موجز اليمن

TT

موجز اليمن

نقاش سعودي ـ يمني حول انتهاكات الانقلابيين

الرياض - «الشرق الأوسط»: يواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بحث الوضع الإنساني وحالة حقوق الإنسان في اليمن، خلال لقاء الدكتور عبد الله الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز، بمقره في الرياض يوم أمس، مع الدكتور محمد عسكر وزير حقوق الإنسان اليمني.
وناقش الجانبان الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الميليشيات الحوثية بحق المدنيين، والتي تصل إلى مستوى جرائم الحرب، ومنها تفجير آبار ومحطات المياه، وقصف الأحياء السكنية، وتجنيد الأطفال والزجّ بهم كدروع بشرية في ميادين القتال. وآخرها استهداف الميليشيات الانقلابية مخيم نازحي قرية شليلة في مديرية حرض بمحافظة حجة بقذائف عشوائية، ما نتج عنه مقتل وإصابة كثير من الأبرياء.
وجرى بحث سبل تعزيز التعاون لرفع معاناة اليمنيين، وإرساء برامج كثيرة لدعم الفئات الأكثر تضرراً، وضمان حماية كل فئات الشعب اليمني.
تقرير رسمي يتهم الحوثيين بنهب 41 % من إمدادات الغاز المنزلي

صنعاء - «الشرق الأوسط»: اتهم تقرير رسمي يمني الجماعة الحوثية بأنها تقوم بنهب أكثر من 41 في المائة من إمدادات الغاز المنزلي القادم من محافظة مأرب، وهو الأمر الذي أدى إلى إحداث أزمة خانقة في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الجماعة منذ أشهر.
جاء ذلك في التقرير السنوي الرسمي لغرفة العمليات المشتركة بالجمهورية اليمنية للرقابة على نقل وتوزيع الغاز المنزلي للمحافظات غير المحررة خلال العام المنقضي 2018.
وأكد التقرير أن العام 2018 شهد تحميل 1452 مقطورة غاز من صافر إلى أمانة العاصمة (صنعاء)، وصل منها فقط 847 مقطورة، بنسبة 58.33 في المائة، في حين تم نهب 605 مقطورات، بنسبة 41.66 في المائة من الكمية المخصصة للعاصمة صنعاء. وتوعد أمين العاصمة صنعاء، المعين من قبل الحكومة الشرعية، اللواء عبد الغني جميل، في تعليقه على التقرير، وفقاً لما نقلته عنه مصادر رسمية يمنية، بالتحقيق في الأمر، وكشف المتعاونين مع الجماعة الحوثية.

الميليشيات تحول مراكز صحية إلى مقرات لأتباعها في صنعاء

صنعاء - «الشرق الأوسط»: ذكرت مصادر يمنية في صنعاء أن الجماعة الحوثية استولت على عدد من المراكز الصحية في المديريات التابعة للعاصمة صنعاء، وحوّلتها إلى مقرات لاجتماعاتها السرية، كما حصرت تقديم العلاج في عدد منها على جرحاها في جبهات القتال. وبحسب ما أورده موقع صحيفة «الثورة» الحكومية، قامت الجماعة أخيراً بتحويل أحد المراكز الصحية في مديرية شعوب، إلى مقر لاجتماعات عناصرها في المديرية وسط العاصمة صنعاء، وفرض حراسة مشددة عليه، وحرمان السكان من الاستفادة من خدماته. وتقول مصادر صحية في مناطق سيطرة الجماعة إن الميليشيات الحوثية تقوم بالاستيلاء على أغلب المساعدات الطبية الإنسانية لمصلحة جرحاها، وبيع البعض في السوق السوداء. وأعلن وزير الجماعة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، طه المتوكل، وهو أحد أكثر معممي الجماعة تطرفاً، في تصريحات رسمية، أمس، أن جماعته تعطي الأولية لطب الطوارئ في هذه المرحلة، في إشارة إلى منح الأولوية لديها للجرحى القادمين من جبهات القتال.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.