يعتزم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان القيام بزيارة رسمية إلى بغداد وأربيل بعد الانتخابات المحلية التي ستشهدها تركيا في 31 مارس (آذار) المقبل، في الوقت الذي يثير فيه الوجود العسكري التركي في العراق حالة من الجدل.
وقال وزير الخارجية التركي إن تركيا تتابع عن كثب مستجدات الأوضاع في العراق، وإن إردوغان سيقوم بزيارة للعراق بعد الانتخابات المحلية المقبلة. وأضاف جاويش أوغلو، في كلمة خلال اجتماع في إسطنبول أمس (الأحد)، أن «إعادة الإعمار وتشكيل حكومة شاملة من أهم الأولويات في العراق حالياً، والتهديدات الإرهابية ما زالت قائمة في هذا البلد، ونعمل مع المجتمع الدولي من أجل إزالة تلك التهديدات». وأشار إلى أنه سيقوم قريباً بزيارة إلى بغداد وأربيل بهدف الإعداد للزيارة المرتقبة لإردوغان.
وعن إعادة إعمار العراق، قال وزير الخارجية التركي إن أنقرة تعهدت بدفع قرض لبغداد قيمته 5 مليارات دولار لإعادة إعمار البلاد بعد التخلص من تنظيم داعش الإرهابي. وأضاف أن رجال الأعمال الأتراك سيستفيدون من القرض المذكور، وأنه سيتم استخدامه في المشاريع التي سينفذونها هناك وفي إنعاش التجارة بين الجانبين.
وزار الرئيس العراقي برهم صالح، تركيا، في يناير (كانون الثاني) الماضي، تلبية لدعوة من الرئيس التركي، وأكد الجانبان رغبتهما في تطوير التعاون في جميع المجالات، وفي مقدمتها الأمن والاقتصاد والصناعات الدفاعية ومكافحة الإرهاب. وأعرب إردوغان خلال لقائه نظيره العراقي عن استعداد بلاده للمساهمة في مشاريع البنية التحتية والتنمية في العراق، وعلى رأسها إعمار المناطق المتضررة من الاشتباكات. وأكد ضرورة استمرار اجتماعات المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى مع العراق العام الحالي، مضيفاً: «نأمل أن نعقد الاجتماع الرابع للمجلس الاستراتيجي الأعلى بين العراق وتركيا خلال العام الحالي».
من جانبه، قال الرئيس العراقي إن بلاده تريد شراكة وتعاوناً استراتيجيين مع تركيا، وتتطلع إلى دور تركي فاعل في إعادة إعمار العراق، ونحتاج إلى اتفاقية شاملة مع تركيا تتناول الملفات المختلفة بين البلدين، وسنعمل على عقد اجتماع المجلس الاستراتيجي المشترك.
والأسبوع الماضي، تجدد التوتر بسبب العمليات العسكرية التركية ضد «العمال الكردستاني» في شمال العراق، واستدعت الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد فاتح يلديز، وسلمته احتجاجاً على قيام القوات التركية بإطلاق النار على المتظاهرين في قاعدة شيلادزي في دهوك عقب قصف تركي أدى إلى مقتل 5 مدنيين، ما أدى إلى مقتل متظاهر وإصابة عدد آخر. واعتبر يلدز أن الأحداث التي جرت في محافظة دهوك شمال العراق، ناجمة كلياً عن تحريض «العمال الكردستاني»، داعياً إلى منع الأعمال التحريضية. وأكدت أنقرة أنها ستواصل عملياتها ضد «العمال الكردستاني». وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إن الفترة المقبلة ستشهد إجراءات بالتنسيق مع بغداد وأربيل.
وفي الوقت ذاته، تصاعدت المطالبات في العراق وفي إقليم كردستان بإنهاء وجود القوات والقواعد العسكرية التركية على أراضي العراق، على أن تتولى القوات العراقية مهمة إنهاء وجود مسلحي «العمال الكردستاني» الذين تعتبرهم تركيا مصدر تهديد. ويؤكد مراقبون أن رؤية بغداد تلتقي مع الرؤية التركية بشأن خطر مسلحي «العمال الكردستاني»، ولذلك فإن الحكومة لا تستمع إلى الدعوات المطالبة بإنهاء الوجود العسكري التركي في العراق.
إردوغان يعتزم زيارة بغداد وأربيل
وسط جدل حول الوجود العسكري التركي
إردوغان يعتزم زيارة بغداد وأربيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة