الأسهم السعودية تواصل مسلسل الارتفاعات للجلسة العاشرة على التوالي

حققت ألف نقطة من المكاسب وسط بوادر لعمليات «جني أرباح»

مؤشر الأسهم السعودية مع إغلاق يوم أمس حقق نحو عشرة في المائة من المكاسب خلال عشرة أيام من التداولات («الشرق الأوسط»)
مؤشر الأسهم السعودية مع إغلاق يوم أمس حقق نحو عشرة في المائة من المكاسب خلال عشرة أيام من التداولات («الشرق الأوسط»)
TT

الأسهم السعودية تواصل مسلسل الارتفاعات للجلسة العاشرة على التوالي

مؤشر الأسهم السعودية مع إغلاق يوم أمس حقق نحو عشرة في المائة من المكاسب خلال عشرة أيام من التداولات («الشرق الأوسط»)
مؤشر الأسهم السعودية مع إغلاق يوم أمس حقق نحو عشرة في المائة من المكاسب خلال عشرة أيام من التداولات («الشرق الأوسط»)

واصلت سوق الأسهم السعودية للجلسة العاشرة على التوالي مسلسل الارتفاعات الذي كانت بدأته عقب صدور قرار مجلس الوزراء في البلاد فتح المجال أمام المؤسسات المالية الأجنبية للشراء والبيع في السوق المحلية، وهو القرار الذي قاد مؤشر السوق للارتفاع بحدود ألف نقطة خلال عشر جلسات تداول.
ووفقا لهذه الارتفاعات، فإن مؤشر سوق الأسهم السعودية مع إغلاق يوم أمس حقق نحو عشرة في المائة من المكاسب خلال عشرة أيام من التداولات، وهي أعلى مكاسب يجري تحقيقها في أيام معدودة منذ عام 2008 وسط ظهور بوادر عمليات جني أرباح بدأت تلوح في الأفق.
ولامس مؤشر سوق الأسهم السعودية يوم أمس حاجز 10.614 نقطة صعودا، قبل أن يغلق عند مستويات 10.579 نقطة، وسط ارتفاعات بلغت نسبتها نحو 0.25 في المائة، فيما بلغ حجم السيولة المتداولة يوم أمس نحو 8.8 مليار ريال (2.3 مليار دولار)، في وقت ارتفعت فيه أسعار أسهم 70 شركة مدرجة مقابل تراجع أسعار أسهم 60 شركة أخرى.
وفي الإطار ذاته، جاءت أسهم شركات «الخضري»، و«الحمادي»، و«الفخارية»، و«العالمية»، و«العبد اللطيف»، و«وفرة»؛ الأكثر ارتفاعا، فيما جاءت أسهم شركات «الاتحاد التجاري»، و«أسلاك»، و«الصحراء للبتروكيماويات»، و«إسمنت ينبع»؛ الأكثر انخفاضا خلال تعاملات السوق يوم أمس.
ويبدو أن تعاملات سوق الأسهم السعودية بدأ يشوبها كثير من الحذر وفقا لمجريات السوق يوم أمس، الأمر الذي وصفه محللون ماليون بالأمر «الطبيعي» بسبب تحقيق السوق المالية السعودية خلال الأيام الماضية من التداولات مكاسب كبرى قادت المؤشر العام لتحقيق أعلى مستوياته منذ عام 2008.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور غانم السليم، المحلل المالي، لـ«الشرق الأوسط»، يوم أمس؛ أن سوق الأسهم السعودية أمامها فرصة جيدة لمواصلة الصعود خلال المرحلة المقبلة التي تسبق الدخول الفعلي للمؤسسات المالية الأجنبية، إلا أنه استدرك قائلا: «مقابل ذلك هناك أهمية لحدوث عمليات جني أرباح طبيعية قد تعزز من فرصة دخول سيولة نقدية تنتظر الفرص المناسبة». وأوضح السليم أن المكاسب الكبيرة التي حققها مؤشر «الداو جونز» الأميركي في إغلاقه يوم الجمعة الماضي (185 نقطة من الارتفاعات)، لم تشهد تفاعلا ملحوظا من سوق الأسهم السعودية مع افتتاح تعاملاتها الأسبوعية يوم أمس الأحد، مبينا أن السوق المالية السعودية حققت مكاسب كبيرة خلال الفترة الماضية، وهو الأمر الذي يقلل من فرصة مواصلة الصعود، وينبئ بحدوث عمليات جني أرباح طبيعية.
من جهة أخرى، أكد فهد المشاري، المحلل المالي والفني، لـ«الشرق الأوسط»، يوم أمس، أن تحقيق تعاملات سوق الأسهم السعودية لنحو ألف نقطة من الارتفاعات خلال عشر جلسات تداول فقط، يعد الأكبر من نوعه في ظل محدودية الزمن الذي جرى فيه تحقيق هذه المكاسب، مؤكدا أن المحفز الأكبر لهذه الارتفاعات هو قرار السماح للمؤسسات المالية الأجنبية بالشراء والبيع في السوق المحلية.
وتأتي هذه التطورات في وقت باتت فيه الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية خلال المرحلة الحالية تحت مجهر المؤسسات المالية الأجنبية بشكل كبير.
يأتي ذلك في الوقت الذي تنتظر فيه هذه المؤسسات السماح لها بالبيع والشراء في سوق الأسهم المحلية خلال النصف الأول من العام المقبل، بحثا منها عن الأسهم ذات العوائد المجزية، من خلال الاستعانة بشركات إدارة الثروات وبيوت الخبرة المالية.
وكشف مسؤول رفيع المستوى في إحدى شركات إدارة الثروات العاملة في السوق السعودية لـ«الشرق الأوسط»، قبل نحو أسبوعين، عن أن بعض المؤسسات المالية الأجنبية أجرت اتصالات عدة بالشركة التي يعمل فيها للاستفسار عن واقع السوق المالية السعودية وأسهمها المدرجة، في خطوة من شأنها البحث عن أسهم شركات تستحق الشراء والاستثمار، وفقا للتوزيعات المالية النقدية المجزية والمكررات الربحية المغرية.
ومن المتوقع أن تكون الشركات التي توزع ما نسبته خمسة إلى سبعة في المائة أرباحا سنوية، تحت مجهر المؤسسات المالية الأجنبية، في الوقت الذي يبلغ فيه المكرر الربحي المغري الذي من المتوقع أن تبحث عنه المؤسسات المالية الأجنبية عند مستويات 13 إلى 17 مكرر، وهي مكررات موجودة في عدة شركات مدرجة في سوق الأسهم السعودية.
وتعد أسهم الشركات ذات العوائد المالية المجزية محل اهتمام المؤسسات المالية في كل أسواق العالم، ويأتي قرار السماح للمؤسسات المالية الأجنبية بشراء وبيع الأسهم في السوق السعودية عاملا مهما في تحويل أنظار كثير من المستثمرين الأوروبيين والشرق آسيويين والأميركيين إلى السوق السعودية خلال الفترة المقبلة.



«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
TT

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)

مع انطلاق «المسار البرتقالي»، اليوم (الأحد)، اكتمل تشغيل مسارات «قطار الرياض»، المشروع الأضخم من نوعه في العالم، وفق ما أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الخطة التوسعية للمشروع الذي تم تدشينه في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

يربط «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» شرق الرياض بغربها، حيث يمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني في منطقة خشم العان شرقاً، وذلك بطول إجمالي يبلغ 41 كيلومتراً. ويشمل المسار 5 محطات رئيسية هي: «طريق جدة»، و«طويق»، و«الدوح»، و«طريق هارون الرشيد»، و«النسيم» التي تعد محطة تحويل تربط بين المسار البرتقالي والمسار البنفسجي.

ويتميز هذا المسار بوجود أكبر عدد من مواقف السيارات مقارنة ببقية المسارات، حيث يصل إلى 3600 موقف، ما يعزز من سهولة الوصول إلى المحطات من قِبَل مستخدمي القطار. وفي خطوة موازية، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، وهي محطات «المروج»، و«بنك البلاد»، و«مكتبة الملك فهد».

ويُعد «قطار الرياض» أضخم مشروعات النقل العام، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة. ويشمل شبكة متكاملة من 6 مسارات تمتد على طول 176 كيلومتراً، وتضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية. ويتميز بكونه أطول شبكة قطار من دون سائق في العالم. ويحظى القطار بقدرة استيعابية تصل إلى 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين مختلف أجزاء العاصمة، ويسهم في تسهيل حركة التنقل للساكنين والزوار. وتستهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض من خلال هذا المشروع تحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

جانب من إحدى محطات «المسار البرتقالي» (واس)

الجدير ذكره أن تكلفة التنقل عبر «قطار الرياض» هي الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، حيث يشكل تكاليف التنقل نحو 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي في السعودية، الذي يعادل 195 دولاراً (733 ريالاً).

وتبدأ ساعات تشغيل «قطار الرياض» من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، ويمكن للمستخدمين تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر عبر تطبيق «درب»، أو من خلال مكاتب بيع التذاكر أو أجهزة الخدمة الذاتية في المحطات. كما يوفر القطار وسائل دفع رقمية متعددة عبر البطاقات المصرفية والائتمانية، وكذلك الهواتف الذكية.

تعد شبكة «قطار الرياض» جزءاً أساسياً من خطة المملكة لتطوير قطاع النقل العام في إطار «رؤية 2030». ومن خلال هذا المشروع، تسعى البلاد إلى تخفيف الازدحام المروري، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير وسائل نقل آمنة.