قتلى وجرحى بقصف حوثي على مخيم نازحين في حجة

مركز الملك سلمان يدعو إلى «حزم دولي» ضد {الجريمة البشعة}

صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أمس لطفل يتألم من إصابته بقذائف حوثية على مخيم نازحين في حجة
صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أمس لطفل يتألم من إصابته بقذائف حوثية على مخيم نازحين في حجة
TT

قتلى وجرحى بقصف حوثي على مخيم نازحين في حجة

صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أمس لطفل يتألم من إصابته بقذائف حوثية على مخيم نازحين في حجة
صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أمس لطفل يتألم من إصابته بقذائف حوثية على مخيم نازحين في حجة

لم تتوقف آلة الموت الحوثية عن ارتكاب جرائم تحصد أرواح المدنيين في مختلف المناطق اليمنية، عبر القذائف والصواريخ والألغام التي تستهدف القرى ومخيمات النزوح.
وأقدمت الجماعة الحوثية، أمس، على استهداف مخيم للنازحين من قريتي «بني الحداد وشليلة»، شمال محافظة حجة الحدودية، مما أدى إلى مقتل 8 مدنيين، وجرح 27 على الأقل، بينهم أطفال ونساء، بحسب مصادر طبية وشهود.
كانت القوات اليمنية، والتحالف الداعم لها، بإسناد من مركز الملك سلمان للإغاثة، قد أنشأت مخيماً لسكان القريتين بعد نزوحهم خوفاً من قذائف الحوثيين في منطقة صحراوية تابعة لمديرية حرض، شمال محافظة حجة، في وقت سابق.
وأكدت مصادر رسمية وشهود أن الجماعة الحوثية شنت قصفاً عنيفاً بصواريخ «كاتيوشا» على المخيم فجر أمس، مما أدى إلى مقتل 8، وإصابة 27، معظمهم من الأطفال والنساء.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مصدرين طبي وإغاثي تأكيدهما أن فرقاً طبية أرسلت لموقع الحادثة لإنقاذ الضحايا، حيث تم إحصاء 8 قتلى، وأكثر من 27 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، وأنه قدمت لهم الإسعافات الأولية قبل نقلهم إلى مستشفى الطوال بالمملكة العربية السعودية، مع وجود 7 مصابين منهم بحالة حرجة.
وأدى القصف الحوثي - بحسب المصادر - إلى إحداث حالة رعب بين سكان المخيم الذي يضم أكثر من 50 أسرة، مما جعلهم يغادرون هرباً إلى الصحراء خشية استمرار القذائف الحوثية في السقوط على المخيم.
وفي أول رد إنساني، أدان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الانتهاكات الصارخة المتكررة التي تقوم بها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانياً، والتي استهدفت مخيم نازحي قرية شليلة في مديرية حرض بمحافظة حجة.
وأكد المركز، في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أنه يواصل متابعة تطورات هذا الحدث مع السلطة المحلية اليمنية، مندداً «بالجريمة البشعة ضد الإنسانية» التي قال إنها «لم تراعِ مبادئ حقوق الإنسان، ولا القانون الإنساني الدولي».
وأهاب المركز بالأمم المتحدة ومنظماتها والمجتمع الدولي الوقوف بحزم أمام هذه الجريمة الإنسانية التي أقدمت عليها الميليشيات الحوثية، وانتهكت خلالها كل المبادئ الدولية وحقوق الإنسان، ومنع تكرار هذه الأفعال غير المسؤولة في الاعتداء على الآمنين من الأطفال والنساء وكبار السن، وترويعهم في مخيمات النزوح.
ودعا مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في بيانه، الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها الإنسانية والاجتماعية ضد هذه الجرائم الحوثية التي عاثت في اليمن وأهله فساداً.
ومن ناحيته، أدان وزير الإعلام معمر الإرياني، اليوم، قصف ‎الميليشيا الحوثية الإيرانية مخيم النازحين بقرية شليلة، بمديرية ‎حرض محافظة حجة، مشيراً إلى أن هذه الجريمة تأتي ضمن مسلسل جرائم الميليشيا التي ترتكبها بحق المدنيين منذ انقلابها على الدولة، وتؤكد استمرارها في التصعيد.
ودعا وزير الإعلام، في تغريدة على صفحته في «تويتر»، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوث الخاص لليمن وجميع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان لسرعة إدانة هذه الجريمة، ورفع الضغوط عن الحكومة الشرعية لاستكمال معركة استعادة الدولة، وتوفير الحماية لليمنيين الذين يتعرضون لأعمال قتل يومية من قبل الميليشيا الحوثية.
وذهب وزير الإعلام إلى أن مجزرة مخيم قرية شليلة تؤكد من جديد النزعات الانتقامية لـلميليشيا الحوثية الإيرانية تجاه المواطنين الذين رفضوا الإذعان لسلطتها الكهنوتية، وتعطش هذه الميليشيا التي لا تتقن سوى القتل للدماء والأشلاء، مشدداً على أن هذه الجرائم الحوثية لن تسقط بالتقادم، وسيقدم المسؤولين عنها للمحاكمة العادلة باعتبارها جرائم حرب.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».