مدير «إنتربول»: خطر «داعش» على أميركا كبير

جيرغين ستوك مدير «إنتربول» (الشرق الأوسط)
جيرغين ستوك مدير «إنتربول» (الشرق الأوسط)
TT

مدير «إنتربول»: خطر «داعش» على أميركا كبير

جيرغين ستوك مدير «إنتربول» (الشرق الأوسط)
جيرغين ستوك مدير «إنتربول» (الشرق الأوسط)

إشارة إلى أدوار الشرطة الدولية (إنتربول) في أميركا اللاتينية، والتي تتضمن مراقبة المهاجرين واللاجئين إلى الولايات المتحدة، خوفاً من تسرب إرهابيين وسطهم، ورداً على تصريحات الرئيس دونالد ترمب بأن تنظيم داعش قد انهزم، حذر جيرغين ستوك، مدير «إنتربول» من أن «داعش» يظل «يشكل خطراً حقيقياً» للولايات المتحدة.
وأضاف ستوك، في مقابلة مع تلفزيون «إن بي سي» أذيعت يوم الأحد: «يحتفظ مقاتلو (داعش) بالخبرة العسكرية، وشبكات التواصل، والنية القوية لضرب الولايات المتحدة. يظل الخطر شديداً للغاية، ويظل التهديد معقداً، ويظل التهديد الدولي أكثر من أي وقت مضى».
وحذر ستوك من وجود عدد غير معروف من مقاتلي تنظيم داعش السابقين المحتجزين الآن في سوريا. وقال إنه يجب التحقيق في أنشطتهم واتصالاتهم بأكبر قدر ممكن من الدقة قبل إطلاق سراحهم.
وأشارت القناة التلفزيونية إلى أن القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، كانت قد قالت في وقت سابق، إنها تحتجز نحو 2700 من أعضاء تنظيم داعش الأجانب وعائلاتهم. وإن من بين الأسباب الرئيسية للقلق، «الأقوياء الأصليين» من أصول أجنبية، الذين كانوا قد سافروا إلى المناطق التي كان يسيطر عليها «داعش».
وقال ستوك إن كثيراً من هؤلاء «متشددون»، ويملكون مهارات خاصة، مثل صنع القنابل التي يمكن استخدامها في الهجمات الإرهابية في المستقبل.
وأضاف ستوك: «سافر مقاتلون إرهابيون أجانب من أكثر من مائة دولة إلى منطقة الصراع في سوريا والعراق. لهذا توجد اليوم هناك شباك كثيرة من الاتصالات ووضع الخطط وسط هؤلاء».
بالإضافة إلى خطط الهجوم في دول غربية، حذر ستوك من خطط الهجوم على غربيين في دول العالم الثالث. وأشار إلى الهجوم على فندق في نيروبي الشهر الماضي. وقال: «يظل التركيز الرئيسي للهجمات الإرهابية على (أهداف سهلة) في المناطق التي تعاني من بيئات أمنية غير مستقرة.
قد تكون أندية، وقد تكون مطاعم، وقد تكون فنادق. كما رأينا في الآونة الأخيرة في نيروبي، يركزون على الأماكن التي يفضلها الغربيون».
في الشهر الماضي، مع تصريحات أصدرها ستوك، عن ظهور جيل جديد من الإرهابيين، وخاصة «الداعشيين»، قال تقرير أميركي إن «إنتربول» كثف مراقبته للحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، بحثاً عن إرهابيين يعبرونها شمالاً، وإن «تنسيقاً غير معلن» يتم بين «إنتربول» والسلطات الأميركية.
وقال التقرير الذي نشره مركز دراسات الهجرة (سي آي إس) في واشنطن، إن «عملية الأنديز»، التي يقودها «إنتربول» في أميركا الوسطى والجنوبية، اعتقلت، مؤخراً، 49 مهرباً اشتركوا في نقل أشخاص إلى بنما من كوستاريكا، في طريقهم شمالاً نحو الحدود مع الولايات المتحدة. وإن المهربين فيهم «أشخاص ذوو اهتمام خاص بسبب علاقاتهم مع إرهابيين، أو أشخاص لهم صلة بالإرهاب».
وقال التقرير إن عملية «إنتربول» هذه «جزء من خدمة خاصة للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب والإرهابيين، حتى إذا لم يقل أي من الجانبين هذا بطريقة علنية؛ لأنها تهدف إلى تدمير الجسور التي تربط بين الدول التي ترتبط بالإرهاب بالحدود الجنوبية للولايات المتحدة».
وقال التقرير إن بعض الذين اعتقلوا من المهربين لهم صلة بعملية «ريد نوتيس» (ورقة بلاغات الشرطة الحمراء) التي يعتقل فيها «إنتربول» أشخاصاً متهمين بالاحتيال، والقتل، والإرهاب.
وأشار التقرير إلى أنه رغم مساعدات «إنتربول»، فليست الولايات المتحدة عضواً في مجموعة الـ11 دولة التي تشارك في «عملية الأنديز»، وهي: البرازيل، وشيلي، وكولومبيا، وكوستاريكا، وجمهورية الدومينيكان، وإكوادور، والسلفادور، والمكسيك، ونيكاراغوا، وبنما، وبيرو.
في ذلك الوقت، حذر ستوك مما سماه «داعش 2»، وقال إن «داعش» صارت تستهدف بصورة مباشرة دولاً غربية «في موجة جديدة من الهجمات الإرهابية القاتلة، بعد إطلاق سراح الجهاديين المسجونين من السجون». وأضاف أن «المتعاطفين مع الإرهابيين الذين كانوا حوكموا بالسجن لمدة عامين إلى خمسة أعوام، سيصلون قريباً إلى نهاية مدة عقوبتهم، ويمكن أن يشكلوا تهديداً جديداً فور إطلاق سراحهم».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.