مصر تتأهب لتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال أيام

شكري في أديس أبابا لحضور اجتماعات «المجلس التنفيذي للاتحاد»

TT

مصر تتأهب لتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال أيام

تتأهب مصر لتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي للمرة الأولى منذ ربع قرن، وذلك خلال القمة المرتقبة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يومي 10 و11 فبراير (شباط) الجاري، والتي يشارك فيها زعماء وقادة عدد من الدول الأفريقية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، أمس، إن «بلاده تولي البعد الأفريقي في سياستها الخارجية أولوية متقدمة، وتسعى لتعزيز التعاون مع كل الدول الأفريقية».
وفي هذا السياق، يترأس وزير الخارجية المصري، اليوم، وفد بلاده في اجتماعات المجلس التنفيذي لوزراء خارجية الاتحاد الأفريقي في دورته العادية الـ34، التي تُعقد في مقر الاتحاد بأديس أبابا، تمهيداً للقمة الأفريقية الـ32، التي سيتسلم خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد.
وتتناول الاجتماعات التي تستمر يومين، عدداً من الملفات السياسية، ذات الصلة بالسلم والأمن في القارة الأفريقية، وفي مقدمتها الوضع في ليبيا والصومال والكونغو الديمقراطية. كما يبحث الوزراء تقرير الدورة العادية السابعة والثلاثين للجنة الممثلين الدائمين، التي عُقدت يومي 15 و16 يناير (كانون الثاني) الماضي؛ والتقرير السنوي عن أنشطة الاتحاد وأجهزته، وتقرير مفوضية الاتحاد الأفريقي عن الوضع الإنساني في القارة، بالإضافة إلى تقرير المفوضية عن تقرير الفريق رفيع المستوى لتقييم البلدان المرشحة لاستضافة وكالة الفضاء الأفريقية.
وستتم مناقشة تقارير اللجان الفرعية للمجلس التنفيذي ولجانه المختصة، ومن بينها تقرير الجلسة المشتركة بين اللجان الوزارية المعنية بجدول تقدير الأنصبة والمساهمات، ولجنة وزراء المالية الخمسة عشر، وتقرير اللجنة الوزارية المعنية بالترشيحات الأفريقية في المنظومة الدولية، وتقرير اللجنة المعنية بتحديات التصديق على معاهدات منظمة الوحدة الأفريقية - الاتحاد الأفريقي والانضمام إليها؛ والتقرير المرحلي للمفوضية، وتقرير الفريق الوزاري المعنيّ بتنفيذ مقررات المؤتمر بشأن المحكمة الجنائية الدولية. بالإضافة إلى تقرير اللجنة الوزارية عن أجندة 2063.
كما يتضمن جدول الأعمال أيضاً مناقشة المذكرة التفاهمية بشأن موضوع العام للقمة الأفريقية، والذي يحمل عنوان «اللاجئون والعائدون والنازحون داخلياً: نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا»، فضلاً عن مشاريع الصكوك واعتمادها؛ وكذلك مشروع قواعد إجراءات اللجنة الفنية المتخصصة للشؤون المالية والتخطيط الاقتصادي.
وخلال اجتماع الحكومة المصرية أمس، أكد مدبولي الأهمية التي توليها الدولة خلال رئاسة الاتحاد الأفريقي العام الجاري، مشيراً إلى أن «الرئيس السيسي يولي البعد الأفريقي في سياسة مصر الخارجية أولوية متقدمة، ويسعى إلى تعزيز التعاون والتواصل مع الأشقاء في القارة الأفريقية، وهو ما بات محل تقدير كبير من القادة والزعماء الأفارقة». منوهاً بالاستعدادات الجاري تحضيرها لهذا الحدث المهم، ومبرزاً أن اهتمام مصر بالتعاون مع الأشقاء «لا يقتصر على عام الرئاسة فحسب، فهناك تاريخ طويل، وأواصر ممتدة، ومصير مشترك تربط مصر بقارتها الأفريقية».
كما أكد مدبولي أهمية استمرار المتابعة والتنسيق بين مختلف الوزارات والجهات لجميع الفعاليات والأنشطة التي ستتم اتساقاً مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، مشدداً على حرص الدولة على الاستمرار في مد جسور التعاون والتواصل مع مختلف الدول الأفريقية في المجالات كافة، فضلاً عن دعم مختلف مبادرات التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، وتعزيز أدوات التجارة البينية بين دول القارة، وصولاً إلى تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية، وبما يتفق مع أجندة التنمية في أفريقيا 2063.
وتعتزم مصر التركيز على عدد من الأولويات خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي. ووفقاً للنائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب المصري، فإن مصر ستعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول القارة، وذلك من خلال العمل على توفير فرص العمل الكريم، وتعظيم العائد من الشباب الأفريقي، وتطوير منظومة التصنيع الأفريقية وسلاسل القيمة المضافة الإقليمية، وتطوير المنظومة الزراعية الأفريقية، والتوسع في مشروعات الثروة السمكية، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي.
وأضاف رضوان، في بيان، أن مصر تستهدف أيضاً تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، من خلال الإسراع بدخول اتفاقية التجارة الحرة القارية (AFCFTA) حيز التنفيذ خلال فترة رئاستها للاتحاد، كما تولي أهمية كبيرة للتعاون مع الشركاء من خلال تعزيز التعاون بين الاتحاد الأفريقي وشركاء التنمية والسلام الدوليين والإقليميين والمحليين.
بالإضافة إلى الإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد، عبر تأكيد مواصلة عملية الإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد الأفريقي، وتعزيز قدرات التجمعات الاقتصادية الإقليمية، باعتبارها اللبنات الأساسية للجماعة الاقتصادية الأفريقية، وتطوير نظام متكامل لتقييم الأداء والمحاسبة وتعزيز الشفافية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.