مصر تخفض ديونها الدولارية القصيرة الأجل

تخطط لطرح صكوك بقيمة 1.5 مليار دولار

مصر تخفض ديونها الدولارية القصيرة الأجل
TT

مصر تخفض ديونها الدولارية القصيرة الأجل

مصر تخفض ديونها الدولارية القصيرة الأجل

قال نائب وزير المالية المصري للسياسات المالية أمس إن مصر نجحت في خفض ديونها الدولارية قصيرة الأجل 3.25 مليار دولار بنهاية 2018 لتصبح 14 مليار دولار.
وأوضح أحمد كجوك في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن الوزارة «نجحت في الاقتراض طويل الأجل من الأسواق الدولية واستخدام جزء من تلك الأرصدة لسداد الدين الخارجي قصير الأجل، والمتمثل في أذون الخزانة المقومة بالدولار والعملات الأجنبية المصدرة لصالح البنوك المحلية».
وقال إن «وزارة المالية نجحت في خفض الرصيد القائم للأذون بالدولار خلال عام 2018 بقيمة 3.25 مليار دولار ليصل الرصيد بنهاية ديسمبر (كانون الأول) 2018 إلى نحو 14 مليار دولار».
وتصاعدت الديون الخارجية لمصر بقوة خلال السنوات الأخيرة، من 46 مليار دولار في 2014 إلى 92.6 مليار دولار في 2018.
وتضاعفت تقريبا نسبة الدين الخارجي قصير الأجل من إجمالي الدين الخارجي من 7.9 في المائة إلى 15.5 في المائة بين 2014 و2017. وتراجعت قليلا في 2018 إلى 13.3 في المائة.
ومثلت الديون الخارجية قصيرة الأجل ضغوطا قوية على الوضع المالي في مصر مع اقترابها في 2016 من أن تبلغ نصف قيمة احتياطات النقد الأجنبي، عند 40 في المائة، لكنها تراجعت إلى 27.8 في المائة في 2018.
وتبلغ احتياجات مصر التمويلية في موازنة 2018 - 2019 نحو 714.637 مليار جنيه (40.5 مليار دولار)، منها 511.208 مليار في شكل أدوات دين محلية والباقي تمويلات خارجية من إصدار سندات وقرض صندوق النقد.
وأمام مصر جدول سداد ديون خارجية صعب للعامين القادمين، وهي تحاول توسيع قاعدة مستثمريها وتمديد أجل استحقاق ديونها والاقتراض بفائدة أقل.
وتدرس مصر طرح سندات في صورة صكوك بقيمة 1.5 مليار دولار خلال العام المالي 2019 - 2020. بحسب ما قاله مسؤول حكومي لنشرة إنتربرايز.
وسيكون هذا هو الطرح الأول من نوعه في مصر، وسيعد اختبارا لشهية المستثمرين في هذا المجال بالسوق المصرية، وتقول إنتربرايز إن الحكومة المصرية متفائلة بسوق الصكوك وتتوقع أن تعتمد عليها كأحد مصادر التمويل.
ومن المرجح أن تبدأ وزارة المالية المصرية منتصف الشهر الجاري جولة بآسيا للترويج للطروحات الجديدة من السندات، حيث تخطط لجني ما تتراوح قيمته بين 3 – 7 مليارات دولار، من خلال سندات مقومة بالدولار واليورو، بجانب طرح سندات خضراء وسندات مقومة بالين الياباني للمرة الأولى.
ووضعت وزارة المالية المصرية خطة للسيطرة على الديون تهدف لتقليل نسبة الدين العام للناتج المحلي الإجمالي إلى 72 – 75 في المائة بحلول 2021 - 2022 مقابل 98 في المائة في الوقت الجاري، وفقا لما صرح به مصدر لإنتربرايز.
وزادت نسبة النفقات الحكومية على الفوائد من الناتج المحلي الإجمالي من 7.9 في المائة في 2014 - 2015 إلى 10 في المائة في 2017 - 2018، بحسب البيان المالي لموازنة العام الجاري والذي توقع بقاء نسبة الفوائد للناتج عند نفس مستوياتها تقريبا خلال العام المالي الجاري، عند 10.3 في المائة.
ويجري المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي اليوم المراجعة الرابعة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، على خلفية اتفاق قرض أبرمته مصر مع الصندوق في 2016.
وذكرت وكالة بلومبرغ الإخبارية أن هذا يفتح الباب أمام صرف الشريحة الخامسة من القرض الذي يصل إجماليه إلى 12 مليار دولار.
وتم الاتفاق على القرض في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2016 بعد قيام مصر بتحرير سعر صرف العملة وإطلاق برنامج إصلاحات واسع النطاق للنهوض بالاقتصاد، وذلك ضمن مساعي الحكومة لاستعادة ثقة المستثمرين بعد سنوات من عدم الاستقرار وتنامي السوق الموازي للصرف.
وكان من المفترض أن يتم صرف هذه الشريحة من القرض في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلا أنها تأجلت بسبب خلافات مع الصندوق بشأن توقيت إدخال تغييرات على الآلية الحكومية لتسعير الوقود.
وكان محافظ المركزي المصري طارق عامر صرح الشهر الماضي بأنه من المتوقع صرف الشريحة في فبراير (شباط) الجاري.
وكانت مديرة الصندوق كريستين لاغارد صرحت الشهر الماضي بأنها ستوصي المجلس بالموافقة على مراجعة القرض، وأشارت إلى أن مصر «حققت تقدما كبيرا، وهو ما يتضح في النجاح الذي تحقق في استقرار الاقتصاد الكلي».



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.