الزعيم الكوري الشمالي يدعو لتحسين العلاقات مع الجنوب

كيم جونغ - أون يصف قريبا له نفذ فيه الإعدام بـ«الحثالة»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ــ أون
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ــ أون
TT

الزعيم الكوري الشمالي يدعو لتحسين العلاقات مع الجنوب

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ــ أون
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ــ أون

دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون، في كلمة له بمناسبة رأس السنة الجديدة، إلى تحسين العلاقات مع الجنوب، إلا أنه حذر من أن اندلاع حرب أخرى في شبه الجزيرة الكورية سيسبب كارثة نووية هائلة يمكن أن تتأثر بها الولايات المتحدة. ولم تحمل دعوة كيم لتحسين العلاقات مع سيول، التي بثها التلفزيون الكوري الشمالي أمس، أي تصور للخطوات التي ستتخذ لإنهاء العداء وتأتي بعد تهديد من بيونغ يانغ الشهر الماضي بمهاجمة سيول دون سابق إنذار.
وقال كيم: «حان الوقت لوقف الإساءة والتشهير الذي لا يحدث إلا الضرر، سنحاول جاهدين تحسين العلاقات بين الشمال والجنوب». وأضاف: «إذا اندلعت حرب مرة أخرى على هذه الأرض، فإنها ستسبب كارثة نووية هائلة ولن تسلم الولايات المتحدة منها».
وتطرق الزعيم الكوري الشمالي إلى إعدام زوج عمته جانغ سونغ - ثايك الذي كان من أبرز المسؤولين في النظام الكوري الشمالي وأكثرهم نفوذا، واصفا إياه بالـ«حثالة». وقال: «اتخذ حزبنا قرارات حازمة لإزالة الحثالة من داخله. القرار الصائب الذي جاء في الوقت المناسب لحزبنا ضد العناصر المضادة للحزب والمضادة للثورة والمسببة للانقسام، ساهم في تعزيز وحدة الحزب والثورة مائة مرة».
وتعد هذه المرة الأولى التي ينتقد الزعيم الكوري الشمالي فيها علنا زوج عمته الذي اعتقل وأعدم خلال أيام قليلة منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي بتهمة الخيانة والفساد. وأدى جانغ سونغ ثايك، (67 سنة)، زوج عمة الزعيم كيم جون - أون، دور المرشد في بدايات الزعيم الشاب في زعامة البلاد. وكانت صحف كورية جنوبية ذكرت أن سفير كوريا الشمالية لدى السويد استدعي إلى بلاده على الأرجح في إطار حملة التطهير التي تستهدف المقربين من جانغ. وقبل أيام من ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) أن السفير الكوري الشمالي لدى ماليزيا، جانغ يونغ شول، الذي ينتمي إلى عائلة جانغ، استدعي كذلك.
ورأى يانغ مو جين، الأستاذ في جامعة الدراسات حول كوريا الشمالية، أن خطاب كيم يؤكد سعيه إلى تقديم نفسه على أنه زعيم لا يمكن تحديه وثابت في مواقفه، بعد سنتين من توليه مهامه. وقال إنه «يوجه رسالة إلى شعبه، مفادها أن جانغ رحل ولنضع عملية التطهير وراءنا الآن ونتطلع إلى المستقبل بوحدة متينة بين الحزب والجيش والحكومة».
وتحكم كوريا الشمالية أسرة كيم بقبضة من حديد منذ ستين سنة، وهي تردد باستمرار تصريحات تهديدية. ورأى محللون أن تصريحات كيم قد تكون مؤشرا على انقسام داخل النخبة الحاكمة. وشهدت شبه الجزيرة الكورية هدوءا نسبيا في الأشهر الأخيرة بعد سنة سادها توتر شديد على أثر إطلاق صاروخ، قال الغربيون إنه تجربة باليستية، وتجربة نووية. وأدت العمليتان إلى فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية من قبل مجلس الأمن الدولي.
وذكر مركز أميركي للدراسات الأسبوع الماضي أن صورا التقطت بالأقمار الاصطناعية تشير إلى أن كوريا الشمالية ضاعفت جهودها لإعادة تشغيل مجمعها النووي الرئيس، مما يعني تنفيذ بيونغ يانغ وعودها بتعزيز ترسانتها. وقال المعهد الأميركي الكوري في جامعة جون هوبكينز الأميركية أن صورا التقطت أخيرا تدل على وجود أشغال في موقع يونغبيون، حيث يجري إنتاج قضبان الوقود اللازمة لمفاعلات البلوتونيوم. وكتب الباحث نيك هانسن على مدونة المركز «38 نورث» أن تحليل الصور يسمح بتحديد «موقع محتمل لإنتاج الوقود» لمفاعل البلوتونيوم الذي تبلغ قدرته 5 ميغاواط وأعيد فتحه هذه السنة.
وأجرت كوريا الشمالية ثالث تجربة نووية لها، الأقوى على الأرجح، في فبراير (شباط) 2013 بعد تجربتي عامي 2006 و2009. وبعد شهرين على ذلك، قال هذا البلد الشيوعي إنه سيعيد فتح موقع يونغبيون شمال غربي البلاد، الذي أغلق في عام 2007. من أجل تعزيز ترسانته النووية.



شرطة كوريا الجنوبية تداهم مكتب الرئيس... ووزير الدفاع السابق يحاول الانتحار

TT

شرطة كوريا الجنوبية تداهم مكتب الرئيس... ووزير الدفاع السابق يحاول الانتحار

متظاهرون في سيول يحملون لافتات تطالب بإيقاف الرئيس الكوري الجنوبي ووزير دفاعه السابق (أ.ب)
متظاهرون في سيول يحملون لافتات تطالب بإيقاف الرئيس الكوري الجنوبي ووزير دفاعه السابق (أ.ب)

أعلنت الشرطة الكورية الجنوبية، الأربعاء، أنّها داهمت مكتب الرئيس يون سوك يول، بعد أسبوع من محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية في البلاد، بينما أكّدت سلطات السجون أنّ وزير الدفاع السابق كيم يونغ-هيون حاول الانتحار، بعد توقيفه بسبب هذه القضية.

وقالت الشرطة، في بيان تلقّته «وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ «فريق التحقيق الخاص أجرى عملية تفتيش في المكتب الرئاسي وفي وكالة الشرطة الوطنية وفي وكالة شرطة العاصمة سيول وفي إدارة أمن الجمعية الوطنية».

من جهتها، قالت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء، إنّ كيم، الذي استقال، الخميس، من منصب وزير الدفاع، حاول الانتحار داخل السجن، قبيل إصدار القضاء رسمياً مذكرة اعتقال رسمية بحقّه بتهمة التمرّد.

والوزير السابق متّهم بأنه أدّى «دوراً حاسماً خلال التمرّد»، و«أساء استخدام السلطة لعرقلة ممارسة الحقوق». وأوقف كيم، الأحد، قبل أن يصدر بحقّه القضاء، الثلاثاء، مذكرة اعتقال رسمية.

مظاهرات طلابية حاشدة في كوريا تطالب برفع الأحكام العرفية واستقالة رئيس الوزراء شين هيون هواك ورئيس المخابرات المركزية تشون دو هوان مايو 1980 (أ.ب)

وذكرت وكالة «يونهاب» للأنباء أن مفوض الشرطة الوطنية تشو جي هو اعتُقل، في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، بتهمة التمرد. ويُتهم تشو بنشر الشرطة؛ لمنع المشرّعين من دخول البرلمان، بعد أن أعلن يون الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وقال الحزب الديمقراطي؛ أكبر أحزاب المعارضة، اليوم الأربعاء، إنه يعتزم إجراء تصويت في البرلمان لمساءلة يون، يوم السبت، مع حديث بعض أعضاء حزب سلطة الشعب، الذي ينتمي إليه الرئيس، عن تأييدهم مثل هذا الاقتراح.

وقال زعيم الحزب الديمقراطي لي جاي ميونج، في بداية اجتماع للحزب: «لقد غادر قطار المساءلة رصيفه. لن تكون هناك طريقة لإيقافه». ولم تفلح أول عملية تصويت على مساءلة الرئيس، يوم السبت الماضي، عندما قاطع معظم أعضاء حزب سلطة الشعب الجلسة.

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي (أ.ف.ب)

وأربك إعلان يون المفاجئ الأحكام العرفية البلاد، وأدى إلى إغراق رابع أكبر اقتصاد في آسيا والحليف المهم للولايات المتحدة في أزمة قيادة، وتسبَّب في تبعات دبلوماسية واقتصادية. وبعد وقت قصير من إعلان يون المفاجئ، في وقت متأخر من الليل، تحدَّى المشرّعون، بما في ذلك بعض أعضاء حزبه، الطوق الأمني حول البرلمان، وصوَّتوا لمطالبة الرئيس بإلغاء الأحكام العرفية على الفور، وهو ما فعله بعد ساعات.

ويواجه يون، الآن، تحقيقاً جنائياً بتهمة التمرد، لكن السلطات لم تعتقله أو تستجوبه. واعتذر الرئيس عما أعلنه، لكنه لم يستجب للدعوات المتزايدة التي تطالبه بالاستقالة، حتى من بعض أعضاء حزبه. ولم يظهر يون علناً منذ أن خرج على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون، يوم السبت، للاعتذار. وقال زعيم حزب سلطة الشعب هان دونج هون إن رئيس الوزراء هان دوك سو سيدير شؤون الدولة، بينما يبحث الحزب عن طريقة «منظمة» لاستقالة الرئيس. وجرى التشكيك في قانونية ذلك من قِبل أحزاب المعارضة وبعض خبراء القانون. وقال مكتب يون، أمس الثلاثاء، إنه «ليس لديه موقف رسمي» عندما سئل عمن يدير البلاد.

امرأة تحمل لافتة كُتب عليها «يجب على يون سوك يول التنحي» خلال وقفة احتجاجية ضد رئيس كوريا الجنوبية في سيول (أ.ف.ب)

والاثنين، أعلنت وزارة العدل الكورية الجنوبية أنها فرضت حظراً على سفر الرئيس، بينما تُجري الشرطة تحقيقاً بحقه بتهمة التمرّد؛ على خلفية محاولة فرضه الأحكام العرفية.

وقال كواك جونج جيون، قائد قيادة الحرب الخاصة بالجيش، أمام لجنة برلمانية، أمس الثلاثاء، إن يون أمره بإرسال قواته إلى البرلمان، في الثالث من ديسمبر؛ «لكسر الباب»، و«إخراج» المشرّعين. كما اتهم ضباط الجيش وزير الدفاع آنذاك كيم يونج هيون بإصدار الأمر نفسه. وقد استقال كيم، وجرى اعتقاله. ومن المقرر أن يعقد البرلمان جلسة، اليوم الأربعاء؛ لتقديم مشروع قانون لمساءلة يون. ويحتاج إقرار مشروع القانون إلى أغلبية الثلثين في البرلمان، الذي تسيطر عليه المعارضة. وبعد ذلك الإجراء، ستناقش المحكمة الدستورية القضية، وتُقرر ما إذا كانت ستعزل الرئيس من منصبه أم لا.