تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارة قام بها إلى تجمع «غوش عتصيون» الاستيطاني جنوب الضفة الغربية، بعدم إخلاء مستوطنات في الضفة، تزامناً مع إطلاق رئيس الأركان الإسرائيلي السابق يني غانتس، الذي يعد المنافس الجدي الوحيد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حملته الانتخابية رسمياً، أمس (الثلاثاء).
وقال نتنياهو أمام حشد من المستوطنين إنه يلتزم بعدم إخلاء أي مستوطنة سواء ضمن اتفاقية سلام مستقبلية، أو في أي سياق آخر.
وكان نتنياهو قد زار بيتا لمستوطنين تم إخلاؤهم من منزلهم في بؤرة «نتيف هافوت» في «غوش عتصيون» قرب الخليل، قبل نحو عام، ضمن حملة أُزيل خلالها 15 بيتاً، تنفيذاً لقرار قضائي، وقال لهم «بقدر ما يتعلق الأمر بي، لن يُقتلع أحد من بيته. هناك تفكير بأن الطريق إلى تحقيق السلام مع العرب هي اقتلاعنا من دولتنا – هذه هي أضمن طريقة لتحقيق عكس السلام».
وأضاف نتنياهو: «حدث لدينا خطأ، نحن دولة قانون، ونحن جميعاً نخضع لقرارات المحكمة العليا. نحن نحب ذلك، والبعض الآخر لا يحبه. لا أستطيع أن أضمن شيئاً أمام المحكمة العليا، ولكن يمكنني أن أضمن شيئاً أعمق. لم نرجع بعد رحلة آلاف السنين لكي يتم اقتلاعنا من هنا. ليس من هنا ولا من أي مكان آخر. لن يتم اقتلاع أي شخص. سنزرع ونضيف. هذه هي المهمة التي توجهني وتوجهكم. يمكنكم أن تتأكدوا من دعمي وقيادتي حتى يعيش شعب إسرائيل بأمان في أرضه».
وجاءت جولة نتنياهو في إطار دعاية انتخابية، مطالباً بدعم المستوطنين. وقال نتنياهو لقادة مستوطنين وجمهور كبير إنه بفضلهم وبفضل الحركة التي يمثلونها يتمكن الصمود أمام التحقيقات الجنائية ضده.
وأضاف: «الناس يسألونني دائماً، كيف يمكنك الصمود أمام جميع التحقيقات والهجمات ضد عائلتك؟ أنا أصمد أمام كل هذا بفضل هذا المكان».
ورد رئيس مجلس «يشاع» الاستيطاني حنانئيل دوراني، مبدياً دعمه لنتنياهو ومقللاً من أهمية التحقيقات ضده: «لقد حذرونا بأنك تدمّر علاقاتنا مع الولايات المتحدة، ولكن اتضح أن الحقيقة مختلفة جداً»، وأضاف: «كل ما يمكن لليسار فعله الآن هو صبغ منافسيه السياسيين بألوان الفساد الداكنة».
وطالب دوراني نتنياهو بتوسيع البناء خارج الخط الأخضر، وشرعنة المنازل المبنية بشكل غير قانوني هناك، وضم الضفة الغربية. وقال نتنياهو إنه ما دام الأمر بيده فلن يتم إخلاء مستوطنات أو بيوت. وزاد: «من ناحيتي، لن يتم اقتلاع بلدات أو وقف البناء في البلدات، بل العكس تماماً. أرض إسرائيل لنا وسوف تبقى لنا. سوف يتم إعادة بناء ما سقط. إنه لنا. نحن نبني هنا، وأنتم تعيشون هنا».
من جهة اخرى أطلق رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس، الذي يعد المنافس الجدي الوحيد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حملته الانتخابية رسمياً، أمس (الثلاثاء).
وسيلقي غانتس خطاباً في تل أبيب لـ«مناقشة جميع المسائل المطروحة» والرد على انتقادات خصومه السياسيين، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الجنرال المتقاعد. ويتوقع أن يحتل حزبه «مناعة إسرائيل» المرتبة الثانية في الكنيست في انتخابات 9 أبريل (نيسان)، وفق ما أظهرته عدة استطلاعات للرأي نشرت منذ تأسيس الحزب في ديسمبر (كانون الأول).
ويحظى رئيس هيئة أركان الجيش السابق، الذي يُعد وسطياً، باحترام واسع حيث لم يكشف بعد جميع أوراقه ولم يُدلِ بتصريحات كثيرة. وفي تصريح نادر من نوعه، تعهد بتعديل «قانون القومية» المثير للجدل الذي يعرِف إسرائيل على أنها «الدولة القومية للشعب اليهودي»، ليستوعب أبناء الأقلية الدرزية، وهو ما دفع نتنياهو لوصفه بأنه «يساري».
وإلى جانب نشره وعوداً عبر وسائل التواصل الاجتماعي «بشيء مختلف من أجل إسرائيل»، وأغنية تتعهد بـ«لا يمين ولا يسار بعد الآن»، ركّز غانتس على تاريخه العسكري. وتباهى في تسجيلات مصورة بعدد المسلحين الفلسطينيين الذين قتلوا، والأهداف التي تم تدميرها تحت قيادته في حرب العام 2014 التي خاضتها إسرائيل ضد حركة حماس التي تدير قطاع غزة. وفي أحد التسجيلات، شدّد غانتس على ضرورة السعي لتحقيق السلام العربي الإسرائيلي.
ورجّحت استطلاعات الرأي فوز نتنياهو في الانتخابات المقبلة، إلا أن رئيس الوزراء يواجه اتهامات محتملة بالفساد، وقد تحدث مفاجآت خلال الحملة.
رئيس الأركان الإسرائيلي السابق يطلق حملته الانتخابية
نتنياهو مستقطباً أصوات المستوطنين: لن يتم اقتلاعنا من هنا
رئيس الأركان الإسرائيلي السابق يطلق حملته الانتخابية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة