ضربات جوية أميركية تستهدف «داعش» قرب أربيل وجبل سنجار.. والبيشمركة تستعيد بلدتين

السيناتور الجمهوري ماكين: أوباما لا يقدر حجم التهديد

مقاتلات من حزب العمال الكردستاني مع أحد زملائهن انضموا إلى البيشمركة في المعارك لاستعادة بلدتي مخمور والكوير من «داعش» (رويترز)
مقاتلات من حزب العمال الكردستاني مع أحد زملائهن انضموا إلى البيشمركة في المعارك لاستعادة بلدتي مخمور والكوير من «داعش» (رويترز)
TT

ضربات جوية أميركية تستهدف «داعش» قرب أربيل وجبل سنجار.. والبيشمركة تستعيد بلدتين

مقاتلات من حزب العمال الكردستاني مع أحد زملائهن انضموا إلى البيشمركة في المعارك لاستعادة بلدتي مخمور والكوير من «داعش» (رويترز)
مقاتلات من حزب العمال الكردستاني مع أحد زملائهن انضموا إلى البيشمركة في المعارك لاستعادة بلدتي مخمور والكوير من «داعش» (رويترز)

واصلت المقاتلات الجوية الأميركية أمس توجيه ضربات إلى مواقع مسلحي «داعش» في شمال العراق واستهدفت تجمعاتهم قرب مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان، إن الضربات التي شنتها طائرات من دون طيار ومقاتلات استهدفت حماية قوات البيشمركة الكردية التي تتصدى للمتشددين قرب أربيل، حيث القنصلية الأميركية ومركز العمليات العسكرية الأميركية - العراقية المشتركة. وجاء في البيان أنه في نحو الساعة 2:15 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة قصف الطيران الأميركي ودمر شاحنة مسلحة لـ«داعش» كانت تطلق النار على القوات الكردية القريبة من أربيل. وقال، حسب وكالة «رويترز»، إنه أعقب ذلك أربع ضربات أخرى على شاحنات مسلحة وموقع لإطلاق قذائف الهاون.
وفي وقت سابق، أعلنت القيادة المركزية في بيان عن توجيه أربع ضربات أول من أمس إلى مواقع «داعش» قرب جبل سنجار العالق عليه عشرات الآلاف من الإيزيديين.
وقال مسؤول كردي كبير لوكالة «رويترز»، إن القوات الكردية استعادت بلدتين من مسلحي «داعش»، لكن الأمر سيستغرق وقتا لتحويل دفة الصراع. وقال هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي، إن الأكراد استعادوا بلدتي الكوير ومخمور. وعندما سأل عن المدة التي سيتعين على الولايات المتحدة أن تواصل فيها الضربات الجوية لمساعدة الأكراد على هزيمة «داعش» قال زيباري، إنه لا يوجد حد زمني مثلما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما. وكان أوباما قال أول من أمس، إن الأمر سيستغرق بعض الوقت للتعامل مع مقاتلي «داعش».
وجاء في البيان أن الطائرات دمرت بعض ناقلات الجنود المدرعة، وبعض الشاحنات المسلحة. في الوقت نفسه، وزع البنتاغون نص بيان أصدرته القيادة الأميركية الوسطى، جاء فيه أن طائرات أسقطت، لليوم الثالث، شحنات من الغذاء والماء على الإيزيديين. وقال البيان إن المساعدات ستستمر.
وبشأن التقارير التي أفادت بإرسال شحنات أسلحة إلى قوات البيشمركة، قال مسؤول في البنتاغون بأن القوات الأميركية وافقت على نقل معدات عسكرية أرسلتها الحكومة العراقية إلى البيشمركة. ونفى المسؤول إرسال الولايات المتحدة «أسلحة ثقيلة» إلى البيشمركة، موضحا أن إرسال أي أسلحة أميركية إلى الخارج يجب أن يكون عن طريق قرارات وإجراءات تشترك فيها وزارتا الدفاع والخارجية، ويوافق عليها الكونغرس، وأن ذلك يجب أن يكون بين حكومات. وعن الطائرة التي وصلت إلى كردستان تحمل أسلحة، قال المسؤول إن الولايات المتحدة لا ترفض أن ترسل حكومة العراق أسلحة أميركية إلى الإقليم.
وبينما نشر البيت الأبيض نص رسالة بعث بها الرئيس باراك أوباما إلى الكونغرس، قال فيها إن العمليات العسكرية ستكون «محدودة في نطاقها، وفي المدة اللازمة لحماية الأميركيين»، بالإضافة إلى «مساعدة القوات العراقية» و«المساعدة في إنقاذ الأقليات المحاصرة»، انتقد السيناتور الجمهوري جون ماكين قرار الرئيس أن تكون العمليات العسكرية ضد المسلحين في العراق «محدودة». وقال ماكين إن القرار «ليس كافيا لمواجهة التهديد المتزايد ضد الولايات المتحدة من أغنى، وأقوى، منظمة إرهابية في التاريخ». واتهم أوباما بأنه «لا يفهم فهما أساسيا التهديد» الذي يشكله «داعش»، وأن عدم فهم أوباما لهذا «شيء يدعو لقلق عميق». وأضاف: «هدف العمليات العسكرية، كما قال الرئيس، هو إنقاذ الأميركيين، وليس وقف داعش. وليس تغيير ساحة المعركة، وليس وقف داعش عن التحرك بأسلحة ثقيلة إلى سوريا لتدمير جيش سوريا الحر (الذي يقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد)».
وقال ماكين: «صار واضحا أن رئيس الولايات المتحدة لا يقدر أن هذا ليس مجرد تهديد للقوات الأميركية هناك، أو حتى تهديدا للعراق، أو تهديدا حتى لكردستان. هذا تهديد لأميركا».
وردا على سؤال عما كان سيفعل لو كان رئيسا، قال ماكين إنه كان سيرسل قوات جوية أميركية متكاملة لتحديد الأهداف، ولضربها. وكان سيرسل أسلحة ثقيلة إلى حكومة كردستان. وكان سيوسع ضرب داعش ليشمل سوريا أيضا.
من جهته، قال جيمس جفري، السفير الأميركي السابق لدى العراق، إن العمليات العسكرية الحالية «ستكون دفاعية، وستكون محدودة في نطاقها، وبالتالي في تأثيرها». وأضاف: «يجب أن نضع في الاعتبار أن مقاتلي داعش يستهدفون بغداد، ويريدون السيطرة على كل العراق. يجب أن نضع في الاعتبار احتمال توسيع عملياتنا العسكرية هناك». وقال: «كل يوم، تزيد قوة داعش، ويضعف حلفاؤنا».
وعن إمكانيات «داعش»، قال هنري ماكيوينان، الأستاذ في شؤون الشرق الأوسط في جامعة كاليفورنيا: «يملك مقاتلو داعش إمكانيات مالية لا حدود لها. ولهذا يقدرون على شراء أسلحة كثيرة، وخطيرة. أضف إلى ذلك أنهم متحمسون جدا لتحقيق أهدافهم». وأضاف: «هذه قوة هائلة، ومدمرة، ويمكن أن تنسف كل المنطقة، وتعيد رسم خريطتها».



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».