قياديون في «المؤتمر الشعبي» يشددون على مواجهة الميليشيات

ثمَّنوا دور التحالف الداعم للشرعية في التصدي للمشروع الإيراني

TT

قياديون في «المؤتمر الشعبي» يشددون على مواجهة الميليشيات

شدد قادة حزب «المؤتمر الشعبي» في ختام اجتماعات موسعة عُقدت في العاصمة المصرية القاهرة، على وحدة الحزب وتماسكه في الداخل والخارج، متعهدين بالمضيّ على نهج الرئيس الراحل علي عبد الله صالح في وصيته الأخيرة قبل مقتله على يد الجماعة الحوثية عقب فشل انتفاضته في ديسمبر (كانون الأول) 2017.
وثمّن قادة الحزب في اجتماعهم الموسع الذي ضم أعضاء اللجنة العامة للحزب وكتلته البرلمانية من النواب الموجودين خارج اليمن، دور التحالف الداعم للشرعية في الوقوف للمشروع الإيراني في المنطقة، معتبرين ذلك الدور «حتّمته مقتضيات الأمن القومي العربي وواجب الوفاء بالالتزامات الواردة في معاهدة الدفاع العربي المشترك».
وأوضح قادة الحزب أنهم ملتزمون بالحفاظ على وحدته في الداخل والخارج بمن في ذلك القيادات الموجودون في المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات، مع أملهم أن يتحلى قادة صنعاء «بالصلابة والتصميم لمقاومة الضغوط التي تمارَس عليهم لفرض قرارات وإجراءات تهدد بشق كيان الحزب».
ورفض قيادات الحزب في بيانهم تحالف حزبهم مع الميليشيات الحوثية أو مع أي قوى لا تحتكم إلى الدولة ونظامها الجمهوري، وقالوا إن الجماعة الحوثية «تحمل مشروعاً هداماً تسعى من خلاله إلى أن تلوي عنق التاريخ وترتد بالبلاد إلى عهود الظلام والطغيان والانحطاط لأنها لا تملك قرارها ولا مصيرها وإنما من ملالي إيران تتلقى الأوامر، وفي خدمة أطماعهم في النفوذ تفتك بالشعب وتعبث بالمقدرات». وأدان قادة «المؤتمر الشعبي» في الخارج استئثار الجماعة الحوثية بالموارد وحرمان الشعب والموظفين من المرتبات والحقوق، وكذلك نهب أرصدة المؤسسات العامة والصناديق المتخصصة وفرض الإتاوات على التجار والمواطنين والاستيلاء على مواد الإغاثة وغيرها من الممارسات التي تضاعف من معاناة الناس وآلامهم وعذابهم.
وأكدوا أن مهمتهم الرئيسة «هي تعزيز دور (المؤتمر الشعبي) العام في الحياة السياسية وتأكيد مكانته في طليعة العمل الوطني واتصاله بالجماهير وحرصه على التعاون والشراكة مع القوى السياسية المختلفة لأنه يمتلك خبرة غنية في هذا الحقل وهو يستطيع أن يضم إليه القوى الحية في المجتمع» حسبما جاء في البيان.
وجدد قادة الحزب في البيان الذي طغت عليه لغة الدبلوماسية الناعمة رفض «أي مشروع مبنيٍّ على أسسٍ عقائدية أو مذهبية أو مناطقية، وشددوا على أن تكون الدولة هي وحدها مَن يجب أن يحتكر السلاح وأن تتحمل مسؤولية حماية الأفراد والأحزاب تحت مظلة القانون».
وأشاروا إلى أن نضالهم سيستمر «لاستعادة الدولة ومد نفوذها وسيطرتها على كامل الأرض اليمنية»، فضلاً عن حرصهم على «دعم المؤسسات الشرعية لتمكينها من القيام بواجباتها والنهوض بمسؤولياتها على أكمل وجه، لكي تقدم النموذج والدليل القاطع على الفارق الجوهري بين عدل الدولة وبطش العصابة»، في إشارة إلى تغوّل الجماعة الحوثية ضد المجتمع اليمني.
وأبدى قادة حزب «المؤتمر» وأغلبهم من الجناح الموالي للرئيس الراحل علي عبد الله صالح، إشادتهم بصمود قبائل حجور في محافظة حجة في مواجهة الميليشيات الحوثية التي قالوا إنها «ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية»، موجهين الدعوة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لنجدة الشعب اليمني بشكل عام وإغاثة أبناء حجور، مستغربين بشدة عدم صدور أي إدانة من مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث، لهذه الجرائم.
ويحاول جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في الخارج، تأكيد وحدة الحزب ومحاولة لملمة شتاته، غير أن وجود الكثير من قياداته تحت إمرة الميليشيات الحوثية في صنعاء وبقاءهم ضمن التحالف مع الجماعة طوعاً أو كرهاً، يضع مصاعب جمّة في طريق تماسك الحزب وتوحيد أجنحته المتعددة.
وكانت الجماعة الحوثية قد أوعزت في وقت سابق هذا العام إلى قيادات الحزب في الداخل من أجل الدعوة إلى اجتماع أعضاء اللجنة الدائمة للحزب، في مسعى منها لفرض عناصرها في مفاصل الحزب التنظيمية والقيادية استكمالاً لتشكيل النسخة الحوثية الخالصة من حزب الرئيس اليمني الراحل.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.