حول العالم

حول العالم
TT

حول العالم

حول العالم

تينيريف (جزر الكناري)
- تعد الجزيرة الأكبر من حيث الحجم وعدد السكان من بين جزر الكناري السبع التابعة لإسبانيا. يهيمن على الجزيرة بركان جبل «تيد» الخامل والذي يشكل النقطة الأعلى على مستوى إسبانيا. وتتميز تينيريف بشواطئها الساحرة ورمالها التي تتنوع ألوانها ما بين الذهبي والأسود وغاباتها الثرية الكثيفة وصحاريها الممتدة على مساحات كبيرة.
وتتوافر خدمة تليفريك أعلى جبل «تيد» تتيح للزائر الاستمتاع بمشاهد تأسر الألباب للجزيرة. وتعد منطقة «بلايا دي لاس أميريكاس» بمثابة العاصمة الليلية بما تضمه من مقاهٍ ومطاعم وملاهٍ وأندية تفتح أبوابها كل ليلة على مدار الأسبوع.
أما الطقس فأقرب ما يكون إلى النموذجي، لكن يبقى التوقيت الأمثل للزيارة هو فبراير (شباط). وإذا رغبت في الاستمتاع بواحد من أروع المهرجانات على مستوى العالم، فيمكنك زيارة الجزيرة نهاية فبراير حيث يقام كرنفال «سانات كروز دي تينيريف»، من 24 فبراير إلى 10 مارس (آذار) 2019.
ويجذب هذا الاحتفال الاستثنائي آلاف الزائرين من شتى أرجاء العالم، ويمتد لمدة تقارب أسبوعين، وفي أثناء انعقاده تعج الشوارع باستمرار بحالة مستمرة من المرح والألوان والأنغام والجمال. وفي كل عام، تصوت الجماهير على فكرة عامة للكرنفال، والفكرة الفائزة لعام 2019 هي «البحر العميق». ومن بين أول الأحداث الرئيسية في الكرنفال ما يطلق عليه «غالا رينا»، والذي يجري خلاله انتخاب «ملكة الكرنفال».
في أثناء الحدث، يقف جميع المرشحين فوق منصة لاستعراض ملابسهم المزدانة بالألوان والنقوش الفريدة، والمغطاة بالريش وقطع الحليّ والخرز والتي يصل وزنها بعض في الأحيان إلى مئات الباوندات. وبمجرد انتخاب ملكة، يصبح من الممكن بدء الكرنفال رسمياً. وعلى مدار الأيام التالية، تصدح أنغام الموسيقى في شوارع المدينة وتعم مظاهر البهجة والاحتفال، مع تنظيم عروض موسيقية ومسابقات في الرقص ومواكب. وينتشر باعة جائلون يبيعون أقنعة وملابس تشجع الزائرين على المشاركة بالمهرجان.

إكزوماس (باهاماس)
- تعد الجزر الرملية الـ365 في إكزوماس جزءاً من الباهاماس، التي تتألف في مجملها من 700 جزيرة وما يقرب من 2.400 جزيرة رملية. أما إكزوماس على وجه التحديد فتقع على بعد نحو 35 ميلاً جنوب شرقي ناساو و300 ميل بحري من ميامي. وتشتهر إكزوماس بلون مياهها الفيروزي المتلألئ ومنتجعاتها الحصرية وشواطئها ذات الرمال البيضاء ونشاطات الغطس رفيعة المستوى. ورغم أن استيطان هذه المجموعة من الجزر بدأ منذ مئات السنين، فإن عدد سكانها لا يزال قليلاً للغاية، مع تركز الغالبية العظمى منهم في ثلاث مناطق رئيسية: إكزوما الكبرى، وليتل إكزوما، وإكزوما كيز. ويعود تاريخ إنشاء العاصمة، جورج تاون، الواقعة في إكزوما الكبرى، إلى عام 1793.
من بين مناطق جذبها نذكر «إكزوما كيز آيلاند» و«سي بارك». هذه الأخيرة يعشقها الغواصون على وجه الخصوص، لما تتمتع به من شعاب مرجانية وكهوف واسفنجيات وصور الحياة البحرية المتنوعة تحت سطح الماء، من أسماك ملونة إلى أسماك الباراكودا وسرطانات البحر. أما على البر، فتوجد الإيغوانات والسلاحف البحرية ومجموعة من الطيور البحرية. من ناحية الإقامة، تتوافر خيارات كثيرة تتباين بين فنادق على الشاطئ مباشرة، ومنازل ضيافة ومنتجعات حصرية، إضافة إلى فيلات.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».