«جدوى»: القطاع غير النفطي السعودي حقق ارتفاعا قويا في 2013

قالت إن القروض المصرفية للقطاع الخاص بالمملكة سجلت نموا جيدا في نوفمبر الماضي

سعودي يحصي النقود في سوق للتمور في بريدة (رويترز)
سعودي يحصي النقود في سوق للتمور في بريدة (رويترز)
TT

«جدوى»: القطاع غير النفطي السعودي حقق ارتفاعا قويا في 2013

سعودي يحصي النقود في سوق للتمور في بريدة (رويترز)
سعودي يحصي النقود في سوق للتمور في بريدة (رويترز)

قال تقرير اقتصادي، يوم أمس، إن القروض المصرفية إلى القطاع الخاص سجلت نموا جيدا في السعودية خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مشيرا إلى أن فئة القروض قصيرة الأجل حافظت على مسارها النازل تدريجيا، مبينا إلى أن ذلك يشير إلى تحسن وضع السيولة في القطاع الخاص.
وقال التقرير، الصادر من شركة «جدوى» للاستثمار، إن الناتج الإجمالي الفعلي تباطأ للعام الثاني على التوالي في عام 2013، وذلك بسبب النمو السلبي لقطاع النفط للمرة الأولى منذ عام 2009، موضحا أن تلك المساهمة السلبية لقطاع النفط قابلها نمو قوي في القطاع غير النفطي.
وأكد تقرير «جدوى» أن البيانات الاقتصادية لشهر نوفمبر سجل نتائج متباينة، جاءت معظم مؤشرات الإنفاق الاستهلاكي، رغم تذبذبها على أساس شهري، أعلى من مستوياتها التي كانت عليها في الشهر نفسه من العام الماضي. لكن مبيعات الإسمنت سجلت تراجعا قياسيا في نموها السنوي.
وأشارت «جدوى» إلى ارتفاع عرض النقود الشامل في نوفمبر الماضي، جراء زيادة الودائع تحت الطلب، سواء من الشركات أو الأفراد، وواصل إجمالي الودائع نموه، وأصبحت الودائع تحت الطلب تشكل نسبة متزايدة من هذا الإجمالي. وزادت الفوائض الاحتياطية للبنوك التجارية لدى «ساما» في نوفمبر الماضي، رغم ارتفاع القروض المصرفية إلى القطاع الخاص، وذلك بسبب النمو القوي في الودائع لدى تلك البنوك ونتيجة لانخفاض مطلوباتها لدى القطاع العام، وكما هو متوقع، تتجه أرباح البنوك لتسجيل مستوى قياسي هذا العام.
وبلغ متوسط التضخم لعام 2013، حسب تقديرات وزارة المالية، 3.35 في المائة مقارنة بـ2.9 في المائة للعام الماضي، وذلك بسبب الزيادة السريعة في تضخم الأغذية من 4.6 في المائة العام الماضي إلى ستة في المائة عام 2013.
كما واصلت الصادرات غير النفطية تحسنها للشهر الثالث على التوالي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في حين تراجعت قيمة الواردات إلى 11.8 مليار دولار. نتيجة لذلك، سجل عجز الميزان التجاري غير النفطي الذي بلغ سبعة مليارات دولار، أدنى مستوى له خلال عامين.
وبحسب التقرير، فإن متوسط سعر خام برنت تراجع بنسبة 2.5 في المائة على أساس سنوي في عام 2013 ليصل إلى 109.6 دولار للبرميل، مسجلا أول تراجع له منذ عام 2009. وحافظت أسعار النفط على مسار صاعد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث سجل متوسط سعر خام برنت أعلى مستوى له خلال ثلاثة أشهر. وحافظ اليورو، رغم التذبذبات المؤقتة، على مسار صاعد مقابل الدولار عام 2013، مرتفعا بنسبة 4.1 في المائة منذ نهاية عام 2012. كذلك، أدت البيانات الاقتصادية الإيجابية في المملكة المتحدة إلى رفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى له في عامين مقابل الدولار، في حين تسببت قضايا الفساد في هبوط الليرة التركية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار.
وسجل مؤشر «تاسي» ارتفاعا في عام 2013 بنسبة 25.5%، مسجلا نموا إيجابيا للعام الثاني على التوالي، في الوقت الذي ارتفع ثلاثة عشر قطاعا من قطاعات السوق الـ15 خلال عام 2013. وحققت القطاعات الأكثر ارتباطا بالسوق المحلية أفضل مستويات الأداء.



الأسواق المالية العربية تشهد تحسُّناً... تزامناً مع تنصيب ترمب

متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
TT

الأسواق المالية العربية تشهد تحسُّناً... تزامناً مع تنصيب ترمب

متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)

تفاعلت معظم الأسواق المالية العربية إيجاباً مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب لولاية جديدة، رغم تخوف بعض الدول من التعريفات الجمركية التي ينوي رئيس البيت الأبيض فرضها، والتي يتوقع أن تؤثر على مسار التجارة العالمية والأسعار.

وقد تقاطع تنصيب ترمب مع بدء هدنة بين إسرائيل و«حماس»، والتي يتوقع أن يكون لها وقعها الإيجابي على الأسواق.

وأكد مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن هدوء التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في الأسواق العربية. وبناءً على هذه العوامل، يتوقعون تحسناً ملحوظاً بأداء الأسواق في المنطقة، وخاصة الخليجية، خلال الفترة القادمة؛ مما يعزز التفاؤل بالنمو الاقتصادي المستقبلي.

تعزيز سلاسل الإمداد

وقال الرئيس الأول لإدارة الأصول في «أرباح كابيتال»، محمد الفراج، إن التوقعات الدولية تُشير إلى تحسن ملحوظ في الاقتصاد العالمي بعد تنصيب ترمب.

وأرجع الفراج، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، هذا التحسن إلى عدة عوامل رئيسة، أبرزها الاستقرار السياسي المتزايد، وتعزيز سلاسل الإمداد، فضلاً عن السياسات المالية والنقدية الداعمة التي اتبعتها الإدارة الأميركية الجديدة.

ومن المتوقع أن يكون للرفع التدريجي للرسوم على الواردات إلى الولايات المتحدة، تأثيرات كبيرة على سوق العمل والتضخم، وفق الفراج. وهو ما سيخلق بيئة اقتصادية أكثر استقراراً ونمواً في الأسواق العربية، خاصة الخليجية، وعلى رأسها السوق المالية السعودية (تداول).

نمو الشركات

من ناحيته، أكد المختص الاقتصادي والأكاديمي في جامعة الملك عبد العزيز، الدكتور سالم باعجاجة لـ«الشرق الأوسط»، أن تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيؤدي إلى تحقيق الأسواق الأميركية مكاسب كبيرة، بسبب سياساته المحفزة لنمو الشركات. وسيؤثر ذلك إيجاباً على الأسواق المالية بشكل عام، وخاصة الخليجية.

كما ساهم هدوء التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى اتفاق غزة وتبادل الأسرى، في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في الأسواق العربية، بحسب باعجاجة.

متداولون يراقبون الشاشات التي تعرض معلومات الأسهم في بورصة قطر بالدوحة (رويترز)

أداء الأسواق العربية

وأغلقت معظم أسواق الأسهم في المنطقة العربية والخليجية على ارتفاع بنسب متفاوتة، يوم الاثنين.

وأنهت سوق الأسهم السعودية الرئيسة (تاسي)، جلسة يوم الاثنين على زيادة بنسبة تقارب 0.40 في المائة، عند 12379 نقطة، لتلامس أعلى مستوياتها منذ 8 مايو (أيار) الماضي، بقيادة سهم «أكوا باور» الذي صعد 4.4 في المائة. وقد ثبت سهم «أرامكو»، الأثقل وزناً على المؤشر، عند 28.15 ريال دون تغيير.

وربح المؤشر القطري 0.40 في المائة ليغلق عند 10508 نقطة، بدعم من سهم شركة «صناعات قطر» للبتروكيميائيات الذي زاد 2.2 في المائة، في حين صعد مؤشر بورصة الكويت بنسبة 0.53 في المائة. وارتفعت سوق أبوظبي للأوراق المالية 0.08 في المائة.

أما مؤشر سوق دبي الرئيسة، فقد تراجع 0.30 في المائة، بعدما انخفض سهم شركة «سالك لرسوم التعرفة المرورية» 2.9 في المائة. كما نزل مؤشر بورصة البحرين 0.08 في المائة.

وخارج منطقة الخليج، خسر مؤشر الأسهم القيادية في مصر 0.37 في المائة، مع هبوط سهم البنك التجاري الدولي 0.9 في المائة. كما انخفض مؤشر بورصة الدار البيضاء 0.33 في المائة. في المقابل، سجل مؤشر بورصة مسقط ارتفاعاً طفيفاً بلغ 0.03 في المائة.