دعت السلطات الفلبينية إلى الهدوء، أمس الأربعاء، بعد إلقاء قنبلة على مسجد في إقليم تقطنه غالبية مسيحية، ما أسفر عن مقتل شخصين، بعد ثلاثة أيام فقط من تفجير مزدوج مدمر استهدف كنيسة، وهز منطقة مينداناو.
وأُلقيت القنبلة خلال ليل الثلاثاء - الأربعاء داخل المسجد الواقع في إقليم زامبوانغا، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين. وأثار الهجوم تنديداً ودعوات إلى ضبط النفس، والوحدة بين المسيحيين والمسلمين في البلاد، الذين لهم تاريخ طويل من التعايش السلمي.
إلى ذلك، ذكر ناطق باسم الجيش الفلبيني أمس، أن أربعة أشخاص، يُعتقد بأنهم مشتبه بهم في تفجيرين استهدفا كاتدرائية بجنوب الفلبين، سلموا أنفسهم للسلطات أمس، ونفوا تورطهم في الهجوم. وكان الأربعة قد رُصدوا من خلال كاميرات أمنية بالقرب من الكاتدرائية الواقعة في بلدة جولو في إقليم سولو، على بعد ألف كيلومتر جنوب مانيلا، وفروا بعد تفجيري الأحد الماضي.
وقال الكولونيل جيري بيسانا، وهو ناطق إقليمي باسم الجيش: «لقد قرروا تسليم أنفسهم بغرض تبرئة ساحتهم، خوفاً من أن تطاردهم السلطات».
وأعلنت الشرطة الفلبينية أمس، أن رجلاً قُتل أثناء عملية مداهمة نفذتها القوات الفلبينية لمنزل متشدد إسلامي، يشتبه في تورطه بالتفجير المزدوج الذي استهدف الكاتدرائية، وأسفر عن مقتل 21 شخصاً. وقتل الرجل البالغ من العمر 62 عاماً، والذي يعتقد أنه أحد أقارب المشتبه به، أثناء العملية التي جرت في بلدة باتيكول بإقليم سولو (ألف كيلومتر جنوبي مانيلا) مساء الثلاثاء. وأفادت الشرطة بأن المشتبه به وشخصاً آخر هربا خلال عملية المداهمة.
وقال الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، الثلاثاء، إن التفجير المزدوج في الكاتدرائية ربما كانا هجوماً انتحارياً، نقلاً عن إفادة تلقاها من قادة الجيش.
وتتعارض تصريحات دوتيرتي مع تصريحات مسؤولين من الجيش والشرطة، قالوا فيها إن التفجيرين اللذين وقعا داخل الكنيسة وخارجها على جزيرة جولو أنهما ناجمان من قنبلتين جرى تفجيرهما عن بعد. وعرضت لقطات صورتها كاميرات الأمن مشتبهاً بهم يعتقد بأنهم زرعوا القنبلتين، على وسائل الإعلام. وإذا تأكد ذلك، فستكون هذه واحدة من أوائل الهجمات الانتحارية المعروفة التي تشهدها الفلبين، وستتوافق مع تفاصيل إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم عبر وكالة «أعماق» في وقت مبكر من صباح الاثنين.
ورد دوتيرتي عندما طلب منه توضيح تصريح سابق: «انفجرت. هذا إرهاب وعمل انتحاري. لا يمكنك حمل حقائب بلاستيكية. سيستجوبك الجيش والشرطة إذا كنت تحمل حقيبة ظهر». وأضاف: «لكن يمكنك رؤية أشلاء في كل مكان. حتى أننا سرنا فوقها».
وقال وزير الدفاع دلفين لورينزانا، عندما سئل منفرداً عن تصريحات دوتيرتي: «القنبلة الأولى التي انفجرت داخل الكنيسة تركتها فيما يبدو امرأة». وأضاف: «القنبلة الثانية التي انفجرت بعد نحو دقيقة ونصف، ربما فجرها مهاجم انتحاري، كما تشير الأشلاء المتناثرة في المكان».