أميركا تعاني من موجة برد قياسية وشيكاغو تعيش في ظل 30 درجة تحت الصفر

اتسعت العاصفة القطبية التي تجتاح الغرب الأوسط الأميركي، متسببةً في برودة قياسية ووفاة 12 شخصاً على الأقل، باتجاه الشرق، مما أدَّى إلى انخفاض شديد في درجات الحرارة في شمال شرقي الولايات المتحدة.
وتوقع خبراء الأرصاد أن يصبح الطقس أكثر دفئاً بحلول مطلع الأسبوع المقبل، بينما يواجه السكان برداً شديداً ورياحاً عاتية وانخفاضاً في درجات الحرارة وصل إلى 34 درجة مئوية تحت الصفر.
وحذر خبراء الأرصاد من أن درجات الحرارة في مينيسوتا وشمال ميتشيغان ستنخفض إلى 29 درجة مئوية تحت الصفر، ومن المتوقَّع أن تبلغ درجات الحرارة في أجزاء من نورث داكوتا 34 تحت الصفر.
وتحركت الموجة الباردة شرقاً لتواجه ولايات بينها ماساتشوستس ونيويورك وبنسلفانيا برودة شديدة. وأفادت الهيئة الوطنية للأرصاد بأن درجة الحرارة انخفضت في بوسطن إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر.
وأفادت تقارير رسمية وإعلامية بأن البرودة تسببت في وفاة 12 شخصاً على الأقل منذ يوم السبت في أرجاء الغرب الأوسط. ولقي بعضهم حتفه في حوادث مرورية، بسبب الطقس، بينما تُوفّي آخرون على ما يبدو بسبب البرودة.
وحتى في الجنوب، من المتوقَّع أن تشهد درجات الحرارة انخفاضاً شديداً في مناطق، مثل جبال كنتاكي وولاية تنيسي وفي شمال جورجيا.
ومع ذلك، من المتوقّع أن تنعم شيكاغو بحلول مطلع الأسبوع المقبل بدرجات حرارة أعلى تذيب الثلوج ستتراوح بين أربع وعشر درجات مئوية.
وأوضحت وكالة «رويترز» أن شيكاغو شهدت برودة تقترب من مستويات قياسية، إذ وصلت درجات الحرارة إلى 30 درجة مئوية تحت الصفر يوم الأربعاء و29 درجة تحت الصفر، أمس (الخميس).
كما يتوقع حدوث ذلك في مناطق أخرى بالغرب الأوسط. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الطقس السيئ تسبب في مئات من حوادث الطرق بينها تصادم بين أكثر من عشرين سيارة في مدينة «غراند رابدز» بولاية ميتشيغان، أول من أمس (الأربعاء)، بسبب صعوبة الرؤية.
وأفاد موقع «فلايت أوير» الإلكتروني الذي يرصد حركة الطيران بأن أكثر من 2500 رحلة جوية ألغيت، وتأجّلت أكثر من 3500 رحلة أخرى، أمس (الخميس)، أكثرها في مطاري أوهيرا وميدواي الدوليين في شيكاغو.
وتقول هيئة الأرصاد إن الغرب الأوسط والشمال الشرقي لم يشهدا مثل هذه العاصفة القطبية منذ أكثر من 20 عاماً. وقال رئيس بلدية شيكاغو رام إيمانويل خلال مؤتمر صحافي، مساء أول من أمس (الأربعاء): «نواجه موجة صقيع تاريخية بالتأكيد». وأضاف: «درجات الحرارة المتدنية تهدد الأرواح، وعلينا التصرف في ضوء ذلك». وحذر: «هناك البرد وهناك الصقيع! الصقيع موجة خطيرة من البرد الشديد». كما غطى الجليد قنوات المدينة وضفاف بحيرة ميتشيغان.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن حاكمة ميتشيغان، غريتشن ويتمر، أصدرت أوامرها باستمرار إغلاق إدارات الولاية حتى صباح اليوم (الجمعة)، وطلب من الموظفين غير الأساسيين ملازمة منازلهم. كما أغلقت المدارس، وتسبب الهواء القطبي الذي يتجه إلى الساحل الشمالي للبلاد في مصرع خمسة أشخاص على الأقل بحسب الإعلام وفي اضطرابات. وعمد موظفو السكك الحديد في شيكاغو إلى تدفئة قضبان السكك الحديد لكي لا تتجمد وتؤدي إلى وقف حركة القطارات.
وتم فتح أكثر من 270 «مراكز تدفئة» في مبانٍ فدرالية ومراكز اجتماعية ومكتبات وحتى دوائر شرطة للأشخاص المحتاجين إلى مكان دافئ، خصوصاً مشردي المدينة وعددهم 16 ألفاً.
كما قدمت مؤسسة «ليفت» لاستئجار سيارة مع سائق خدمة بـ15 دولاراً لنقل زبائنها الراغبين في الوصول إلى هذه المراكز والاحتماء من البرد. في مينيابوليس وسانت بول كان يُفترض أن تبقى عدة ملاجئ مفتوحة على مدار الساعة.
كما علق جهاز البريد الأميركي، المعروف بالتزامه توزيع البريد مهما كانت الأحوال الجوية، عمله في أنحاء من أنديانا وميتشيغان وإيلينوي وأوهايو وداكوتا ونبراسكا.