هل عبارات الانتقاد أو الإشادة باللاعبين السود تدعم فكرة العنصرية؟

اللغة المستخدمة مع بوغبا وستيرلينغ تؤكد الحاجة لتغيير المفاهيم في تغطية أخبار اللاعبين من الأقليات العرقية المختلفة

عبارات الإشادة ببوغبا لم تنظر لمهاراته بل لقوته الجسمانية (رويترز)
عبارات الإشادة ببوغبا لم تنظر لمهاراته بل لقوته الجسمانية (رويترز)
TT

هل عبارات الانتقاد أو الإشادة باللاعبين السود تدعم فكرة العنصرية؟

عبارات الإشادة ببوغبا لم تنظر لمهاراته بل لقوته الجسمانية (رويترز)
عبارات الإشادة ببوغبا لم تنظر لمهاراته بل لقوته الجسمانية (رويترز)

لقد مر أكثر من ستة أسابيع منذ إثارة نجم المنتخب الإنجليزي ونادي مانشستر سيتي رحيم سترلينغ لحالة من الجدل الشديد فيما يتعلق بمكافحة العنصرية. في صباح يوم أحد هادئ، جذب سترلينغ انتباه الناس من خلال منشور له على موقع «إنستغرام». وفجأة، وبشكل غير متوقع، بدأ الجميع يتحدث عن العنصرية.
وعلى وجه التحديد، كنا نتحدث في ذلك الوقت عن طريقة تناول وسائل الإعلام لقضية العنصرية. وقد أشار سترلينغ إلى الطريقة التي تتناول بها قطاعات معينة من وسائل الإعلام لقضايا العنصرية، مدعيا أنها ساعدت في «إثارة العنصرية».
وقدم سترلينغ نموذجا من صحيفة «ديلي ميل» وقال إن الصحيفة غطت خبرا يتناول معلومة متشابهة للاعبين أحدهما أبيض والآخر أسود بطريقتين متباينتين تماما. فقد اكتفت الصحيفة في خبر عن اللاعب فيل فودين بالإشارة إلى أنه اشترى منزلا لوالدته بأكثر من 2.2 مليون يورو، في حين عنونت خبرا مشابها للاعب توسين أدارابيويو صاحب البشرة السوداء بالإشارة إلى أنه أنفق الملايين لشراء منزل فخم رغم أنه لم يلعب أي مباراة أساسيا ويحصل على 25 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا! واعتبر سترلينغ أن طريقة تعامل الصحف مع أخبار اللاعبين السود تغذي العنصرية والتصرفات العدوانية في عالم كرة القدم.
وبعد ذلك، كان هناك اعتراف بأن الأمور يجب أن تتغير. وبالفعل، بدأ البعض يكتب مقالات تطالب بالتغيير، وقيل لنا إن ما حدث مع سترلينغ سيكون بمثابة نقطة تحول كبيرة فيما يتعلق بمكافحة العنصرية. لكن سرعان ما عاد الجميع إلى ما كانوا يفعلونه في السابق.
وانتقل الحديث ليتطرق إلى أشياء أخرى من قبيل تجسس مدير فني على تدريبات فريق منافس، وعن اللاعب الذي يفكر توتنهام هوتسبير في التعاقد معه لتعويض غياب هاري كين عن الملاعب بسبب الإصابة. ويجب الاعتراف أيضا بأن صحيفة الغارديان مقصرة في هذا الأمر شأنها في ذلك شأن وسائل الإعلام الأخرى. لكن هذا لا يعني أن العديد من الصحافيين الذين قدموا الدعم لسترلينغ توقفوا عن الاهتمام بهذه القضية، أو أنهم لا يدركون حقيقة أن التغيير يتطلب بعض الوقت.
وفي هذا الصدد، من المشجع أن يعرف الجميع أن هناك مجموعة كبيرة من الشخصيات الإعلامية التي تعمل ببطء ولكن بثبات كبير من خلف الكواليس في الوقت الحالي لتحسين طريقة تناول الأخبار الخاصة بأصحاب البشرة السمراء والآسيويين والأقليات العرقية في جميع الرياضات المختلفة.
ومن الصعب الآن معرفة ما إذا كانت هذه المحاولات ستؤتي ثمارها أم لا، لكن الشيء المؤكد هو أن هناك تصميما كبيرا على تغيير البيئة التي يُسمح فيها باستخدام عبارات عنصرية في الصحف، بالشكل الذي يسبب الشعور بالأذى والانزعاج. سيقول البعض إنه يتعين على المسؤولين أن يعرفوا ذلك بشكل أفضل، وهذا صحيح، لكن المطلوب هو موقف استباقي ومدروس في جميع المجالات.
ولا ينطبق هذا فقط على الأشياء التي تجعل لاعب دولي يبلغ من العمر 24 عاما يشعر بأنه يتعين عليه أن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة سياسية للدفاع عن نفسه، لكنه يتعلق أيضا بالأشياء الصغيرة التي قد تكون خفية وغير مقصودة إلى حد كبير، لكنها تسبب أيضا في الشعور بالأذى، وهو الأمر الذي يقودنا للحديث عن نجم المنتخب الفرنسي ونادي مانشستر يونايتد بول بوغبا.
ربما يلاحظ الجميع أن مستوى بوغبا قد تطور بشكل كبير للغاية خلال الفترة الأخيرة مع مانشستر يونايتد، حيث سجل هدفه الخامس في خمس مباريات خلال المباراة التي انتهت بالفوز على برايتون بهدفين مقابل هدف وحيد. وقد تزامن هذا التحسن الكبير في مستوى النجم الفرنسي مع رحيل المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو عن النادي، ولم يكن هذا الأمر مفاجئا للمتابعين، نظرا للخلافات الكبيرة التي كانت موجودة بين مورينيو وبوغبا. لقد تحسنت الحالة المزاجية لبوغبا، وهو ما انعكس على أدائه داخل المستطيل الأخضر. وفي المقابل، دأبت الصحف ووسائل الإعلام على مناقشة هذا الأمر وتحليله، ما أدى إلى استخدام كلمات وصفات معينة لوصف ما حدث.
ولنضرب مثلا بالعمود الذي كتبه جيمي ريدناب في صحيفة «ديلي ميل» بعد فوز مانشستر يونايتد على بورنموث بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث تحدث ريدناب عن «سرعة» و«قوة» بوغبا وكيف أن لاعب خط الوسط «يعرف أنه أكبر وأقوى منك» فيما يتعلق بالهدف الثاني له في تلك المباراة، والذي جاء برأسية في الدقيقة 33 من عمر اللقاء.
وتم استخدام كلمات مشابهة من محللين آخرين، بما في ذلك غرايم سونيس خلال تحليله للمباراة التي فاز فيها مانشستر يونايتد على توتنهام هوتسبير بهدف دون رد، حيث أسهب سونيس في الحديث عن «السرعة والقوة البدنية والعضلية» للاعب، وخاصة في الهجمة التي صنع منها بوغبا الهدف الذي أحرزه ماركوس راشفورد. من المؤكد أن الكُتاب قد استخدموا هذه الكلمات والصفات بنية جيدة - ومن الجدير بالذكر أيضا أن ريدناب وسونيس قد أشادا بالمهارات والقدرات الفنية الأخرى للاعب - لكن الجانب الأكبر من التحليل كان يدور حول الصفات التي يتمتع بها الرياضيون أصحاب البشرة السمراء، أي الصفات البدنية وليس الصفات الذهنية أو المهارات.
ويوضح هذا الأمر لماذا يُشار إلى بعض اللاعبين من أصحاب البشرة السمراء – مثل باتريك فييرا ويايا توريه وموسى ديمبيلي - بـ«الوحوش»، ولماذا، وعلى مستوى أوسع، لا يوجد سوى عدد قليل من المديرين الفنيين السود. ورغم أن هذه الكلمات والصفات تُستخدم بحسن نية، فإنها تعكس نوعا من «التحيز اللاشعوري» الموجود لدينا جميعا. لكن هذا لا يعني أنه لا ينبغي معالجة هذا الأمر. وهذا هو الذي جعل البعض يطلق حملة لمقاومة هذا الأمر عن طريق ارتداء قمصان عليها اختصار لعبارة «السرعة والقوة»، وهي العبارة التي ملوا سماعها ومل منها كثير من أصحاب البشرة السمراء أيضا.
ويقول إف ميدولسون، وهو مساهم في هذه الحملة التي يطلق عليها اسم «تاتشلين فراكاس»: «الكثير من هذا الأمر يعود إلى طريقة تفكير المدرسة القديمة، التي ترى أن اللاعبين السود ليسوا قادرين على الإبداع في مراكز مهمة. ويتكرر هذا في كثير من الأحيان لدرجة أنه أصبح اعتقاداً شائعاً. ويعد بوغبا مثالا جليا في الوقت الحالي للشخص الذي تأثر بهذا الأمر. إنه أحد أمهر اللاعبين في العالم، وهو ممر رائع للكرات، لكن الكثير من النقاش حوله يركز على قوته البدنية وسرعته».
يتطلب تغيير اللغة تغييراً آخر في الثقافة، وهو ما يعني أن المحللين يتعين عليهم أن يفكروا أكثر فيما يقولونه ويكتبونه. وعلى المدى الطويل، فإن المزيد من التنوع سيساهم في حل هذه المشكلة، بمعنى أنه كلما زاد عدد المحررين والكتاب والمنتجين ومقدمي البرامج من أصحاب البشرة السمراء والآسيويين والأقليات العرقية المختلفة كانت هناك تغطية أفضل للأخبار المتعلقة بهم. وهذا مطلوب أيضاً في صناعة الإعلام التي ظلت لفترة طويلة تعتمد على أصحاب البشرة البيضاء وتحتاج الآن إلى أداء دور أفضل في التعبير عن المجتمع الذي تمثله.
ويتعين على أي شخص يشك في وجود أمر غير مرغوب فيه فيما يتعلق بكيفية تغطية الأخبار المتعلقة ببوغبا أن ينظر إلى الحقيقة المتمثلة في أن اللاعب الفرنسي يصل طوله إلى 1.91 متر ووزنه إلى 84 كيلوغراما، كما أن النجم البرتغالي أندريه غوميز يصل طوله إلى 1.88 متر ووزنه إلى 84 كيلوغراما أيضا، لكن تغطية الأخبار المتعلقة بغوميز تركز على الدور الكبير الذي يقوم به مع إيفرتون وعلى مهاراته الكبيرة وفنياته الاستثنائية، وليس على قوته البدنية والجسدية، كما هو الحال مع بوغبا، رغم أن اللاعبين يتمتعان بنفس الطول والوزن تقريبا.
ويقول جون بارنز، الذي يمكن وصفه بأنه صوت مختلف دائما فيما يتعلق بتحليله للأمور المتعلقة بكرة القدم والعنصرية: «يتعين علينا أن نتحدث بكل صراحة عن تصوراتنا للأشخاص ولا نخاف من حقيقة أن لدينا وجهات نظر مختلفة للناس استناداً إلى مظهرهم».
وينطبق هذا بشكل خاص على وسائل الإعلام، بالنظر إلى التأثير الهائل الذي تحدثه على الخطاب العام. وبالتالي، يجب أن يكون هناك المزيد من التفكير والإنصاف والتنوع. وإذا لم يحدث ذلك، فإن تصريحات سترلينغ لن تكون لها أي فائدة.



شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».