الأمم المتحدة: قذيفة «هاون» وراء حريق «المطاحن» في الحديدة

مسؤول يمني يعتبر الصمت الدولي تشجيعاً للميليشيات على مزيد من الانتهاكات

TT

الأمم المتحدة: قذيفة «هاون» وراء حريق «المطاحن» في الحديدة

بعد يوم واحد من اتهام الحكومة اليمنية الشرعية، الميليشيات الحوثية بقصف مدفعي أدى لاحتراق مخازن تابعة للأمم المتحدة في «مطاحن البحر الأحمر» بمدينة الحديدة، رجح تقرير للأمم المتحدة، أمس الجمعة، أن الحريق الذي اندلع نجم عن إطلاق قذيفة هاون.
ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية، فإن التقرير الذي نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، كشف أن الحريق الذي نشب دمر صومعتين، فيما لم يتمكن من التأكد من الملابسات، كما لم يكشف التقرير عن الجهة التي أطلقت القذيفة.
وقال ماجد فضايل وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الجريمة التي حدثت ليست بجديدة أو مستغربة من ميليشيا إرهابية عنصرية مدعومة من إيران ترتكب يومياً انتهاكات بحق المدنيين، وعلق قائلا إن الجريمة «جاءت كنوع من العقاب الجماعي للمواطنين غير المؤيدين لوجودهم ولتفاقم الأزمة الإنسانية لاستغلالها سياسيا»، مضيفا أن «الصمت الدولي سواء من المنظمات الدولية أو منظمات الأمم المتحدة يعتبر مشاركة ودعما مباشرا أو غير مباشر للميليشيات، كما يعتبر تشجيعا لهم لارتكاب المزيد من الانتهاكات».
وقالت ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، إن خسارة ذلك القمح تأتي في وقت صعب للغاية، يعاني فيه أكثر من 20 مليون يمني، أي ما يقرب من 70 في المائة من إجمالي عدد السكان، من الجوع. وأشارت إلى أن تلك هي المرة الأولى التي يشهد فيها اليمن أوضاعا بهذا الشكل، مشددة على الحاجة الماسة لذلك القمح.
بدوره، أعرب ستيفن أندرسون مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي عن القلق بشأن تدمير بعض مخزون القمح في مطاحن البحر الأحمر. وقال إن «البرنامج يحتاج إلى الوصول إلى المطاحن بوجه عاجل لتقييم مستوى الدمار، ولبدء نقل ما تبقى من مخزون القمح إلى المناطق التي تشتد فيها الاحتياجات».
وعلى صعيد متصل بالجرائم الحوثية ضد المدنيين في محافظة الحديدة، أفادت مصادر عسكرية رسمية بمقتل اثنين وإصابة ثلاثة آخرين جراء قصف للميليشيات بقذائف الهاون على منازل السكان في قرية «السبعة العليا» جنوب مدينة حيس بمحافظة الحديدة.
ونقل المركز الإعلامي لقوات العمالقة عن مصادر محلية قولها إن ميليشيات الحوثي قصفت منزل المواطن وحيد سلمان حساني بقذائف الهاون بالقذائف مساء الجمعة، ما أدى إلى استشهاد الأم سعدة علي طالب شويكي، على الفور، وإصابة اثنين من أطفالها وهم عبد الرحمن وحيد سلمان البالغ من العمر 6 سنوات، وسلمان وحيد سلمان البالغ من العمر 8 سنوات، بجروح وصفت بالخطيرة.
وذكرت المصادر أن الميليشيات استهدفت المنزل مجدداً بعد لحظات من الاستهداف الأول، وذلك في وقت هرع فيه المواطنون إلى المنزل لإنقاذ الجرحى، حيث سقطت قذيفة هاون وسط المسعفين، ما أدى إلى إصابة عدد من الشباب بشظايا وجروح خطيرة، بينهم الشاب حزام علي ناجي حزام (30 سنة) الذي أُصيب بشظايا في بطنه وتوفي عند وصوله إلى مستشفى الخوخة، وكذا إصابة الشاب حسام إبراهيم كعيل (25 سنة) بعدة كسور في جسمه.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.