المستشار القضائي الإسرائيلي لا يمانع اتهام نتنياهو قبل الانتخابات

المدعون العامون متأكدون من إدانته في واحد على الأقل من بين 3 ملفات

TT

المستشار القضائي الإسرائيلي لا يمانع اتهام نتنياهو قبل الانتخابات

أبلغ المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، طاقم محامي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أنه لا يرى مانعاً من حسم الملفات القضائية ضد نتنياهو قبل الانتخابات، رافضاً بذلك طلب تأجيل القرار إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية في التاسع من أبريل (نيسان) المقبل خشية من تأثير القرار على الناخبين الإسرائيليين. وكتب مندلبليت في جواب أرسله إلى محامي نتنياهو أن تأجيل القرار سيمس مبدأ المساواة أمام القانون، أي أن العملية القانونية يجب أن تسري على نتنياهو مثل غيره من المواطنين، وكذلك سيمس حق الجمهور في أن يعرف ما فعل ممثلوه في الكنيست. «حق الجمهور في أن يعرف ماذا فعل ممثلوه يغلب الاعتبارات الأخرى». ولا يُعرف متى بالضبط سيصدر ماندلبليت قراراه حول إذا كان سيوجه لائحة اتهام لنتنياهو أو لا، لكنه قال إن ذلك لن يكون في الأسبوعين القريبين.
وقالت تقارير إسرائيلية إن المدعية العامة الكبيرة التي أشرفت على التحقيق الذي أجرته الشرطة في واحدة من قضايا الفساد الثلاث التي تواجه نتنياهو، تعتبر الأمر «قضية رشوة واضحة» تشمل مئات الملايين من الشواقل (العملة الإسرائيلية)، وذلك وفقاً لنسخة من المباحثات مع رئيسها، المدعي العام أفيحاي ماندلبليت. وبحسب أخبار القناة «13 التلفزيونية» التي قدمت ما وصفته بنصوص من المناقشات التي أجراها ماندلبليت مع فريق الملاحقة القضائية في حكومته بينما يراجع القضايا المرفوعة ضد نتنياهو، قالت المدعية العامة ليات بن آري لماندلبليت إنه ليس لديها أدنى شك في أنه يجب محاكمة رئيس الوزراء في القضية 4000. التي يشتبه فيها أن نتنياهو قام بتقديم تسهيلات إدارية وقانونية متقدمة كوزير للاتصالات ورئيس الوزراء من عام 2015 إلى عام 2017 لشاؤول إلوفيتش، المساهم المسيطر في شركة بيزك، أكبر شركة اتصالات في البلاد، مقابل تغطية إيجابية من موقع «واللا» الإخباري التابع أيضاً لإلوفيتش.
ونقل عن بت آري قولها: «القضية 4000 حالة واضحة من الرشوة. لا شك في أن رئيس الوزراء قد ارتكب مخالفات جسيمة للقانون». وأضاف: «لقد وجهت لوائح اتهام في حالات أقل خطورة بكثير، نحن نتحدث عن محسوبيات تقدر بمئات الملايين من الشواقل». ووفق التقرير التلفزيوني فإن المدعين العامين وافقوا بالإجماع على إدانة نتنياهو في القضية 4000، ومعظمهم أوصوا بمقاضاته أيضاً في القضية 2000، التي تنطوي على صفقة مشبوهة بين نتنياهو وناشر «يديعوت أحرونوت»، أرنون (نوني) موزس، تقضي بالحد من انتشار الصحيفة المنافسة «إسرائيل هايوم» مقابل تغطية أكثر إيجابية لنتنياهو في «يديعوت». ولم يتضح موقف ماندلبليت حول هذه القضية بعدما كان ردها في السابق طلب أدلة أوفى.
واحتج يوناتان تدمر، نائب المدعي العام، بقوله إن القضية 2000 هي قضية رشوة واضحة، كل من موزس ونتنياهو ناقش التشريع. هناك تسجيلات وهناك أدلة. بأي ذريعة نغلق هذه القضية؟ هناك أدلة واضحة واهتمام عام كبير. إغلاق القضية يؤثر سلباً على القضية 4000. وقال تقرير التلفزيون أيضاً إن معظم مسؤولي الادعاء يتشاطرون هذا الاستنتاج، لكن اثنين ينصحان بإغلاق القضية، نُقل عن أحدهما، وهو راز نيزري، قوله «إننا ندخل ساحة الإعلام والسياسة، وهذا حقل لا يُنصح بدخوله».
وكانت الشرطة الإسرائيلية أوصت بتوجيه اتهامات إلى نتنياهو بالرشوة في جميع القضايا الثلاث المرفوعة ضده، بما فيها القضية 1000 التي يشتبه فيها بأن نتنياهو حصل على منافع وهدايا تبلغ قيمتها نحو مليون شيكل (282 ألف دولار) من رجال أعمال. وفي رده على النسخ المسربة أصدر نتنياهو بياناً أدان فيه «تسريباً إجرامياً آخر يهدف إلى الاستمرار في ممارسة ضغوط غير عادية على النائب العام من أجل توجيه اتهام لرئيس الوزراء مهما كان الثمن قبل الانتخابات، حتى عندما لا يوجد شيء لتبرير الاتهامات. كيف يمكن القول إن مقالة ونصفا في موقع على شبكة الإنترنت يشكلان رشوة في حين لم يتم التحقيق في 43 عضواً في الكنيست، الذين صوتوا لصالح قانون لإغلاق صحيفة (إسرائيل هايوم) اليومية التي كانت ستجلب مئات الملايين من الشواقل لنوني موزس؟ يبدو أن الضغط على النائب العام له تأثيره». وأضاف نتنياهو أن «التحقيقات جزء من ثأر سياسي ومطاردة تهدف إلى الإطاحة به تشمل اليسار السياسي والإعلام والشرطة».
واتهم نتنياهو المدعي العام بالفشل «في القيام بعمله بشكل مناسب عبر التسرع في البت في القضايا، مستسلماً للضغوط».
كما قال نتنياهو إن قرار ماندلبليت حول القضايا التي وصفها بأنها واحدة من أكثر القرارات أهمية في تاريخ دولة إسرائيل «سيؤدي إلى تعزيز حكم اليسار»، مضيفاً: «على أي حال، أنا متأكد من براءتي، وأنا متأكد من أن الحقيقة ستظهر». ويدرس محامو نتنياهو تقديم استئناف إلى محكمة العدل العليا لطلب إجبار ماندلبليت على تأجيل الإعلان إلى ما بعد يوم الانتخابات.
ويقدر مراقبون إسرائيليون أن قرار المستشار القضائي يوجه ضربة قاسية لجهود نتنياهو الرامية إلى تفادي تأثير طرح لائحة اتهام واستدعائه إلى جلسة استماع، قبيل موعد الانتخابات. ويقضي القانون الإسرائيلي بأن يتنحى رئيس الوزراء عن منصبه فقط إذا تمت إدانته وليس لمجرد توجيه لائحة اتهامات ضده.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.