غانتس يطرح نفسه بديلاً لنتنياهو في أول خطاب مثير للجدل

هجوم كبير على قائد الأركان السابق بعد شعار «لا يمين ولا يسار»

رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس أطلق حملته الانتخابية أول من أمس (إ.ب.أ)
رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس أطلق حملته الانتخابية أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

غانتس يطرح نفسه بديلاً لنتنياهو في أول خطاب مثير للجدل

رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس أطلق حملته الانتخابية أول من أمس (إ.ب.أ)
رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس أطلق حملته الانتخابية أول من أمس (إ.ب.أ)

أثار رئيس الأركان السابق، بيني غانتس، جدلاً كبيراً في إسرائيل، مع طرح نفسه في خطابه الأول كمرشح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، بديلاً لبنيامين نتنياهو، مهاجماً إياه وسط اتهامات حول الجهة التي يمثلها إن كانت يميناً أو يساراً.
وهاجم غانتس حكم نتنياهو بشدة، مع طرحه برنامجه الانتخابي في اجتماع جماهيري كبير. ورفض وجود رئيس حكومة متهم بقضايا فساد، قائلاً: «من غير المعقول أن يحكم رئيس حكومة توجد ضده لائحة اتهام»، غامزاً في قناة نتنياهو، مضيفاً أنه لا يبحث عن حقيبة وزارية، وإنما عن تشكيل الحكومة القادمة.
وأضاف: «بأعين حزينة أرى قيادة منشغلة بنفسها. أرى أنه حان الوقت لقيادة جامعة، متماسكة وموحدة. حكومة قوية تعمل على الوحدة، وليس على التفرقة حتى تحكم. قيادة تتصرف بصورة مختلفة. قيادة لا تضع نفسها قبل منفعة الدولة».
وطرح غانتس عند صعوده المنصة وسط هتافات: «ثورة» و«رئيس الحكومة القادم»، أبرز مواقف حزبه الجديد «الحصانة لإسرائيل»، قائلاً لجمهوره إنه حضر إلى هنا لأنه حريص على إسرائيل. وأكد أنه لن يتخلى عن سيادة إسرائيل في هضبة الجولان، ولن يتخلى عن غور الأردن بالغ الأهمية الأمنية لإسرائيل، كما أنه سيحافظ على الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، وسيتمسك بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل. كما قال إنه لن يفوت فرصة من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
وأرسل غانتس رسائل مختلفة لإيران و«حزب الله» و«حماس»، بقوله: «إن إسرائيل لن تقبل العيش تحت التهديد المستمر، وبينما هم يتباهون بقدراتهم العسكرية، إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضدهم، وستعمل بهدوء لتبقى المنتصرة». ووجه غانتس تحذيراً مباشراً إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، مشدداً على أنه سيحبط «مؤامرات طهران على الحدود الشمالية والجنوبية ضد إسرائيل». وأضاف مخاطباً رئيس الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله: «لقد آن الأوان لوقف الجموح الإقليمي».
كما بعث بتهديدات إلى قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، قائلاً إنه «لا ينصحه أن يقوم بامتحانه مرة أخرى». ومنتقداً إدخال الأموال القطرية لغزة، أوضح: «سوف أسمح لأي مساعدة إنسانية لسكان غزة، أساعد بتطويرها اقتصادياً؛ لكنني لن أسمح بدفع إتاوات مالية. وعلى رؤساء المنظمات الإرهابية أن يفهموا أن (أحمد) الجعبري (الذي كان قائد «القسام» الميداني واغتالته إسرائيل قبل أعوام) لم يكن الأول ولن يكون الأخير».
وما أن انتهى غانتس من خطابه حتى هبت عاصفة انتقادات في إسرائيل من اليمين واليسار. واتهم نتنياهو ومقربوه غانتس بأنه يساري، يحاول أن يظهر على أنه يميني، في حين رحَّبت المعارضة بتصريحاته، على الرغم من «خيبة أملها» من أنه لم يعلن بصراحة عدم استعداده للانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو. وعلَّق نتنياهو على شعار غانتس الرئيسي «لا يمين ولا يسار»، قائلاً: «من يقول إنه ليس يمينياً وليس يسارياً، فهو يساري».
وأصدر حزب الليكود بياناً، جاء فيه أن غانتس سيشكل حكومة يسارية بعد الانتخابات مع رئيس حزب «هناك مستقبل» يائير لابيد، وباقي أحزاب اليسار. وقال رئيس الائتلاف الحاكم، ديفيد أمسلم من حزب الليكود: «حينما تُقارن بين نتنياهو وغانتس، فإنني أعتقد أن الفرق بينهما كالفرق بين الطائرات والزوارق».
ورد عضو الكنيست أمسلم على حديث غانتس أنه لا ينبغي وجود رئيس حكومة مُتهم، بإشارة إلى نتنياهو المُشتبه بقضايا فساد، بالقول إن «غانتس صرف 600 ألف شيقل من أموال الجمهور، في حفل توديعه من الجيش». وقال رئيس حزب «اليمين الجديد» ووزير التعليم نفتالي بنيت، إن غانتس ارتكب أخطاء كثيرة حينما كان في الجيش، مضيفاً: «من الخطر أن يُمنح المسؤولية الأمنية في إسرائيل مرة أخرى». كما انتقدت الوزيرة ميري ريغيف (الليكود) أداء غانتس العسكري أيضاً.
أما حزب العمل، فاتهم غانتس بأنه لم يعلن عن مواقف واضحة، وإنما تحدث بصورة عامة من أجل إعجاب الجميع. وجاء في بيان: «غانتس هاجم نتنياهو؛ لكنه لم يتعهد بأنه لن يجلس معه في حكومة».
وانضم الحريديم (المتشددون دينياً) إلى الهجوم على غانتس، وقال عضو الكنيست يوآف بن تسور، مهاجماً تعهدات غانتس بتفعيل المواصلات العامة في يوم السبت المقدس لدى اليهود: «غانتس تكلَّم كملحد، إنه اجتاز كل الخطوط، ومس بالصبغة اليهودية للدولة».
ولم يلتزم وزير الأمن السابق أفيغدور ليبرمان الصمت؛ لكنه هاجم الانتقادات الموجَّهة من اليمين إلى أداء غانتس العسكري، وقال: «إذا كنا نريد أن نوجه انتقادات للأداء العسكري، فمن المفضل أن نوجهها لـ(الليكود)؛ لأنه هو الحزب الحاكم، وهو الذي يصدر تعليماته لقائد الأركان».
وبخلاف الآخرين، رحبت عضو الكنيست المعارضة تسيبي ليفني، من حزب الحركة بتصريحات غانتس.
ورأى محللون في إسرائيل، أن غانتس حاول إرضاء الجميع في خطابه. وكتبت موران أزولاي، محللة «يديعوت أحرونوت» قائلة إنه «بدل أن يوضح موافقه، فضَّل شعارات عامة مقبولة على اليمين واليسار».
وكتب المحلل في صحيفة «هآرتس»، ألوف بين: «إن غانتس أثبت في خطابه أنه الزعيم الذي يمكنه أن يقود معسكر المعارضة لنتنياهو وتبديله، فهو يجمع بين خبرة عسكرية طويلة وقدرة سياسية».
وأطلق غانتس برنامجه الانتخابي بعد ساعات من إعلان وحدة بين حزبه وحزب تيليم، الذي يتزعمه وزير الأمن الإسرائيلي السابق موشي يعالون، الذي انشق عن حزب الليكود الحاكم، بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لخوض الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في التاسع من أبريل (نيسان) المقبل بقائمة انتخابية واحدة.
وتعطي استطلاعات الرأي هذا الحزب حتى الآن المكان الثاني من حيث عدد المقاعد.
وينص اتفاق خوض الانتخابات البرلمانية بقائمة مشتركة بين الحزبين الجديدين، على أن يتم منح حزب يعالون 3 مقاعد في الأماكن العشر الأوائل من القائمة. ويُنظر إلى هذا الائتلاف في إسرائيل، على أنه «ائتلاف رؤساء الأركان»، ذلك أن أطرافه يتطلعون إلى ضم رئيس الأركان الأسبق بيني أشكنازي أيضاً.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.