أعلن رجل الدين الباكستاني وزعيم «حركة منهاج القرآن» و«الحركة الشعبية»، طاهر القادري، أول من أمس عن تنظيم مسيرة «ثورية» كبرى نحو العاصمة إسلام آباد، الخميس المقبل، للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء، نواز شريف. فيما طالبته حركة «الإنصاف»، بزعامة عمران خان شريف، بـ«الاستقالة»، وتعهّدت بمواصلة الاحتجاج ضد الحكومة، حتى القضاء عليها. لكن وزير الإعلام الباكستاني، برويز رشيد، اعتبر الاحتجاجات الحالية «محاولة لتقسيم البلاد والقضاء على الحكومة الديمقراطية».
وخاطب طاهر القادري، الذي عاد من كندا في يونيو (حزيران)، أنصاره في نهاية «يوم الشهيد» احتجاجا على مقتل 14 عاملا في اشتباكات مع الشرطة قبيل عودته. وأضاف أن «مسيرة ثورتنا ستبدأ في 14 أغسطس (آب)، سننظم مسيرة إلى إسلام آباد ولن نعود حتى نقوم بثورة ونسقط الحكومة»
وتمت الدعوة إلى مظاهرة جديدة بعد أن اتهم بأن له علاقة بمقتل شرطي في مدينة لاهور، شرق البلاد، حيث يقيم ويقود طاهر القادري، الذي عاد من كندا في يونيو الماضي، مظاهرة تحمل اسم «يوم الشهيد» احتجاجا على مقتل 14 عاملا في اشتباكات مع الشرطة قبل عودته إلى باكستان.
واتخذت الأحداث منحى عنيفا في وقت متأخر الجمعة عندما حاول مئات من أتباع القادري إزالة حواجز وضعتها الشرطة حول منزله في منطقة «موديل تاون» بمدينة لاهور. واستمرت الاشتباكات حتى السبت، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص من أتباع القادري حسب قوله.
ولم تؤكد الحكومة مقتل هؤلاء.
وذكر مسؤول شرطة أن أنصار القادري، المسلحين بعصي مرصعة بمسامير وبسكاكين ونبال، قتلوا رجلي شرطة وأصابوا آخرين في حوادث منفصلة. ومن بين القتيلين الشرطي محمد أشرف الذي تعرض للضرب المبرح على يد المتظاهرين في لاهور. وأضاف المسؤول أن الشرطي توفي في المستشفى».
وقال المسؤول إنه «جرى تسجيل تهمة القتل رسميا ضد القادري في مركز شرطة نصير آباد في لاهور، وذلك فيما يتعلق بقتل أشرف».
كما سجلت الشرطة في بلدة فيصل تهمتي التحريض على العنف وتخريب ممتلكات الدولة ضد القادري».
وفي خطاب له الأسبوع الماضي، حرض القادري أتباعه على «قمع» الشرطة و«دخول منازل رجال الشرطة بالقوة».
وأفادت تقارير بوقوع اشتباكات جديدة اليوم الأحد، ولكن الوضع بقي أكثر هدوءا عنه أمس.
كان القادري، الذي يحمل جنسية مزدوجة، قد قاد آلافا من أتباعه العام الماضي في مسيرة إلى إسلام آباد للإطاحة بالحكومة. وتفرقت هذه المسيرة بشكل سلمي.
وأعلن القادري مجددا عن خطط للإطاحة بالحكومة المنتخبة التي تولت السلطة العام الماضي في أول انتقال سلمي للسلطة على الإطلاق منذ تأسيس الدولة عام 1947.
يشار إلى أن أجندة رجل الدين غير واضحة باستثناء وعود غامضة بتحسين حياة الشعب بعد الثورة. وأعلن أيضا تعاونه مع بطل الكريكيت السابق عمران خان، الذي كان قد دعا بالفعل للاحتجاج يوم الخميس للتحريض ضد ما تردد عن حدوث تزوير في انتخابات العام الماضي التي جاءت برئيس الوزراء نواز شريف إلى السلطة.
وأعلن المعارض الباكستاني عمران خان أن تظاهرة ضخمة ستجري الخميس في العاصمة إسلام آباد لمطالبة الحكومة بإجراء انتخابات جديدة. وخان، البطل السابق في الكريكت، دخل المعترك السياسي مستفيدا من الشهرة التي حققها في هذه اللعبة الوطنية في باكستان، وهو يندد منذ مدة بعمليات تزوير واسعة النطاق شابت، كما يقول، الانتخابات العامة التي جرت في مايو (أيار) 2013 وحل فيها حزبه «حزب العدالة» في المرتبة الثالثة.
وهذه الانتخابات التي شكلت أول انتقال ديمقراطي في هذا البلد بعد فترة حكم طويلة تولاها العسكر، فازت بها الرابطة الإسلامية - جناح نواز شريف الذي أصبح رئيسا للوزراء.
وقال خان في مؤتمر صحافي في إسلام آباد «في الأشهر الـ14 الماضية حاولنا الطعن بشرعية (الانتخابات) بجميع السبل القانونية من دون أن نصل إلى حقنا، وهو ما يجبرنا اليوم على النزول إلى الشارع».
وأضاف: «بمشيئة الله سننظم في الرابع عشر من أغسطس أكبر تظاهرة في تاريخ باكستان للمطالبة بانتخابات جديدة».
«والرابع عشر من أغسطس هو يوم عطلة في باكستان كونه عيد استقلال هذا البلد عن المستعمر البريطاني في 1947». ولكن خلافا لما يقوله خان فإن المراقبين المحليين والأجانب أكدوا أن نتائج الانتخابات التي جرت في مايو 2013 كانت صحيحة ولو أنها لم تكن مثالية.
ويؤخذ على حزب العدالة طعنه بنتائج الانتخابات ومطالبته بإبطالها، وفي الوقت نفسه قبوله بتسلم المقاعد التي فاز بها في مختلف المجالس المحلية والنيابية التي شملتها.
وفي تلك الانتخابات حقق حزب العدالة أفضل نتيجة على الإطلاق في تاريخه ولا سيما بفوزه بأغلبية الأصوات في إقليم شمال شرقي البلاد، وذلك بعدما كان يحل على الدوام في المراكز الخلفية على الصعيد الوطني. ويتهم عمران خان بانتظام بأنه مدعوم من قوى مناوئة للحكومة، بما فيها الجيش، المؤسسة التي لا تزال الأقوى في البلد والمتهمة على الدوام بوضع العصي في دواليب حكومته المدنية.
إسلام آباد: المعارضة تحشد للإطاحة برئيس الوزراء الخميس
وزير الإعلام الباكستاني اعتبر الاحتجاجات محاولة لتقسيم البلاد والقضاء على الحكومة الديمقراطية
إسلام آباد: المعارضة تحشد للإطاحة برئيس الوزراء الخميس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة