تأجيل النظر في قضية 19 متهماً تونسياً في الهجوم على متحف باردو

قُتل خلاله 22 سائحاً أجنبياً عام 2015

TT

تأجيل النظر في قضية 19 متهماً تونسياً في الهجوم على متحف باردو

أجّلت المحكمة الابتدائية في العاصمة التونسية المختصة بالنظر في القضايا الإرهابية، جلسة محاكمة 19 متهماً في الهجوم الإرهابي على متحف باردو إلى الأول من شهر فبراير (شباط) المقبل.
وشرعت المحكمة ذاتها يوم 25 يناير (كانون الثاني) الحالي في محاكمة 19 موقوفاً على ذمة قضية الهجوم الإرهابي على متحف باردو الذي حدث يوم 18 مارس (آذار) 2015 وخلّف مقتل 22 سائحاً أجنبياً وعون أمن تونسي.
وأكدت مصادر قضائية تونسية انتهاء المحكمة المختصة بقضايا الإرهاب من استنطاق جميع المتهمين في هذه القضية الإرهابية ومن بين المتهمين نذكر شقيقة الإرهابي التونسي جابر الخشناوي الذي نفّذ هذا الهجوم الإرهابي بمعية الإرهابي ياسين العبيدي.
على صعيد متصل، نظرت المحكمة الابتدائية بتونس قضايا إرهابية متهم فيها الإرهابي التونسي فخر الدين البرهومي الذي تمكنت قوات الأمن التونسي من القبض عليه حياً بجبل بيرينو في القصرين (وسط غربي تونس) وذلك في شهر أغسطس (آب) من سنة 2017 من خلال نصب كمين أمني ناجح له.
وكانت قوات الأمن التونسي قد تمكنت خلال نفس الكمين الأمني، من قتل الإرهابي التونسي الخطير عاطف الحناشي الذي صدر في حقه 28 منشور تفتيش أمني.
ووجه القضاء التونسي إلى الإرهابي فخر الدين البرهومي تهمة إسناد «كتيبة عقبة بن نافع» الإرهابية بالدعم اللوجيستي لفترة زمنية قصيرة، ثم الالتحاق بعناصرها المتحصنة في الجبال الغربية التونسية منذ شهر أبريل (نيسان) 2012، والقتال في صفوفهم بعد أن تلقى تدريبات عسكرية على استعمال السلاح وصنع المتفجرات، وصدر بحقه المتهم حكم أوّلي بالسجن لمدة عشر سنوات.
والإرهابي البرهومي البالغ من العمر نحو 25 سنة موقوف أيضاً من أجل المشاركة في عدة قضايا ذات صبغة إرهابية وسيحاكم من أجلها في جلسات قضائية مقبلة، ومن بين تلك الاتهامات قتل عون حرس وعون سجون وسائق سيارة أجرة وكلهم من الجنسية التونسية بمنطقة بلاريجيا في ولاية (محافظة) جندوبة (نحو 180 شمال غربي العاصمة التونسية) وهو متهم كذلك بذبح راعٍ سنة 2015 بجبل سيدي الحراث بالكاف المجاورة، علاوة على استهداف دورية عسكرية بجبل الشعانبي (القصرين) بعبوة ناسفة، وكذلك زرع لغم بجبل سمامة استهدف من خلاله 3 عسكريين وخلّفت العملية 8 جرحى في صفوف العسكريين.
وقد بيَّنت التحريات الأمنية والقضائية التي أجرتها أجهزة الأمن التونسي أن المتهم محل 20 منشور تفتيش لدى الوحدات الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب والمحاكم التونسية في مجموعة من القضايا الإرهابية الأخرى.
وكانت الوحدات الأمنية التونسية قد تمكنت خلال عملية القبض على الإرهابي فخر الدين البرهومي وقتل الإرهابي عاطف الحناشي، من حجز أربع بنادق كلاشينكوف و7 مخازن سلاح من نفس النوع، إلى جانب قنبلة يدويّة وكمية كبيرة من الذخيرة علاوة على ثلاثة صواعق تقليديّة الصّنع ومجموعة من الهواتف المحمولة.
يذكر أن السلطات التونسية تخوض منذ سنة 2011 مواجهات مسلحة مع عدة تنظيمات إرهابية، وتقدر جهات مختصة عدد العناصر التي ما زالت تحمل السلاح في وجه الدولة بنحو 185 عنصراً إرهابياً وهي من أخطر العناصر الإرهابية ومعظمها تلقى تدريبات على استعمال السلاح وصنع المتفجرات في ليبيا المجاورة.
وتنتمي هذه العناصر الإرهابية إلى تنظيمين أساسيين هما كتيبة «عقبة بن نافع» التابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب» وخلية «جند الخلافة» التي بايعت تنظيم داعش الإرهابي وتبنت العديد من الهجمات الإرهابية من بينها هجوم انتحارية شارع بورقيبة الذي حدث يوم 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وخلّف 20 جريحاً من بينهم 15 عنصراً أمنياً تونسياً.


مقالات ذات صلة

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)
أفريقيا استنفار أمني صومالي في العاصمة مقديشو (متداولة)

مقتل 10 من عناصر حركة «الشباب» بغارة أميركية في الصومال

نفّذت الولايات المتحدة ضربة جوية في جنوب الصومال أسفرت عن مقتل عشرة من عناصر حركة «الشباب»، وفق ما أفاد الجيش الأميركي، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
شؤون إقليمية صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من المعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني عبد الله أوجلان في مسعى لحل المشكلة الكردية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع زيارة رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا جنود ماليون خلال تدريبات عسكرية على مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)

تنظيم «القاعدة» يهاجم مدينة مالية على حدود موريتانيا

يأتي الهجوم في وقت يصعّد تنظيم «القاعدة» من هجماته المسلحة في وسط وشمال مالي، فيما يكثف الجيش المالي من عملياته العسكرية ضد معاقل التنظيم.

الشيخ محمد (نواكشوط)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.