تركيا تصعِّد في شرق المتوسط وترسل سفينة تنقيب جديدة قبالة قبرص

TT

تركيا تصعِّد في شرق المتوسط وترسل سفينة تنقيب جديدة قبالة قبرص

أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده سترسل سفينة جديدة في فبراير (شباط) المقبل للتنقيب عن الموارد الطبيعية قبالة سواحل قبرص، في خطوة تصعيدية جديدة يُحتمل أن تثير مزيداً من التوتر مع اليونان وقبرص. وقال جاويش أوغلو: «منصتنا الثانية ستصل في فبراير. كنا سنرسلها إلى البحر الأسود، لكن الآن سنرسلها إلى منطقة قبرص»... لكنه لم يحدد ما إذا كان سيتم التنقيب عن النفط أم الغاز. وتابع جاويش أوغلو، في تصريحات ليل الجمعة - السبت خلال زيارة للشطر الشمالي من قبرص بأن «سفينة الحفر (فاتح) التابعة لنا توجد حالياً في منطقة (علائية – 1). عملها هناك ينتهي في مارس (آذار) المقبل وسننقلها جنوباً هي الأخرى». وقال جاويش أوغلو: «يجب ضمان حقوق القبارصة الأتراك، فبدلاً عن عمليات المسح والتنقيب أحادية الجانب، يجب التوصل إلى حل مشترك، وتقسيم الثروات، إنْ وُجدت، بشكل عادل». وسبق أن أدّت محاولات استغلال النفط والغاز في شرق البحر المتوسط إلى توترات بين تركيا وجارتها اليونان، وتتنازع تركيا وحكومة قبرص، المعترف بها دولياً، حقوق التنقيب في حقول بحرية في شرق المتوسط يُعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي. وقال جاويش أوغلو إن تركيا ستبدأ التنقيب حول قبرص لأن حكومة قبرص «اليونانية» لم تستمع إلى مقترحاتنا في ما يتعلق بحماية حقوق القبارصة الأتراك في شمال الجزيرة. وأشار إلى أن سفن التنقيب التركية ستنتقل من عمليات المسح إلى التنقيب، بناءً على التصريحات التي منحتها ما تسمى «جمهورية شمال قبرص التركية»، لشركة البترول التركية المساهمة. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أطلقت تركيا أول عملية للتنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط من خلال سفينتها «الفاتح»، محذرةً في الوقت ذاته من أنها سترد على أي تحرش عسكري بالسفينة من جانب اليونان.
وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، إن القوات البحرية ستقوم بما يلزم في حال تعرُّض سفينة «فاتح» للتنقيب لأي تحرش عسكري. وبدأت السفينة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعمال التنقيب في المياه الضحلة في البحر المتوسط قبالة ولاية مرسين (جنوب)، وستنتهي في مارس لتنتقل إلى قبالة السواحل القبرصية، حسبما ذكر جاويش أوغلو.
وطالبت تركيا اليونان بتجنب تصعيد التوتر في المنطقة بعد محاولتها اعتراض سفينة البحث «خير الدين بربروس» التابعة لها في المنطقة، حيث اعترضت قوات البحرية التركية، في أكتوبر الماضي، فرقاطة يونانية تحرشت بالسفينة التركية التي أطلقت أنشطة بحث في منطقة «جوزال يورت» البحرية التابعة لولاية أنطاليا (جنوب تركيا) في البحر المتوسط. وكانت تركيا قد أعلنت أنها لن تسمح لأي جهة بتنفيذ أنشطة تنقيب عن الهيدروكربونات (الغاز والنفط) في المياه الخاضعة لسيادتها شرق حوض البحر المتوسط، دون إذن منها. وأعربت عن قلقها إزاء قرار إدارة قبرص دعوة الشركات الدولية للعمل في المنطقة، من جانب واحد، وتجاهلها حقوق القبارصة الأتراك. وفي مطلع مارس الماضي، كانت سفن حربية تركية قد اعترضت سفينة تنقيب إيطالية تابعة لشركة «إيني» للطاقة، بعدما دخلت بتوكيل من قبرص إلى المنطقة الاقتصادية التركية الخاصة.
ومنذ 1974، تعاني الجزيرة القبرصية من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ويوناني في الجنوب. وفي 2004، رفضَ القبارصة اليونانيون خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة. وتتركز المفاوضات حول 6 بنود أساسية هي: الاقتصاد، والاتحاد الأوروبي، والملكية، وتقاسم الإدارة، والأرض، والأمن والضمانات.
من ناحية أخرى، رحبت تركيا بمصادقة برلمان اليونان، أول من أمس، على اتفاقية تغيير اسم مقدونيا إلى «جمهورية مقدونيا الشمالية». وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكصوي، في بيان، إن أزمة الاسم بين سكوبيه وأثينا، شكّلت لمدة 27 عاماً عقبة أمام مسيرة انضمام مقدونيا الشمالية إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأضاف: «نرحب بمصادقة البرلمان اليوناني بعد نظيره المقدوني على الاتفاق (بين البلدين) الذي يقضي بتغيير الاسم».
وفي 11 يناير (كانون الثاني) الجاري، وافق البرلمان المقدوني على تعديلات دستورية تقضي بتغيير اسم البلاد، بموجب اتفاقية مع اليونان، أُبرمت في يونيو (حزيران) الماضي.
وبعد استقلال مقدونيا عن يوغوسلافيا السابقة عام 1991، رفضت اليونان اعتماد اسم جارتها الجديدة. وقالت اليونان، التي تضم إقليماً يحمل اسم «مقدونيا»، إن اسم جارتها يعني المطالبة بالسيادة على أراضٍ يونانية. وشكّل الخلاف عقبة أساسية أمام بدء مفاوضات سكوبيه للحصول على عضوية كل من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، بسبب رفض أثينا، العضو بالاتحاد والحلف. وفي يونيو الماضي، وقّعت سكوبيه مع أثينا اتفاقاً لتغيير اسم مقدونيا إلى «جمهورية مقدونيا الشمالية»، ما وضع حداً لنزاع استمر لعقود وأثار احتجاجات على جانبي الحدود.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.