غانتس مستعد للانسحاب الأحادي الجانب من مناطق في الضفة الغربية

ترحيب فلسطيني حذر بتصريحاته وهجوم من اليمين المتطرف

TT

غانتس مستعد للانسحاب الأحادي الجانب من مناطق في الضفة الغربية

أعلن رئيس حزب الجنرالات الجديد «مناعة لإسرائيل»، بيني غانتس، استعداده لتطبيق نموذج الانسحاب من قطاع غزة على أجزاء من الضفة الغربية أيضاً، والانسحاب منها من طرف واحد، لكن مع التنسيق مع السلطة الفلسطينية.
وقال غانتس، في أول تصريحاته السياسية التي أدلى بها لصحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية، وتنشر غداً (الجمعة)، إن «هناك ضرورة لاستخلاص الدروس من «خطة فك الارتباط» من قطاع غزة، وذلك بهدف تطبيقها في مواقع أخرى». الأمر الذي أثار اليمين الحاكم ضده، وراحوا يؤكدون أنه يثبت ولاءه لليسار. وقد ردّ حزبه قائلاً إن هذا التصريح لا يعني أنه معنيّ بإزالة مستوطنات. وجاء في بيانه: «إن حكومة برئاسة غانتس لن تقوم بعمليات أحادية الجانب تتصل بإخلاء مستوطنات».
ووجد الفلسطينيون هذه التصريحات مشجِعة، لكنهم طالبوا بمزيد من التوضيحات. وأبدى متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ترحيباً حذراً بالتصريحات، وقال نبيل أبو ردينة لـ«رويترز»، إن تصريحات الجنرال السابق بيني غانتس عن التسوية مع الفلسطينيين «مشجعة، خاصة إذا تمسك برأيه في حال نجاحه في الانتخابات». لكن أبو ردينة، قال إن الفلسطينيين بحاجة إلى مزيد من التفاصيل حول سياسات غانتس، «نحن لا نعرفه بعد، سمعنا عنه. الرئيس عباس لا يكف عن القول إن كل ما نحتاجه هو حكومة إسرائيلية تؤمن بالسلام».
وشدد أبو ردينة على أن «السياسات الفاشلة التي تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، لن تؤدي سوى إلى نتائج فاشلة».
وتحدث بيني غانتس رئيس حزب «المناعة لإسرائيل» عن المسألة الأمنية الإسرائيلية كمسألة مركزية، وقال: «نحن لا نبحث عن السيطرة على أحد، وعلينا أن نجد السبل لنتفادى السيطرة على أناس آخرين».
ولم يأتِ غانتس على ذكر الشعب الفلسطيني، لكن رداً على سؤال إن كان يريد تطبيق خطة شبيهة بخطة الانفصال والانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005، قال: «إن خطة الانفصال كانت مؤلمة، ولكنها كانت قانونية وصائبة. صدرت عن الحكومة الإسرائيلية، ونفذت من قبل الجيش، ويجب استخلاص العبر منها في أماكن أخرى أيضاً».
ولم يذكر صراحة الضفة الغربية في تصريحاته، وامتنع عن تحديد أي شروط لاحتمال الانسحاب من الأراضي الفلسطينية. وتعهد غانتس الاحتفاظ بمنطقة غور الأردن الاستراتيجية على الضفة الغربية من نهر الأردن، إلى جانب القدس الشرقية المحتلة.
وتعرضت تصريحاته لهجوم من قبل وزير التعليم نفتالي بينيت، الذي أسس حزب «هيمين هحداش» (اليمين الجديد) القومي المتطرف، الذي يؤيد ضمّ جزء من الضفة الغربية المحتلة. وقال بينيت: «لقد ألقى غانتس القناع، واتفق مع رئيس حزب العمل آفي غاباي (يمثل يسار الوسط) ويريد طرد اليهود من منازلهم من خلال انسحاب أحادي الجانب من يهودا والسامرة (الضفة الغربية)».
وإن لم يشر إلى ذلك في مقابلته، فإن غانتس يمكن أن يؤيد الانسحاب من البؤر العشوائية التي لم تحصل على موافقة السلطات الإسرائيلية. واقترحت إسرائيل في السابق انسحاباً جزئياً من الضفة الغربية، مع الإبقاء على التجمعات الاستيطانية مقابل إعطاء الفلسطينيين أراضي في صحراء النقب بين غزة وجنوب الضفة.
وأشار في حملته إلى أن حكومته «ستعمل من أجل السلام»، لكنه أضاف أنه «إذا اتضح أنه لا توجد طريقة للتوصل إلى السلام في هذا الوقت، فسنعمل على تشكيل واقع جديد».
في شأن آخر، أكد غانتس في المقابلة عدم استعداده للجلوس في حكومة مع بنيامين نتنياهو، في حال تقديم لائحة اتهام ضده بسبب ملفات الفساد. وحول إمكانية انضمامه إلى ائتلاف حكومي برئاسة نتنياهو، قال غانتس إنه «يكنّ التقدير لرئيس الوزراء، ولا يكرهه، إلا أنه يعتقد أنه حان الوقت ليتخلى نتنياهو عن منصبه بصورة لائقة». وأكد أنه «واثق من الفوز» في الانتخابات. وهاجم الحكومة الحالية، واعتبر أنه من غير المعقول أن تهاجم وزيرة الثقافة المؤسسات المسؤولة عنها، وكذلك أن تهاجم وزيرة القضاء ووزير الأمن الداخلي المؤسسات المسؤولة عنهما، كما أن يهاجم المجلس الوزاري الجيش، ويهاجم رئيس الحكومة الجميع.
وسئل غانتس عن الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة، التي تمت بقيادته، في صيف عام 2014، والتي أطلق عليها «الجرف الصامد»، فقال إن «(حماس) تسيطر على قطاع غزة، وباتت تدرك قوة الضربات الإسرائيلية التي تنفذ بين الحين والآخر»، مضيفاً أن إسرائيل «ستواصل ذلك بما يتناسب مع مصالحها». ورداً على سؤال بشأن قرار مراقب الدولة أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعداً للحرب في حينه، أشار بطريقة النفي إلى الكشف عن 30 نفقاً وتوفير معلومات استخبارية ووضع خطط دفاعية وإعداد قدرات هجومية والبحث عن حلول تكنولوجية. ولفت إلى أن إدخال قوات برية إلى قطاع غزة سيكون له ثمن، وأن ذلك يتم فقط عندما «تكون ضرورة لذلك».
ورداً على سؤال بشأن موقفه من وزير الأمن السابق، موشيه يعالون، الذي اعتبر اتفاق أوسلو «كارثة رهيبة»، وعارض «خطة فك الارتباط» من قطاع غزة، ولا يعتقد بوجود شريك فلسطيني، قال غانتس إن «المسألة المركزية هي المسألة الأمنية؛ حيث يجب ضمان أمن إسرائيل، والمسألة هنا مسألة مصلحة. قلنا ذلك في خطاب بار إيلان، وأيضاً نتنياهو، نحن لا نبحث عن السيطرة على أي شخص آخر. يجب أن نجد الطريقة التي لا تكون لنا فيها سيطرة على آخرين».
وعن رأيه في نتنياهو، قال إنه «تولى المنصب الأصعب في إسرائيل. لا أكرهه فهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، ولكن أعتقد أن الوقت حان لإنهاء دوره بصورة لائقة».



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.