قال رئيس وزراء الجزائر أحمد أويحيى، أمس، إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة «قد يعلن عن ترشحه للرئاسية (18 أبريل/ نيسان المقبل) عن طريق رسالة للموطنين»، مؤكداً أنه لن يخوض الحملة الانتخابية بسبب عجزه البدني.
وواجه أويحيى أسئلة محرجة خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقده بالعاصمة في ختام أشغال اجتماع للحزب الذي يرأسه (التجمع الوطني الديمقراطي)، تتعلق خصوصاً بالحالة الصحية للرئيس، ومدى قدرته على الترشح والمشاركة في الحملة الانتخابية، وأداء القسم الدستوري، وتسيير شؤون البلد لفترة جديدة تدوم 5 سنوات.
وبدا أويحيى متوتراً في بعض فترات المؤتمر الصحافي، وهو يرد على هذه الأسئلة. وقال لصحافية من جريدة تصنف معارضةً للسلطة، عندما سألته عن «عجز الرئيس عن أداء وظيفة الرئاسة لأنه مريض»، فأجاب بتوتر: «أنتم المرضى من شدة اهتمامكم بمرض الرئيس (82 سنة)... إنني أتابع ما تكتبون منذ 2004»، في إشارة إلى الرئاسية التي نظمت في ذلك الوقت، وشهدت وقوف غالبية الصحف الكبيرة ضد ترشح بوتفليقة لولاية ثانية، وساندت رئيس حكومته آنذاك علي بن فليس، الذي دخل المعترك الرئاسي، مستفيداً من دعم قوي لرئيس أركان الجيش سابقاً الفريق محمد العماري.
وتحت إلحاح الصحافيين، قال أويحيى في معرض إجابته عن سؤال إن كان الرئيس سيشارك بنفسه في حملة الانتخابات: «مرشحنا بوتفليقة لن يدخل بنفسه الحملة. سنؤديها نحن أنصاره بدلاً عنه. بوتفليقة لن يدخل الحملة، وهذا ليس عيباً، لأن الشعب يعرف ماذا أنجز خلال ولاياته السابقة، وأعماله ومشروعاته تتحدث عنه»، مضيفاً أن «حالة الرئيس الصحية لا تشكل أبداً عائقاً (يحول دون استمراره في الحكم). ففي سنة 2014 انتخبه الجزائريون (بأغلبية كبيرة) وكانوا يعلمون أنه مريض»، ومشيراً إلى أن الحكومة ستعرض «قريباً»، حصيلة عن الولاية الرابعة.
وأظهر أويحيى قناعة بأن الرئيس سيترشح للانتخابات بقوله «سيترشح بنسبة 99 في المائة»، لكن عندما سُئل عن تاريخ إعلان ذلك، رد قائلاً: «لست ناطقاً باسمه». غير أن بعض المراقبين يرجحون أن يختاره الرئيس بوتفليقة مديراً لحملته الانتخابية. وعن الصيغة التي سيعلن بها الرئيس ترشحه، قال أويحيى إنها ستكون «ربما» عن طريق «رسالة إلى الشعب»، وهو أسلوب استعمله الرئيس لما خاطب الجزائريين عشية رئاسية 2014، مبدياً رغبته في قيادته لفترة رابعة. وقال حينها إن الشعب «يعلم أنني مريض، ولكنه ألح على استمراري في الحكم، ما دفعني إلى النزول عند رغبته». ولذلك يتوقع تكرار السيناريو نفسه هذا العام.
وبخصوص «مشاهد هزلية»، حسب وصف وسائل بعض الإعلام لمشاهدة عشرات الأشخاص الراغبين في الترشح، وهم يتوجهون يومياً إلى وزارة الداخلية لسحب استمارات جمع التوقيعات (60 ألف إمضاء يشترطها قانون الانتخابات)، ذكر أويحيى أن إجراءات ستتخذها الحكومة في المستقبل لمنع تكرار ذلك. وقال بهذا الخصوص: «لن يكون هناك أكثر من 10 مترشحين للرئاسية... إنها ظاهرة مزرية... وغالبيتهم جاءوا من أجل الضحك والسخرية». علماً بأن عدد الراغبين في الترشح وصل إلى 160، حسب وزارة الداخلية.
ورفض أويحيى الرد على تصريحات للمرشح الرئاسي، اللواء المتقاعد علي غديري، جاء فيها أنه «لن يخشى مواجهة الرئيس»، واكتفى بالقول: «لا أعلق على هذا الكلام، وأنا أنتمي لطرف يعتقد بأن بوتفليقة هو أفضل مرشح».
في سياق متصل، أعلنت زبيدة عسول، رئيسة تنظيم «مواطنة»، الذي يضم عدة شخصيات معارضة للسلطة، انضمامها لفريق المؤيدين للمرشح غديري. وقالت لصحافيين أمس إنها ترى فيه «بديلاً جاداً للنظام القائم».
ونشر غديري أول من أمس مقاطع من برنامجه الانتخابي، تعهد فيه بـ«إحداث قطيعة مع النزعة التسلطية، ومع نظام الريع والمحاباة، الذي ترعاه جماعات المصالح والأليغارشيات». ووعد أيضاً بـ«القطيعة مع اللامساواة والتفاوت الاجتماعي، ومع الخطاب الديماغوجي والممارسات الشعبوية، ومع توزيع الريع القائم على خلفيات سياسوية. والقطيعة مع اقتصاد الريع والتبعية للمحروقات، من خلال ترقية اقتصاد قائم على الإنتاج، وإعادة الاعتبار للعمل، وبذل الجهد، وهو ما سيسمح بتحقيق اقتصاد المعرفة في أكثر من مجال»، حسب تعبيره.
أويحيى: بوتفليقة سيعلن ترشحه لـ {الرئاسية} بنسبة 99 %
أويحيى: بوتفليقة سيعلن ترشحه لـ {الرئاسية} بنسبة 99 %
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة