفيذ اتفاق السويد وإعادة نشر القوات وانسحاب الميليشيات من الحديدة وموانئها.
وأكد الشهود قيام الجماعة الحوثية باستحداث أنفاق جديدة في الجهتين الشرقية والشمالية من مدينة الحديدة مع استكمال أنفاق أخرى وزرع المئات من الألغام في الجهة الجنوبية من المدينة.
في غضون ذلك جددت مقاتلات التحالف الداعم للشرعية -حسب مصادر محلية- قصف معسكرات تدريب للجماعة الحوثية في محافظة ذمار، وتحديداً في مديرية وصاب السافل، في منطقة بني العارسي.
وحسب الشهود أدت الضربات الجوية إلى تدمير المعسكر الذي أنشأته الجماعة لتدريب عناصرها في هذه المنطقة الجبلية الوعرة قبل أن تدفع بهم إلى جبهات القتال في الساحل الغربي. وقدرت المصادر سقوط عشرات القتلى والجرحى من المجندين الحوثيين في المعسكر السري، وسط تكتم من قبل الجماعة على خسائرها وإحاطة الموقع بحراسة مشددة.
وذكرت المصادر أن أغلب القتلى والجرحى تم نقل جثثهم على متن عربات عسكرية للنقل بعد توقف الغارات، إلى مستشفيات في ذمار وصنعاء وإب.
وفي محافظة صعدة عثرت قوات الجيش الوطني على شبكة من الأنفاق والخنادق الصخرية كانت الميليشيات الحوثية تتحصن فيها.
وحسب ما أورده الموقع الرسمي للجيش اليمني، فإن هذه الأنفاق التي عثر عليها الجيش تتركز في جبال الأزهور ووادي أمير وتبة الحصن وقرية المخادر بجبهة رازح، غربي صعدة بعد أن تمت السيطرة عليها ودحر الانقلابيين منها خلال اليومين الأخيرين.
وتمتد الأنفاق التي حفرتها الميليشيات في عمق الصخور ليتحصن عناصرها بداخلها من قصف الطيران عشرات الأمتار وتوجد بها غرف عمليات وتحصينات قوية، كما تمتد إلى بعض المنازل المجاورة في المنطقة كما كانت تستخدمها الجماعة كممرات آمنة.
وحسب المصدر العسكري الرسمي، تتفرع الأنفاق الحوثية عبر خطوط عدة بعضها يصل إلى مخازن للسلاح، وأخرى إلى منازل حوّلتها الميليشيات إلى ثكنات.
وتعد الأنفاق من أهم الأنساق الدفاعية التي تعتمد عليها الميليشيات الانقلابية لإعاقة تقدم قوات الجيش الوطني المسنودة بقوات التحالف.
وفي سياق ميداني متصل، كانت مدفعية الجيش اليمني قد قصفت أول من أمس (الثلاثاء)، مواقع ميليشيا الحوثي الانقلابية، في جبهة حمك غربي محافظة الضالع، إذ استهدف القصف مواقع تمركز الميليشيات في قرية «صناع»، وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر الجماعة الحوثية، وتدمير عدد من آلياتها.
وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أن القصف جاء رداً على استهداف الميليشيات بقذائف الهاون، القرى السكنية في منطقة العود، وفي المناطق الواقعة بين محافظة إب من اتجاه الشرق، ومحافظة الضالع من اتجاه الغرب، وهو ما يتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين.
وفي جبهة الملاجم الواقعة شرقي محافظة البيضاء، لقي عدد من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية مصرعهم، في مواجهات مع قوات الجيش وفق ما أفادت به مصادر عسكرية رسمية. واندلعت المواجهات عقب محاولة الميليشيات، التسلل باتجاه مواقع في محيط جبل القرحاء الاستراتيجي، حيث أفشلت قوات الجيش محاولة التسلل الحوثية، وأجبرت عناصر الميليشيات على التراجع والفرار، بعد أن كبّدتهم قتلى وجرحى وخسائر في العتاد القتالي.
وفي محافظة حجة الحدودية أكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» استمرار الجماعة الحوثية في قصف واستهداف مناطق قبائل حجور بمختلف الأسلحة الثقيلة، مع استمرار تدفق التعزيزات الحوثية القادمة من عمران لجهة سعي الجماعة لإخضاع مديرية «كشر» لإمرة مسلحيها وعناصرها الطائفيين.
وأفادت المصادر بأن خمسة قتلى على الأقل سقطوا في اشتباكات بين مسلحين حوثيين وعناصر قبلية في المديرية حاولت أن تسعف أحد جرحى المقاومة من أبناء قبائل حجور.
وكشفت المصادر عن أن زعيماً قبلياً حاول أن يمر من نقطة الحوثيين في منطقة «سودين» غربي مديرية كشر رفقة الشخص الجريح، غير أن المسلحين الحوثيين أطلقوا عليه النار وقاموا بقتل نجل شقيقه، قبل أن يرد مرافقوه بالمثل على عناصر النقطة، وهو ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم إضافة إلى مدنيَّين اثنين كانا في الجوار.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.