نائب رئيس الوزراء التركي لـ («الشرق الأوسط»): العالم العربي يخلط بيننا وبين «الإخوان»

تركيا تنتخب رئيسها الجديد اليوم

نائب رئيس الوزراء التركي  لـ («الشرق الأوسط»): العالم العربي يخلط  بيننا وبين «الإخوان»
TT

نائب رئيس الوزراء التركي لـ («الشرق الأوسط»): العالم العربي يخلط بيننا وبين «الإخوان»

نائب رئيس الوزراء التركي  لـ («الشرق الأوسط»): العالم العربي يخلط  بيننا وبين «الإخوان»

توقع نائب رئيس الحكومة التركية أمر الله إشلر أن يفوز رئيس الحكومة رجب طيب إردوغان في الانتخابات الرئاسية التي تشهدها البلاد اليوم من الدورة الأولى، بنسبة قد تصل إلى 60 في المائة من أصوات الناخبين، عادا أن حصوله على أكثر من 55 في المائة من الأصوات سيخوله المضي في إعداد دستور جديد للبلاد «لأنه سيكون رئيسا قويا جدا»، مشددا على أنه {لا بد أن تنتقل تركيا إلى نظام جديد، إما نصف رئاسي أو رئاسي لكي نمنع ونتخلص من المشكلات بين الشخصيتين الرئاسيتين}. ورأى إشلر أن إردوغان جاء بعد فترة طويلة من الحكومات الائتلافية كشخصية سياسية كبيرة، ودخل في ثمانية انتخابات وفاز بها، وتزيد نسبة أصواته مرة بعد أخرى. وعد أن هذه الأصوات كلها لشخصيته وليس للحزب، مؤكدا أن إردوغان سيحصل على بعض الأصوات من كل الأحزاب السياسية الموجودة في تركيا.
وأكد إشلر أنه ليس لحزب العدالة والتنمية أي علاقة بالأحزاب التي أسستها حركة «الإخوان المسلمين». وقال: «هناك خلط كبير في العالم العربي بأن العدالة والتنمية نوع من الأحزاب التي أسستها حركة الإخوان. وليس هناك أي علاقة بين الحركتين، الحركة الإسلامية السياسية شيء في تركيا، والحركة الإخوانية شيء آخر في العالم العربي». وشدد على أن وقوف تركيا مع «إخوان مصر» هو وقوف مع شرعية انتخابية حصدت من صناديق الاقتراع، وليس لأنهم «إخوان»، مشيرا إلى أنه من المبكر الآن الكلام عن تطبيع للعلاقات مع مصر، من دون أن يستبعد حصول ذلك في وقت لاحق.

> ماذا تتوقعون من نتائج الانتخابات التركية؟
- هذه الانتخابات تاريخية على صعيد السياسة التركية، كونه يجري للمرة الأولى في التاريخ التركي، انتخاب الرئيس من قبل الشعب مباشرة عبر الصناديق. ففي الانتخابات السابقة، كان البرلمان والبرلمانيون هم من ينتخبون رئيس الجمهورية داخل البرلمان. في كل مرة كانت هناك مشكلات كبيرة وصعوبات ومناقشات حادة وتدخلات من شتى القوى. لذلك، واجهت تركيا صعوبات كبيرة في الانتخابات الرئاسية سابقا، وكانت آخر الصعوبات في انتخاب الرئيس عبد لله غل. بعد ذلك قمنا بتعديل دستوري في مادة، وكان هناك استفتاء عليها، إذ أقر الشعب نتيجة الاستفتاء بأن ينتخب رئيس الجمهورية مباشرة. لذلك، نعدها لحظة تاريخية لتركيا والمواطنين الأتراك، وسنكون مساء الأحد قد انتخبنا رئيسنا بطريقة مباشرة من قبل الشعب.
وعلى صعيد النتائج، من المتوقع جدا أن يفوز رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان ومرشح «حزب العدالة والتنمية» في الجولة الأولى بنسبة كبيرة من الأصوات. وأنا أتوقع أن هذه النسبة لن تقل عن 55 في المائة، وقد تصل إلى 60 في المائة أيضا. الآن، جميع استطلاعات الرأي تشير إلى أن إردوغان هو الذي سيفوز يوم الأحد في 10 أغسطس (آب).
> كيف ستنعكس نتائج هذه الانتخابات على النظام السياسي التركي، في ظل الحديث عن إمكانية تغيير النظام؟
- بعد الانتخابات التشريعية عام 2011، كل الأحزاب السياسية وعدت الشعب بصياغة دستور مدني جديد. وبناء على هذا الوعد، نحن، حزب العدالة والتنمية، بادرنا إلى تشكيل صياغة للدستور. ومثلت كل الأحزاب بثلاثة أعضاء في هذه اللجنة، ونحن كحزب كبير قدمنا ثلاثة أعضاء لهذه اللجنة، التي عملت وبذلت جهودها في صياغة الدستور لمدة سنتين. لكن مع الأسف، لم تنجح في صياغة الدستور، لأنه كان من شروط العمل أن تصدر كل مادة بالتوافق. لذلك، اتفقوا فقط على 60 مادة، ولم يستطع الأعضاء أن يصوغوا دستورا مدنيا جديدا، لأن الدستور الحالي الذي أقررناه عام 1982، جرت صياغته من قبل العسكريين، أي في عصر النظام العسكري الانقلابي. لذلك، ومع الأسف، فشلت هذه اللجنة الآن في عملها، ومن ضمن نقاط الخلاف لهذه اللجنة هل سننتقل إلى نظام رئاسي، والشعب هو الذي ينتخب رئيس الجمهورية مباشرة، مما يجعل الرئيس المنتخب من قبل الشعب أقوى ويتمتع بصلاحيات أكبر؟ لذلك قدمنا هذا الاقتراح بتغيير هذا النظام، بهدف الانتقال إلى نظام رئاسي 100 في المائة مثل النظام الأميركي، أو نظام نصف رئاسي مثل النظام الفرنسي وبعض الدول الأخرى. لكن للأسف، تمحورت المناقشات في ذلك الوقت حول شخصية إردوغان، لذلك مع الأسف، فشلت هذه اللجنة ولم تتمكن من صياغة دستور جديد. والآن، بعد إجراء الانتخابات في 10 أغسطس الحالي، سيكون هناك رئيس جمهورية منتخب من الشعب. وإذا حصل على أكثر من 55 في المائة من مجمل الأصوات، سيكون رئيسا قويا جدا.
> في هذه الحالة، كيف سيكون العمل بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الذي سوف يكون منتخبا أيضا ؟
- لو كانا من نفس الحزب سيكون العمل سهلا، أما لو كان رئيس الوزراء من حزب آخر، فسوف يكون هناك بعض التضارب، وستحدث بعض المشكلات. وأنا أتوقع أن يركز السياسيون في الأيام والأشهر المقبلة على نقاش الانتقال إلى نظام رئاسي كامل أو نصف رئاسي، وستكون هناك مناقشات في المستقبل ربما قبل الانتخابات التشريعية التي ستجري العام المقبل 2015. وبعد الانتخابات، لا بد من أن يناقش هذا الأمر بشكل جاد. الآن رئيس الجمهورية سيكون إن شاء الله من حزب العدالة والتنمية مرة جديدة، كذلك رئيس الوزراء أيضا، ولن يكون هناك تضارب، بل على العكس سوف يكون هناك توافق وتفاهم بين الشخصيتين. لكن رغم ذلك، لا بد أن تنتقل تركيا إلى نظام جديد، إما نصف رئاسي أو رئاسي لكي نمنع ونتخلص من المشكلات بين الشخصيتين الرئاسيتين. وبحسب الدستور الآن، الرئيس (رئيس الجمهورية المنتخب) سوف تكون له صلاحيات، لكنه ليس مسؤولا عن أي شيء، المسؤول هو رئيس الوزراء والحكومة.
> بعد انتخاب الرئيس إردوغان، هناك إشكالية جديدة تطرح في الساحة، من سيكون خليفته في هذا الموقع؟
- خلال عشرة أيام سنعرف من سيكون خليفته، ولن تكون هناك مشكلات، لأن إردوغان عندما ينتخب بأغلبية كبيرة، لن تحدث داخل الحزب أي مشكلات. صحيح أنه في السابق كانت هناك بعض النماذج السيئة، مثلا عندما انتخب أوزال رئيسا للجمهورية حدثت مشكلات في حزبه، وحينما انتخب سليمان ديميريل وقعت مشكلات في حزبه أيضا، لكن كانت نسبة أصوات حزبهم قليلة. لكن نسبة أصوات حزب العدالة والتنمية فوق الـ50 في المائة، لذلك لن تكون هناك مشكلات في الحزب.
نحن سنبدأ المناقشات في الأسبوع المقبل، يوم الاثنين، إذ ستجتمع اللجنة المركزية للحزب وتدرس الأمر وستتفق على اسم معين، وسينظم مؤتمر طارئ للحزب وسننتخب رئيسا له أولا، وهذا الرئيس المنتخب سيعين رئيسا، وربما على العكس، إذ يعين إردوغان أولا رئيس الوزراء، وبعد ذلك سيكون مرشح الحزب، وذلك إذا سبق انعقاد المؤتمر تسليم رئاسة الجمهورية. بمعنى أننا ننتخب أولا الرئيس العام للحزب، وبعد تسليم الوظيفة سيكلف نائبا من داخل البرلمان، بتشكيل الحكومة الجديدة وسيكون هذا الشخص في الوقت نفسه رئيسا عام للحزب.
> هذا يعني أنه في جميع الأحوال، إردوغان لن يترك منصب رئاسة الوزراء فور إعلان النتيجة إنما عند التسلم والتسليم؟
- هناك الإشكالية، واختلاف في الرأي. فإعلان النتيجة بالشكل الرسمي، يعني انتهاء مدته، وسيكون وكيلا لمجلس الوزراء إلى حين تكليفه بتشكيل حكومة للرأي الآخر. لكن هناك رأيا آخر يقول العكس. النتائج الرسمية ستعلن في 15 أغسطس كحد أقصى.
> حتى ذلك الحين، لم يرجح أحد الخيارين عندكم البقاء أو التسليم، أو عند إعلان النتائج؟
- هذان الرأيان لا يزالان خاضعين للنقاش، لكن أيهما أفضل لا أدري حتى الآن.
> لماذا سيعطي الشعب التركي صوته للرئيس إردوغان، رغم كل الحملات التي أقيمت ضده من حرب التسريبات والتسجيلات وضغوط المعارضة في الشارع. ولماذا تتوقعون أن يعطي الشعب التركي نسبة تصل إلى 60 في المائة من التصويت؟
- إردوغان شخصية سياسية كبيرة، ونصف الشعب التركي يحبه على الأقل ويؤيده. ومن داخل النصف الآخر، هناك نسبة كبيرة معجبة بإردوغان، ربما لا تؤيد سياسته ولا تشجعه في الانتخابات، ولكن كشخصية سياسية كاريزماتية، يحترمها على الأقل. لذلك النسبة التي سيحصل عليها إردوغان في الانتخابات ربما ستصل إلى 60 في المائة أو 58 في المائة، المهم أن هناك حبا كبيرا لإردوغان ونصف الشعب التركي يموت من أجله.
إضافة إلى ذلك، أثناء رئاسته للحكومة، قدم إردوغان خدمات عظيمة وقام بإنجازات كبيرة، والبلد كان شبه مدمر ومنهار. أما اليوم، فتركيا قوية من الناحيتين الاقتصادية والسياسية والثقافية ومن ناحية الصحة والمواصلات. الكل يرى ذلك، وإردوغان جاء بعد فترة طويلة من الحكومات الائتلافية كشخصية سياسية كبيرة، ودخل في ثمانية انتخابات وفاز بها، وتزيد نسبة أصواته مرة بعد مرة. الآن، هذه الأصوات كلها لشخصيته وليس للحزب، لأنه الآن سيحصل على بعض الأصوات من كل الأحزاب السياسية الموجودة في تركيا. وقام بإنجازات ملموسة في تركيا، لذلك يحبه الشعب التركي. نعم هناك من يكره إردوغان لكن عندما تنظر إلى أسباب الكره، سترى أن هذه الأسباب آيديولوجية.
> هل لهذه الشعبية علاقة باعتباره رجلا متدينا، وهل فوزه بنسبة ساحقة وكبيرة سيكون مدخلا لما تسميه المعارضة للمزيد من «أسلمة» تركيا؟
- في النظام الداخلي لحزب العدالة والتنمية، مكتوب أنه حزب ديمقراطي محافظ. مثلا حزب «الرفاه» وحزب «السلامة»، كانا أكثر تدينا، لكن نسبة أصوات هذين الحزبين كانت ضعيفة جدا ولم تتجاوز عشرة في المائة. وتجاوزت أصوات حزب الرفاه عشرة في المائة عندما رشح إردوغان نفسه لرئاسة البلدية في إسطنبول وحصل على 25 في المائة. وعندما فاز، حصل على 25 في المائة من الأصوات. وفي الوقت نفسه، فاز برئاسة البلدية، وخلال أربع سنوات ونصف السنة، أدار بلدية إسطنبول وقدم إنجازات ملموسة، وحل مشكلات التلوث والمرور ونقص المياه، لذلك أصبح الرجل محبوبا ومرغوبا. وبعد أن خدم سنة ونصف تقريبا، كانت هناك انتخابات تشريعية، وجاء حزب «الرفاه» في المركز الأول بعدما حصل على 21 في المائة من الأصوات، وكانت أعلى نسبة يحصل عليها هذا الحزب في تاريخه. وبفضل السيد إردوغان، وبفضل إجراءاته الناجحة في إسطنبول، أصبح أربكان رئيس الوزراء في ذلك الوقت، وأيضا هذه الخدمات التي قدمها إردوغان في رئاسة البلدية فتحت الطريق أمامه للوصول إلى رئاسة الوزراء، طبعا بعد أن أسقطوه من رئاسة البلدية وأدخلوه السجن، ثم خرج وأسس حزب العدالة والتنمية. وفي أول انتخابات في سنة 2002، فاز الحزب في أول انتخابات خاضها، وبعد ذلك فاز ويفوز في كل انتخابات شارك فيها خلال 12 سنة. إذا هذه المسيرة هي مسيرة نجاح، والشعب يقدر إنجازاته وخدماته التي قدمها للشعب التركي ولتركيا، لذاك هذا ليس له علاقة بالأسلمة أو بالتدين، وحزب العدالة والتنمية يحصد الأصوات من جميع طبقات الشعب، من المتدينين وغير المتدينين ومن المحجبات وغير المحجبات، لذلك أصبح حزبا مركزيا يخاطب جميع الطبقات ويحصل على نسبة كبيرة من الأصوات. وليس لحزب العدالة التنمية أي علاقة بالأحزاب التي أسستها حركة «الإخوان المسلمين». هناك خلط كبير في العالم العربي بأن العدالة والتنمية نوع من الأحزاب التي أسستها حركة «الإخوان». وليس هناك أي علاقة بين الحركتين، الحركة الإسلامية السياسية شيء في تركيا، والحركة الإخوانية شيء آخر في العالم العربي. لكن نحن لدينا تجارب سياسية ترجع جذورها إلى أكثر من 40 سنة، واكتسبنا هذه التجارب. مع ذلك، يمنع الدستور التركي تشكيل حزب إسلامي أو ديني، حتى الأسماء التي أسستها هذه الحركة ليس لها أي علاقة بالدين أو التدين، وحزب العدالة والتنمية حزب منفتح على الجميع، ويضم في صفوفه يساريين ومحافظين وعلويين وغيرهم.
> يؤخذ على الحزب أو الحكومة التركية حاليا، احتضانها لحركات العلماء المسلمين في المنطقة، كما في مصر وغزة؟
- وصلنا إلى سدة الحكم عام 2002، ومنذ ذلك الوقت حتى بدء الربيع العربي، تلاحظ أنه كانت علاقتنا مع العالم العربي علاقات ممتازة، وخصوصا مع دول الجوار، وخير مثال على ذلك علاقتنا مع نظام بشار الأسد في سوريا وكذلك مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي. أذكر تماما أنه في ذلك الوقت، كنت مستشارا لإردوغان. وفي نفس الوقت، كنت أتولى مهام الترجمة، وحين زار بغداد عام 2009 عقد مؤتمرا صحافيا قال فيه، «أنا لست سنيا ولست شيعيا لكنني مسلم».
طورنا هذه العلاقات كثيرا مع المالكي ومع بشار الأسد، ووقعنا على أكثر من 52 اتفاقية وبروتوكولا في يوم واحد، وشكلنا المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين تركيا وسوريا، وبين تركيا والعراق ودول أخرى، وكذلك شكلنا منطقة حرة بين تركيا وسوريا والأردن ولبنان، وألغينا التأشيرات بيننا، وكنا نناقش تنقل البضائع بكامل الحرية ودون جمارك. كنا نناقش هذه الأمور بيننا، وبعد ذلك جاء الربيع العربي وانقلبت الدنيا، وإلا كانت علاقتنا ممتازة ومتميزة. هل نظام بشار الأسد نظام إخواني؟ لو تقارن علاقاتنا مع بشار الأسد ونظام مرسي في مصر ترى نفس السياسة، لكن عندما وقفنا ضد التدخل العسكري وضد الانقلاب في مصر، كان هذا الموقف موقفا مبدئيا. نحن عانينا الكثير في تركيا من الانقلابات العسكرية، كلها انقلابات أرجعت البلد على الأقل 20 سنة إلى الوراء، لذلك التدخل السياسي والنظام العسكري والانقلابات العسكرية كلها ليست في صالح أي بلد وأي شعب. إذن، عندما تبنينا هذا الموقف، لم يكن إلا مبدئيا، وليس لأن السيسي أسقط مرسي. لو أي شخص آخر انتخب في انتخابات حرة ونزيهة، كنا تبنينا هذا الموقف أيضا. ذلك أن سياستنا تقوم على مبادئ. صحيح أن العلاقات الدولية بنظر الجميع تقوم على المصالح، ونحن في تركيا نراعي مصالحنا، لكننا نلتزم بمبادئنا في علاقاتنا الدولية.
إضافة إلى مصر، لنا علاقات قوية مع الجانب الفلسطيني، وعلاقتنا متميزة مع فتح وحماس، ونعد حماس أنها مقاومة وليست منظمة إرهابية. مع ذلك هذه الحركة أسست حزبا شاركت في الانتخابات، وبعد انتخابات نزيهة وحرة فاز هذا الحزب. نحن بدأنا نؤسس علاقة معهم، وفي نفس الوقت كانت علاقتنا متميزة مع حركة فتح ورئيس الدولة محمود عباس أيضا.
وقد وجهنا دعوة للعالم الحر والعالم الغربي أيضا لأن يحترم نتائج الانتخابات في فلسطين ما دام أن هناك انتخابات ديمقراطية وما دام أن هناك حزبا أنتم سمحتم بمشاركته في الانتخابات، وقد فاز بها، فلماذا لا تحترمون النتائج؟
الأمر نفسه يتكرر الآن. الرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية جيمي كارتر، يقول إن حماس ليست منظمة إرهابية إنما حركة سياسية، ووجه دعوة للعالم العربي وللولايات المتحدة لاعتبارها حركة سياسية. ونحن أيضا نعد حماس حركة سياسية ونرفض تسمية أي حزب أو حركة تشارك في العمل السياسي بالإرهاب.
> هناك من يتهمكم في العالم العربي بالسعي للسيطرة والهيمنة كخطوة لاستعادة أمجاد السلطنة العثمانية. هل لتركيا طموحات إقليمية أوسع من حدودها؟
- برأيي، أننا كتركيا خسرنا القرن العشرين، والعالم العربي خسر القرن العشرين أيضا. نحن في القرن الواحد والعشرين، بدأنا نكسب ونربح، ولا نكون بخلاء بل مددنا يدنا إلى إخواننا وجميع الدول في المنطقة لكي نكون رابحين في القرن الواحد والعشرين. لذلك سياستنا التي بدأنا تطبيقها منذ عام 2002 إلى اليوم، تقوم على هذا الأساس. والآن اقتصادنا جيد، وكل شيء مستقر. معدل النمو الاقتصادي في تركيا خلال 12 سنة، بلغ متوسط 5 في المائة، وهذه نسبة كبيرة لا نراها في البلدان الأخرى. قد تأتي تركيا في المرحلة الثانية بعد الصين من حيث معدلات النمو الاقتصادي خلال السنوات العشر الأخيرة.
لذلك، نحن نريد أن نكون رابحين في القرن الواحد والعشرين، ونريد أن تربح معنا باقي الدول العربية، ومنها مصر، ونؤسس علاقة قوية معها من النواحي الاقتصادية والسياسية والتجارية والعسكرية. خير مثال على ذلك، سياستنا التي طبقناها قبل بدء الربيع العربي، حتى عام 2011. طورنا علاقة كبيرة مع كل بلدان الدول العربية بما فيها الدول الخليجية، وشكلنا المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين تركيا ودول الخليج، بصرف النظر عن أيديولوجية النظام، وعن لون النظام وشكله. ما دام أنها دولة عربية ومجاورة، لذلك علينا أن نطبق علاقات جيدة. أيضا ننظر إلى تجربة العالم الغربي. الحرب العالمية الأولى، وكذلك الثانية بين الدول الغربية، ورغم ذلك شكلوا الاتحاد الأوروبي ويعيشون في سلام وأمان، والناس ينتقلون بكامل الحرية وكذلك البضائع، لماذا نحن لا نستطيع تطبيق هذا المبدأ بين تركيا والدول المجاورة، والعالم العربي والإسلامي؟
> هل ستكون هناك إعادة نظر في العلاقات مع مصر، الآن هناك انتخابات في مصر وانتخب رئيس في صناديق الاقتراع، كيف ستتعاطون مع هذه الانتخابات وفق نتائجها؟
- ربما في المستقبل ستكون هناك إعادة نظر بالعلاقات مع مصر. لكن الآن، أظن أن الأمر يحتاج إلى تريث. كما قلت، نحن نرفض ورفضنا التدخل والانقلاب العسكري، وهناك بعض قرارات الإعدام للسياسيين، وآلاف القتلى في شوارع مصر. أحزن على الوضع هناك لأنها أكبر دولة عربية، وهناك أوضاع اقتصادية سيئة للغاية. الشعب المصري لا يستحق هذا النوع من السياسة. الشعب أراد الديمقراطية والحرية، لكن جاء النظام بعد سنة، وأسقط الحكومة المنتخبة.
> ما موقفكم الحالي من «حزب الله» اللبناني؟
- حزب الله حركة سياسية، ولعبنا دورا في التوفيق بين الحركات السياسية في لبنان، والتقينا خلال زيارة إردوغان إلى لبنان بجميع الحركات السياسية بما فيها «حزب الله».
> ما رأيكم بتورطه في الحرب السورية؟
- لا نؤيد تورط «حزب الله» في سوريا، ولا نؤيد أي تدخل خارجي لأنه عدم احترام لإرادة الشعب السوري. وعندما تدخل «حزب الله» بسلاحه في الساحة السورية، لعب دورا كبيرا في قلب المعادلة ضد المعارضة، لذلك كان من اللازم ألا يتدخلوا ولا يشاركوا في الحرب إلى جانب النظام السوري الذي يقمع ويقتل شعبه.
> ما حقيقة «الدولة الموازية» في تركيا؟
- مصطلح «الدولة الموازية» مصطلح جديد. كانت هناك حركة تسمى حركة فتح الله غولن، وجذورها إسلامية لأن فتح الله غولن كان شيخا يعظ الناس في الجوامع ويلقي الخطب ويعلم طلابه. لهذه الحركة مدارس وجامعات، ولاحظنا في السنة الأخيرة أن هذه الحركة عملت بحساسية كاملة، وتسربت في مؤسسات الدولة، في الأمن والقضاء وفي المؤسسات الأخرى. هذه الحركة مع الأسف، أصبحت متضررة من بعض تصرفات الحكومة الحالية وحاولت القيام بالانقلاب القضائي، لإسقاط الحكومة وذلك في 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفي 15 منه أيضا، وقبل ذلك في بداية 2012 كانت هناك محاولة من هذه الحركة لاعتقال رئيس المخابرات التركي. أول حملة لهذه الحركة والتدخل في الشأن السياسي والشأن الإداري، في 7 فبراير (شباط) 2012، مع ذلك كانت علاقاتنا مستمرة، لكن جاءت الحملة الأخيرة واستهدفت مباشرة رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان وأفراد عائلته، وباقي الوزراء. لذلك، نحن كحكومة أعلنا الحرب على هذه الحركة، واستخدم هذا المصطلح الجديد «الدولة الموازية» لأنهم موجودون في كل دوائر المؤسسات الحكومية ويتمتعون بجرأة غريبة.
> أين تقف الأمور، هل أشرفت على نهايتها؟
- الدولة التركية دولة قانون وديمقراطية، ولكل مواطن حقوق وللموظفين حقوقهم. هناك قانون خاص بالموظفين، لذلك لا تستطيع أن تفصل أي شخص عن الحكومة. هذا الشيء يحتاج إلى إجراءات، وهناك ظروف وشروط قاسية طبعا. رغم ذلك، هناك تحقيقات مستمرة في حق المتورطين في عمليات التنصت. أكثر من نصف مليون شخص جرى التنصت عليهم، ولا بد من أن تحاسبهم الحكومة.
> سمعنا أن الإجراءات طالت 50 ألف موظف بين تغيير أماكنهم وإقالتهم، هل هذا الرقم دقيق؟
- 50 ألفا رقم كبير جدا. الرقم الدقيق أقل بكثير، لكن فصلنا بعض الأشخاص من المناصب الإدارية العليا، وأبعدناهم عن هذه المناصب. وكانت النتيجة بعد هذه التحقيقات أن طردنا بعض الموظفين من الحكومة، ولكن بأعداد قليلة جدا خصوصا في الداخلية مثلا، حيث لم تتجاوز عددهم الـ300 موظف، والتحقيقات مستمرة. هناك بعض الاعتقالات، ومكافحة هذه الدولة الموازية ستستمر، وإردوغان أعلن أنه سيكافح بشكل أقوى وأشد حين يكون رئيسا للجمهورية، ونتمنى أن يكون رئيس الوزراء الجديد على نفس الخط أيضا.



تركيا: القبض على العشرات من «داعش» في حملات أمنية

إحدى العمليات الأمنية التي استهدفت عناصر «داعش» في تركيا (أرشيفية)
إحدى العمليات الأمنية التي استهدفت عناصر «داعش» في تركيا (أرشيفية)
TT

تركيا: القبض على العشرات من «داعش» في حملات أمنية

إحدى العمليات الأمنية التي استهدفت عناصر «داعش» في تركيا (أرشيفية)
إحدى العمليات الأمنية التي استهدفت عناصر «داعش» في تركيا (أرشيفية)

ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 23 من عناصر لتنظيم «داعش» الإرهابي في عمليات متزامنة شملت 7 ولايات في أنحاء مختلفة من البلاد.

عناصر من شرطة إسطنبول في موقع هجوم إرهابي (أ.ب)

وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا عبر حسابه الرسمي في منصة «إكس» الخميس، إن حملة أمنية نفذت بشكل متزامن في ولايات هطاي ويالوفا وكونيا ويوزغات وتشاناق قلعة وسكاريا وتكيرداغ أسفرت عن القبض على هذه العناصر.

كما ألقت قوات مكافحة الإرهاب القبض على 11 من عناصر تنظيم «داعش» في عملية بولاية إزمير غرب البلاد.

تنسيق بين شعبتي مكافحة الإرهاب والاستخبارات

وقالت مصادر أمنية إنه تم القبض على هذه العناصر بالتنسيق بين شعبتي مكافحة الإرهاب ومديرية الاستخبارات، بموجب مذكرة أصدرها مكتب المدعي في عملية أمنية متزامنة على 13 عنواناً، تم خلالها القبض على المطلوبين، وضبط كميات كبيرة من المواد الرقمية و4 منشورات محظورة.

وأشارت المصادر إلى أن جهوداً متواصلة لتوقيف 2 آخرين من المشتبه بهم.

وأشار يرلي كايا إلى أن أجهزة الأمن التركية نفذت منذ 1 يونيو (حزيران) 2023 وحتى 22 أبريل (نيسان) الحالي، 1422 عملية ضدّ تنظيم «داعش» في أنحاء البلاد، أسفرت عن القبض على 2991 من عناصر التنظيم، تم توقيف 718 منهم، بينما تمّ الإفراج المشروط بمراقبة قضائية عن 566 منهم.

مداهمات لعناصر الأمن التركي (أرشيفية)

وأعلن تنظيم «داعش»، الذي صنّفته تركيا تنظيماً إرهابياً منذ عام 2013 والمسؤول أو المنسوب إليه مقتل أكثر من 300 شخص في هجمات بتركيا بين عامي 2015 و2017، مسؤوليته عن الهجوم على الكنيسة، وقال عبر قناة على «تلغرام»، إن الهجوم جاء «استجابة لدعوة قادة التنظيم لاستهداف اليهود والمسيحيين».

الهجوم على الكنيسة هو الأول لـ«داعش»

وكان الهجوم على الكنيسة هو الأول لـ«داعش» بعد آخر هجوم له نفذه الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، المكنى «أبو محمد الخراساني»، في نادي «رينا» الليلي بإسطنبول ليلة رأس السنة عام 2017، ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة 79 آخرين.

ومنذ ذلك الوقت تنفذ أجهزة الأمن التركية حملات متواصلة على خلايا وعناصر التنظيم أسفرت عن القبض على آلاف منهم، فضلاً عن ترحيل ما يقرب من 3 آلاف ومنع دخول أكثر من 5 آلاف إلى البلاد.


الجيش الباكستاني يقضي على 3 إرهابيين خلال عملية أمنية في بلوشستان

مسؤولو الأمن الباكستانيون يقفون للحراسة خلال قيامهم بإغلاق الطريق المؤدية إلى ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح قبل زيارة الرئيس الإيراني رئيسي إلى كراتشي في باكستان 23 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولو الأمن الباكستانيون يقفون للحراسة خلال قيامهم بإغلاق الطريق المؤدية إلى ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح قبل زيارة الرئيس الإيراني رئيسي إلى كراتشي في باكستان 23 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
TT

الجيش الباكستاني يقضي على 3 إرهابيين خلال عملية أمنية في بلوشستان

مسؤولو الأمن الباكستانيون يقفون للحراسة خلال قيامهم بإغلاق الطريق المؤدية إلى ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح قبل زيارة الرئيس الإيراني رئيسي إلى كراتشي في باكستان 23 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولو الأمن الباكستانيون يقفون للحراسة خلال قيامهم بإغلاق الطريق المؤدية إلى ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح قبل زيارة الرئيس الإيراني رئيسي إلى كراتشي في باكستان 23 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الباكستاني القضاء على 3 مسلحين من العناصر الإرهابية خلال عملية أمنية نفذها، الخميس، في إقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.

جندي باكستاني يفتش شخصاً خلال الدخول عند الحدود الباكستانية - الأفغانية في تشامان باكستان (إ.ب.أ)

وأوضح الجيش، في بيان، أن العملية تم تنفيذها بناء على معلومات استخباراتية، رصدت نشاطاً إرهابياً في منطقة بشين بإقليم بلوشستان، حيث تم القضاء على 3 إرهابيين، ومصادرة كمية من الأسلحة والمتفجرات والذخيرة كانت بحوزتهم. وأضاف أن قوات الأمن اعتقلت أيضاً مواطناً من الجنسية الأفغانية على صلة بالإرهابيين.

وكان «جيش تحرير بلوشستان»، وهي منظمة مسلحة يقودها زعيم قبلي منفيّ، أعلن مسؤوليته عن الهجوم على ميناء جوادر الشهر الماضي، وحاول المهاجمون باستماتة اختراق الأسوار الخارجية لمنشأة ميناء، وهي منشأة شديدة الحراسة.

جنود باكستانيون يتحققون من الوثائق عند دخول الأشخاص إلى باكستان عند الحدود الباكستانية - الأفغانية في شامان بباكستان في 19 مارس 2024 (إ.ب.أ)

يذكر أن الانفصاليين البلوش يشنون تمرداً منخفض المستوى ضد الجيش والحكومة الباكستانيَّين منذ عام 2006، عندما قُتِل زعيم قبلي في عملية عسكرية. ويتهم الانفصاليون البلوش الحكومة الباكستانية وشركة الموانئ الصينية باستغلال الموارد الطبيعية لإقليم بلوشستان.

وبلوشستان منطقة غنية بالوقود والمعادن، لكن سكانها يشكون من التهميش وعدم الاستفادة من مواردها الطبيعية.

وتواجه باكستان تمردَيْن ازداد نشاطهما المتشدد منذ سيطرة «طالبان» على كابل في أغسطس (آب) 2021. وشكَّل انفصاليو البلوش منظمات مسلحة علمانية تعود أصولها إلى تمرد البلوش عام 1976 ضد الدولة الباكستانية.

ويعمل المسلحون البلوش انطلاقاً من أفغانستان منذ الغزو الأميركي لأفغانستان في عام 2001، حيث كانت معسكراتهم في جنوب أفغانستان بمناطق الحدود الباكستانية الأفغانية. بعد سيطرة «طالبان» على كابل؛ ما أجبر الانفصاليين البلوش على نقل معسكراتهم إلى الأراضي الإيرانية، حيث يعملون الآن ضد القوات الأمنية الباكستانية. وفي الماضي، أعلن «جيش تحرير بلوشستان» مسؤوليته عن هجمات إرهابية عدة ضد قوات الأمن والحكومة الباكستانية.

وفي الشهرين الماضيين، نفّذ الجيش عمليات كبرى عدة في مناطق مختلفة من بلوشستان قُتل فيها عشرات المسلحين والإرهابيين، بعدما نفّذ مسلحون هجومين إرهابيين كبيرين، على الأقل، على قوات الأمن في بلوشستان.

مسؤول أمني يقف في الحراسة مع تشديد الإجراءات الأمنية بعد مقتل ضابط شرطة في كويتا عاصمة مقاطعة بلوشستان المضطربة بباكستان (إ.ب.أ)

ويختلف التمرد في بلوشستان بطبيعته عن التمرد في المناطق الحدودية الباكستانية - الأفغانية، أو ما يُشار إليها شعبياً بالمناطق القبلية، ففي بلوشستان يقود التمرد العلمانيون الانفصاليون من البلوش الذين يقاتلون الحكومة الباكستانية منذ الخمسينات. ويميل هؤلاء البلوش، آيديولوجياً، نحو الماركسية أو غيرها من الآيديولوجيات الدنيوية العلمانية، في حين تقود حركات التمرد في المناطق القبلية جماعاتٌ مسلحة تستمد عقيدتها من الدين بما في ذلك حركة «طالبان».


«أوكرانيا» و«تيك توك» يخيمان على زيارة بلينكن إلى الصين


وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)
TT

«أوكرانيا» و«تيك توك» يخيمان على زيارة بلينكن إلى الصين


وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)

بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رحلة إلى الصين، غداة موافقة الكونغرس الأميركي على مشروع قانون أعدَّته إدارة الرئيس جو بايدن، لتقديم مساعدات بمليارات الدولارات لكل من أوكرانيا وإسرائيل وتايوان، ولإرغام منصة «تيك توك» للتواصل الاجتماعي على الانفصال عن الشركة الأم «بايت دانس» الصينية، فيما يمكن أن يُعقّد الجهود الدبلوماسية لكبح الخلافات التي تهدد استقرار العلاقات بين الخصمين العالميين.

ووصل بلينكن إلى شنغهاي، أمس (الأربعاء)، بالتزامن مع إصدار قانون أميركي يُظهر تصميم الولايات المتحدة على الدفاع عن حلفائها وشركائها الرئيسيين عبر العالم، بما في ذلك تخصيص ثمانية مليارات دولار لمواجهة التهديدات الصينية في تايوان ومنطقة المحيطين الهندي والهادي، وإمهال شركة «بايت دانس» الصينية تسعة أشهر لبيع منصة «تيك توك» مع تمديد محتمل لمدة ثلاثة أشهر إذا كانت عملية البيع جارية.


موجة حرّ قاسية تضرب جنوب شرق آسيا

اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا (رويترز)
اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا (رويترز)
TT

موجة حرّ قاسية تضرب جنوب شرق آسيا

اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا (رويترز)
اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا (رويترز)

اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا اليوم الأربعاء، ما أدّى إلى تعليق الدراسة في جميع أنحاء الفلبين وإصدار تحذيرات في العاصمة التايلاندية، بينما ارتفعت الأصوات بالصلاة من أجل هطول الأمطار في بنغلاديش.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، تمّ تسجيل درجات الحرارة المرتفعة غداة إعلان الأمم المتحدة أنّ آسيا شهدت أكبر عدد من الكوارث الناجمة عن مخاطر المناخ والطقس في عام 2023، حيث كانت الفيضانات والعواصف من الأسباب الرئيسية وراء سقوط ضحايا وتكبيد خسائر اقتصادية.

وتوصّلت أبحاث علمية واسعة النطاق إلى أنّ تغيّر المناخ أدّى إلى أن تصبح موجات الحر أطول وأكثر تواتراً وأكثر شدّة.

وقال إيرلين تومارون (60 عاماً) الذي يعمل في منتجع ساحلي فلبيني في مقاطعة كافيت جنوب مانيلا، حيث وصل مؤشر الحرارة إلى 47 درجة مئوية الثلاثاء، إنّ «الجو حار جداً لدرجة أنّك لا تستطيع أن تتنفّس».

وأضاف: «من المفاجئ أنّ حمامات السباحة لدينا لا تزال فارغة. قد تتوقع أن يأتي الناس للسباحة، لكن يبدو أنّهم متردّدون في مغادرة منازلهم بسبب الحر».

وعادة ما تكون أشهر مارس (آذار) وأبريل (نيسان) ومايو (أيار)، الأكثر سخونة وجفافاً في الأرخبيل، لكنّ الظروف هذه السنة تفاقمت بسبب ظاهرة النينو المناخية.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الحكومية إنّه من المتوقع أن يصل مؤشر الحرارة إلى مستوى «الخطر» البالغ 42 درجة مئوية أو أعلى من ذلك في 30 مدينة وبلدة على الأقل.

ويقيس مؤشر الحرارة درجة الحرارة المحسوسة، مع الأخذ في الاعتبار الرطوبة.

في هذه الأثناء، أعلنت وزارة التعليم الفلبينية التي تُشرف على أكثر من 47600 مدرسة، أنّه تمّ تعليق حضور الطلاب إلى الفصول الدراسية في نحو 6700 مدرسة الأربعاء.

وقالت آنا سوليس كبيرة خبراء المناخ في هيئة الأرصاد الجوية الحكومية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ هناك احتمالاً بنسبة 50 في المائة لتزايد ارتفاع درجات الحرارة في الأيام المقبلة.

وأضافت أنّ الناس بحاجة إلى الحدّ من الوقت الذي يقضونه في الخارج، وشرب الكثير من الماء وحمل المظلّات ووضع القبعات عند الخروج للحماية من «الحرارة الشديدة».

موجات حر قاسية

سجّلت درجات الحرارة العالمية مستويات قياسية العام الماضي، وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، إنّ درجات الحرارة في آسيا ترتفع بوتيرة سريعة مع تزايد حدّة تأثير موجات الحر في المنطقة.

وخلُص تقرير هذه المنظمة عن حالة المناخ في آسيا في عام 2023 إلى أنّ درجة الحرارة في آسيا ترتفع بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي، حيث ارتفعت العام الماضي بنحو درجتين مئويتين عن متوسط الفترة من عام 1961 إلى عام 1990.

وقالت سيليست ساولو رئيسة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إنّ «كثيرا من البلدان في المنطقة شهدت العام الأكثر سخونة على الإطلاق في عام 2023، إلى جانب وابل من الظروف القاسية، من الجفاف وموجات الحر إلى الفيضانات والعواصف».

من جهته، قال نائب الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية كو باريت إنّ «الحرارة الشديدة أصبحت القاتل الصامت الأكبر على نحو متزايد».

وسلّط التقرير الضوء على المعدّل المتسارع لمؤشرات تغيّر المناخ الرئيسية، مثل درجة حرارة السطح وتراجع الأنهار الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر، موضحاً أنّها ستكون لها تداعيات خطيرة على المجتمعات والاقتصادات والنظم البيئية في المنطقة.

وأشار باريت إلى أنّ «الوفيات المرتبطة بالحرارة لا يتمّ الإبلاغ عنها على نطاق واسع، وبالتالي فإنّ الحجم الحقيقي للوفيات المبكرة والتكاليف الاقتصادية... لا ينعكس بدقّة في الإحصائيات».

في بنغلاديش، تجمّع الآلاف في العاصمة دكا للصلاة من أجل هطول الأمطار، حيث أجبرت موجة الحر الشديدة السلطات على إغلاق المدارس في جميع أنحاء البلاد.

وقال مكتب الأرصاد الجوية في بنغلاديش إنّ متوسّط درجات الحرارة القصوى في العاصمة خلال الأسبوع الماضي كان أعلى بمقدار 4 إلى 5 درجات مئوية من متوسّط ثلاثين عاماً للفترة نفسها.

من جهته، قال محمد أبو يوسف وهو رجل دين إسلامي أمّ صلاة شارك فيها ألف شخص في وسط دكا، إنّ «الصلاة من أجل المطر سنّة نبيّنا. لقد كفرنا عن خطايانا وصلّينا من أجل هطول المطر».

وأضاف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «الحياة باتت لا تُطاق بسبب قلّة الأمطار... الفقراء يعانون بشكل كبير».

وأفادت الشرطة بأنّ صلوات مماثلة أُقيمت في مناطق أخرى من بنغلاديش.

لا يطاق

بدورها، قالت إدارة الأرصاد الجوية الهندية في بيان إنّه من المحتمل أن تشهد ولايات شرقية وجنوبية، مثل أوديشا والبنغال الغربية وسيكيم وكارناتاكا، موجة حارّة قاسية خلال الأيام الخمسة المقبلة.

كذلك، أصدرت السلطات التايلاندية في بانكوك تحذيراً بشأن حرارة قصوى وحثّت الناس على البقاء في منازلهم حفاظاً على سلامتهم.

وكان من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية في العاصمة التايلاندية، لكن مؤشر الحرارة المحسوسة ارتفع فوق 52 درجة مئوية.

وكتبت إدارة البيئة في مدينة بانكوك على «فيسبوك»، «تحذير: مؤشر الحرارة اليوم خطير للغاية. يرجى تجنّب الأنشطة في الخارج».

وشهدت تايلاند موجة حارّة هذا الأسبوع، حيث وصلت درجات الحرارة في إقليم لامبانغ الشمالي إلى رقم قياسي بلغ 44.6 درجة مئوية الاثنين.

وتُصنّف الفلبين من بين الدول الأكثر عرضة لتأثيرات تغيّر المناخ حيث يعاني حوالى نصف مقاطعاتها من الجفاف.

وقالت ماري آن جينير وهي موظفة حكومية في مقاطعة أوكسيدنتال ميندورو، إنّ الأشخاص الذي يعملون في الداخل بوجود مكيّفات الهواء، في وضع جيّد.

وأضافت: «لكنّ الوضع لا يُطاق بالنسبة لمن هم في الخارج».


التجسس الصيني في أوروبا... وسائل هائلة يقابلها ردّ غير كافٍ

سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)
سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)
TT

التجسس الصيني في أوروبا... وسائل هائلة يقابلها ردّ غير كافٍ

سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)
سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)

تشير قضايا التجسس المنسوبة للصين في ألمانيا والمملكة المتحدة والتي كُشفت هذا الأسبوع إلى سعي بكين لنشر شبكة شاسعة من المخبرين في قارة غير مسلحة بما يكفي لمواجهتها، في صراع يكاد يكون غير متكافئ.

مع اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية، أعلنت ألمانيا والمملكة المتحدة، الاثنين، توقيف أو توجيه التهم إلى خمسة أشخاص للاشتباه بأنهم يتجسسون لحساب الصين. كذلك، أوقف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لحساب الصين، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ليس ثمة ما يربط بين القضيتين، أو يفسّر تزامن الكشف عنهما في مجال تسوّى الخلافات فيه تقليداً بعيداً عن الأضواء.

غير أنهما تشيران إلى ظاهرة تندد بها أجهزة الاستخبارات الأوروبية وتنفيها بكين بشدة، وهي أن الصين توظف موارد هائلة للتأثير على الآراء العامة والتجسس على الاقتصادات والشركات واختراق الهيئات والجامعات.

وقال ألكسندر بابايمانويل، الأستاذ في معهد الدراسات السياسية في باريس، لوكالة الصحافة الفرنسية: «ثمة تقليد طويل للاستخبارات الصينية موجّه إلى وضع اليد على رصيد معرفي وبراءات اختراع ومواد فكرية إستراتيجية».

وبقيت أوروبا لفترة طويلة غافلة لهذه الظاهرة أو متجاهلة لها. وأضاف بابايمانويل أن «إدراك ذلك جاء متأخراً، نتيجة عدد من العوامل، منها السذاجة وثقة مسرفة في عولمة مثالية واهمة».

«لا أحد يملك أرقاماً»

وكشف معهد مونتينيه في باريس في سبتمبر (أيلول)، عن أن الولايات المتحدة تستخدم «أدوات أمن اقتصادي تطمح من خلالها إلى الحفاظ على تقدمها على دول أخرى»، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي «لا يملك هذا الدافع الاستراتيجي»؛ إذ إنه «بُني على قاعدة مبادئ التبادل الحر والتعددية».

غير أن الخطر حقيقيّ. ورأى بول شارون، خبير الصين في معهد البحث الاستراتيجي في المعهد العسكري في باريس، أن أجهزة الاستخبارات الصينية «من الأهم في العالم، إن لم تكن الأهم».

ويضم فرع الاستخبارات في وزارة الأمن العام الصينية 80 إلى 100 ألف عنصر، على حدّ قوله، بينما تشير بعض المصادر إلى عدد يصل إلى مائتي ألف عميل في وزارة أمن الدولة. لكن الباحث أضاف: «الواقع أن لا أحد يملك أرقاماً، ولا يبقى لنا سوى التكهّن».

وأقرّت لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني العام الماضي أن الشبكة الصينية «تطغى على أجهزة الاستخبارات البريطانية وتطرح تحدياً على وكالاتنا».

وتتركز أنشطة الاستخبارات الصينية على استمرارية النظام الصيني وجمع المعلومات من سياسية واقتصادية وعلمية وعسكرية، والحرب المعلوماتية، وهو مجال ينخرط فيه جهاز الدولة برمّته.

وأدرج مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأميركي في أغسطس (آب) الماضي بين الهيئات النافذة الصينية الجيش ووزارات أمن الدولة والأمن العام والخارجية والصناعة وهيئات مختلفة تابعة للحزب الشيوعي الحاكم.

ولفت مركز الأبحاث إلى «مشاركة مجموعة واسعة من الهيئات غير الرسمية وشبه الرسمية أيضاً، من القراصنة المعلوماتيين وحتى الشركات الخاصة».

وأنشطة التجسس أقل تنسيقاً مما يبدو ظاهرياً، فأجهزة الدولة الصينية مشرذمة بين المركزية والإدارة الذاتية للأقاليم، ما بين الدولة والحزب، وبين الإدارة والخلافات الآيديولوجية.

وقال بول شارون لوكالة الصحافة الفرنسية: «نتصوّر الصين دولة تملك جهازاً بيروقراطياً خنوعاً وشديد الفاعلية. هذا ما يودّ الصينيون إقناعنا به»، لكن الإدارة «تتصرف في غالب الأحيان بارتجال» مع «بعض الخطوط التوجيهية... التي تبقى فضفاضة وذات قيمة رمزية أكثر من أي شيء آخر».

ولم تكن القضايا التي كُشفت في الفترة الخيرة مفاجئة؛ إذ تندرج في سياق أنشطة وصفت بأنها متزايدة. لكن السؤال المطروح يتعلّق بمداها.

وأوضح بول شارون «نرصد المزيد من العمليات، أولاً لأن الأجهزة الصينية ازدادت نشاطاً بشكل واضح، إنما كذلك لأننا نبدي المزيد من الاهتمام. لا نعرف ما هو حجم الجزء الخفي من هذه الأنشطة. هل تمثل العمليات التي رصدناها 10 في المائة من أنشطتهم أو 60 في المائة منها؟ لا نعرف شيئاً عنها، وهذا يدل بصورة جليّة على ثغراتنا».

وتساهم قلّة المعلومات الغربية عن الصين وتعدّد الجبهات المفتوحة وفي طليعتها الإرهاب والحرب في أوكرانيا واشتعال الشرق الأوسط، في إضعاف أوروبا التي تفتقر إلى الوسائل المناسبة بمواجهة خصم يكثّف عمليات المراقبة وجمع المعلومات والتحليل.

وأوضح ألكسندر بابايمانويل أن «جودة جهاز استخبارات تقاس بالمعطيات التي يمكنه جمعها»، مشيراً إلى «أنشطة إلكترونية صينية هائلة لجمع كمّ كبير من البيانات الحساسة».

ورأى بول شارون أن «معظم أجهزة الاستخبارات الأوروبية وافقت على بذل جهود كبيرة لنشر شبكات فعالة لمكافحة التجسس، لكن الأجهزة الصينية على صعيد التنظيم والقدرات وآليات العمل، تبقى مجهولة إلى حدّ بعيد».

وأضاف أنه للتعويض عن هذه الثغرات «يشكل الاستقصاء الرقمي مصدراً حقيقياً للمعلومات المحتملة، علينا أن نستغله بشكل منهجيّ أكثر».


الصين تحذر: الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من «خطر حصول نزاع»

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)
TT

الصين تحذر: الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من «خطر حصول نزاع»

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)

حذرت الصين، الأربعاء، من أن الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من «خطر حصول نزاع» في مضيق تايوان بعدما خصص الكونغرس الأميركي مساعدة عسكرية بقيمة ثمانية مليارات دولار للجزيرة.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين: «أود التشديد على أن تعزيز الولايات المتحدة وتايوان لعلاقاتهما العسكرية لن يجلب الأمن لتايوان».

وأضاف أن من شأن ذلك «فقط زيادة التوترات وخطر اندلاع نزاع عبر مضيق تايوان، وفي نهاية المطاف سيكون بمثابة إطلاق المرء النار على قدمه».

ووافق الكونغرس الأميركي بشكل نهائي، ليل الثلاثاء، على حزمة مساعدات لحلفاء لواشنطن من بينهم أوكرانيا وإسرائيل وتايوان.

وقال رئيس تايوان المنتخب لاي تشينغ تي إن هذه المساعدات «ستعزز قدرة الردع في وجه الاستبداد والسلطوية»، و«ستحفظ السلام».

ونبهت الصين التي لا تستبعد اللجوء إلى القوة لاستعادة الجزيرة التي تعدّها جزءاً من أراضيها، الأربعاء، إلى أنها ستتخذ «إجراءات حازمة وفعالة لحماية سيادتها وأمنها وسلامة أراضيها».

وقال وانغ إن تعزيز الروابط العسكرية «لن ينقذ استقلال تايوان الذي مصيره الفشل».

وأضاف: «على الولايات المتحدة أن توقف تسليح تايوان، وافتعال توترات جديدة، ووقف تهديد السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان».

وفي سياق متصل، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إلى الصين في ثاني زيارة لهذا البلد في أقل من عام، تهدف إلى تشديد الضغط على بكين في مسائل مختلفة منها دعمها لروسيا، مع السعي إلى إرساء المزيد من الاستقرار في العلاقات بين البلدين. وحطت طائرة بلينكن في شنغهاي في أول محطة من زيارته، يلتقي خلالها رجال أعمال وطلاباً.


شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنواصل بناء قوة عسكرية هائلة

كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيفية - أ.ف.ب)
كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنواصل بناء قوة عسكرية هائلة

كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيفية - أ.ف.ب)
كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيفية - أ.ف.ب)

أكدت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أن بلادها ستواصل بناء قوة عسكرية هائلة لحماية سيادتها والسلام الإقليمي.

وقالت كيم بحسب ما نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، اليوم (الثلاثاء)، إن سلسلة من المناورات العسكرية التي أجراها الجيش الأميركي في المنطقة هذا العام، بداية بتدريبات بالذخيرة الحية مع «عصابة كوريا الجنوبية العسكرية الألعوبة (في يد الولايات المتحدة) »، تدفع البيئة الأمنية الإقليمية إلى اضطراب خطير.

وأضافت: «سنواصل بناء قوة عسكرية هائلة لحماية سيادتنا وأمننا وسلامنا الإقليميين».

وشارك الجيشان الأميركي والكوري الجنوبي في مناورات أوسع نطاقاً وأكثر تواتراً في الأشهر القليلة الماضية بموجب تعهد زعيمي البلدين برفع مستوى الاستعداد العسكري في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية العسكرية.

وأفاد الجيش الكوري الجنوبي بأن نحو 100 طائرة عسكرية أجرت تدريبات جوية لمدة أسبوعين هذا الشهر.

وتقول كوريا الشمالية إن المناورات العسكرية الأميركية هي استعدادات لحرب نووية ضدها. أما واشنطن وسول فتقولان إن المناورات دفاعية الطابع وتجري بانتظام للحفاظ على الجاهزية العسكرية.


زيارة شتاينماير لتركيا بمناسبة مئوية العلاقات الدبلوماسية تتجاوز رمزيتها

تركيات يتظاهرن ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)
تركيات يتظاهرن ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)
TT

زيارة شتاينماير لتركيا بمناسبة مئوية العلاقات الدبلوماسية تتجاوز رمزيتها

تركيات يتظاهرن ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)
تركيات يتظاهرن ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)

تحولت زيارة الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير الرمزية لتركيا، بمناسبة الذكرى المائة لقيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلى حدث ساخن ومثير للجدل والضجيج.

لا يرجع الضجيج الذي صاحب زيارة شتاينماير منذ بدايتها من إسطنبول الاثنين، وحتى ذهابه إلى غازي عنتاب إحدى ولايات البلاد المنكوبة بزلزالي 6 فبراير (شباط) 2023، الثلاثاء، أو المباحثات التي سيجريها مع الرئيس رجب طيب إردوغان في أنقرة الأربعاء، إلى طبيعة وخلفيات العلاقات التركية الألمانية التي غالباً ما يغلفها التوتر فقط.

فقد زادت مساحة الضجيج حول الزيارة، التي تعد الأولى للرئيس الألماني لتركيا منذ توليه الرئاسة قبل 7 سنوات، بسبب أجندتها، التي تضمنت لقاءات مع أكبر رمزين للمعارضة في تركيا حالياً في مواجهة الرئيس رجب طيب إردوغان، رئيسي بلديتي إسطنبول أكرم إمام أوغلو وأنقرة منصور ياواش، والاحتجاجات التي كانت في استقباله أينما حل بسبب موقف بلاده من الحرب في غزة، والجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير يتحدث للإعلام خلال زيارته مركزاً يرعى متضررين من الزلزال (د.ب.أ)

حرص الرئيس الألماني على توجيه رسائل ودية بمناسبة الاحتفال بمئوية العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، حيث نشر حساب السفارة الألمانية رسالة منه، قال فيها: «بزيارتي، أريد التعبير عن العلاقة الوثيقة بين بلدينا».

دبلوماسية الشاورما

واصطحب شتاينماير، في سابقة هي الأولى، خلال رحلته لتركيا، المواطن الألماني من أصل تركي، عارف كيليش ومعه سيخ «دونر كباب» (شاورما) مجمدة تزن 60 كيلوغراماً، حيث قام بتقطيعها وتوزيعها على المارة بنفسه، واصطحب أيضاً عددا آخر من الضيوف بوصفهم نماذج لقصص نجاح المهاجرين الأتراك في ألمانيا.

وعمل جد عارف كليتش، وهو من «العمال الضيوف»، وهو التعبير الذي عرف به الأتراك الذين هاجروا إلى ألمانيا في الستينات للعمل، لسنوات في مصنع للحديد قبل أن يفتتح مطعمه للوجبات الخفيفة في 1986.

الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير يتحدث مع رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الاثنين (أ.ف.ب)

وقال عارف: «الآن يأخذني الرئيس حفيداً إلى وطن أجدادي... أعتبر سفري في هذه الرحلة علامة تقدير كبيرة».

وهناك نوع من التراشق بين الأتراك والألمان حول منشأ كباب «الدونر» أو «الشاورما»، حيث ينسبه كل شعب إلى نفسه. وتقول الأرقام إن قطاع الكباب الألماني، الذي يبلغ حجم مبيعاته السنوية نحو 7 مليارات يورو، يعد رمزاً لنجاح اندماج الأتراك في المجتمع الألماني.

وشكل الاندماج في حد ذاته واحدة من المعارك بين إردوغان وحكومة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، عندما رفض فرض تعليم الأتراك، الذين يقدر عددهم بـ 3.3 مليون منهم 1.2 مليون يحملون الجنسية التركية، في مدارس ألمانية، وإصراره على أن يتلقوا تعليمهم في المدارس التركية بلغتهم الأم.

وأطلقت وسائل إعلام في تركيا على لفتة الرئيس الألماني «دبلوماسية الشاورما».

أتراك يتظاهرون ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)

ضجة لقاء إمام أوغلو

واستهل شتاينماير زيارته لتركيا من إسطنبول، حيث توجه إلى محطة قطار «سيركجي» في منطقة الفاتح التاريخية، وهي النقطة التي بدأت فيها هجرة العمالة إلى ألمانيا قبل 63 عاماً، تحت اسم «العمال الضيوف»، وكان في استقباله عند باب المحطة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو. وعقد شتاينماير والقنصل العام لألمانيا في إسطنبول يوهانس ريجنبريشت اجتماعاً مغلقاً مع إمام أوغلو في مطعم «أورينت إكسبريس» التاريخي. وبعد الاجتماع، قام شتاينماير وإمام أوغلو بزيارة متحف السكك الحديدية مع والي إسطنبول داود غل.

ونقلت وسائل إعلام عن بعض حضور اللقاء أن إمام أوغلو عبّر عن أسفه الشديد، لأن علاقات تركيا مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي سيئة جداً حالياً، وأن حديث إمام أوغلو أثار اهتمام شتاينماير بشدة، بينما أثار اللقاء ذاته ضجة واسعة في وسائل الإعلام وعبر منصات التواصل الإعلامي في تركيا، لأن أول لقاء للرئيس الألماني كان مع رئيس بلدية إسطنبول، الذي ينظر إليه على أنه الرئيس المحتمل المقبل لتركيا.

وأثناء تجوله في محطة سيركجي، تجمع العشرات من المتظاهرين، الذين اتهموا شتاينماير بدعم «الإبادة الجماعية» في قطاع غزة، وتكرر الأمر في غازي عنتاب، الثلاثاء، حيث توجه الرئيس الألماني لافتتاح مدرسة ابتدائية أقامتها بلاده لضحايا الزلزال، وأعلن المتظاهرون رفض وجوده لافتتاح المدرسة في يوم «الطفولة والسيادة الوطنية» الذي تحتفل به تركيا في 23 أبريل (نيسان) من كل عام، بينما تواصل إسرائيل قتل الأطفال في غزة بدعم من ألمانيا.

وفي الحالتين تدخلت الشرطة التركية لتفريق المتظاهرين، ووقعت اشتباكات بين الطرفين.

وكان آخر لقاء بين إردوغان وشتاينماير عقد خلال زيارة الرئيس التركي لبرلين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ولم تكن الأجواء فيها ودية تماماً تجاه إردوغان الذي تعرّض لحملة واسعة من جانب سياسيين ووسائل إعلام ألمانية، بسبب تضامنه مع الفلسطينيين في غزة، واتهامه لإسرائيل بـ«ارتكاب جرائم ضد الإنسانية»، وتأييده لـ«حركة حماس»، ورفضه تصنيفها منظمة إرهابية.

وينظر إلى إردوغان في ألمانيا على أنه «يقمع المعارضة ويعادي الديمقراطية» رغم انتخابه ديمقراطياً في تركيا. كما تنشط أحزاب المعارضة التركية بقوة في أوساط الأتراك في ألمانيا.

قضايا خلافية

وهناك الكثير من القضايا الخلافية بين أنقرة وبرلين التي لا تنظر بارتياح لوضع الديمقراطية وحقوق الإنسان في تركيا ولا إلى سياستها الخارجية، فضلاً عن حالة الاستياء من تحركات الحكومة التركية ضد بعض المواطنين الأتراك المنتمين إلى حركة فتح الله غولن، وممارسة أنشطة تجسس عليهم عبر المراكز التابعة للشؤون الدينية التركية، التي نفذت السلطات الألمانية حملات ضدها، وأغلقت بعضها في السنوات الأخيرة.

في المقابل، تنتقد أنقرة انحياز ألمانيا لليونان وقبرص في خلافهما معها، وعرقلة مساعي انضمامها للاتحاد الأوروبي، ودعمها للمعارضة التركية على الرغم من تمتع إردوغان بشعبية كبيرة في أوساط الأتراك في ألمانيا، وتساهلها مع أنشطة «حزب العمال الكردستاني»، المصنف في البلدين منظمة إرهابية.


باكستان: كيف تُراجِع جماعة إرهابية مسؤوليتها عن الهجمات؟!

مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
TT

باكستان: كيف تُراجِع جماعة إرهابية مسؤوليتها عن الهجمات؟!

مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)

قتلت قوات الأمن الباكستانية 11 إرهابياً في عمليات أمنية مختلفة، نفذتها قوات الأمن قرب الشريط الحدودي مع أفغانستان.

وقال بيان صدر عن الجيش الباكستاني، الثلاثاء، إن قوات الأمن قضت على عنصر إرهابي خلال عملية نفذتها في منطقة وزيرستان بولاية خيبر باختونخوا، شمال غربي باكستان، كما تم القضاء على 10 إرهابيين آخرين في عملية أخرى نفذتها في منطقة ديرة إسماعيل خان في الولاية نفسها. وأضاف البيان أن العناصر الإرهابية التي تم القضاء عليها متورطة في كثير من الأعمال الإرهابية ضد القوات الأمنية وقتل المدنيين الأبرياء. وتقوم قوات الأمن الباكستانية بعمليات تفتيش روتينية، استناداً إلى معلومات استخبارية تقدمها أجهزة الاستخبارات.

حركة «طالبان الأفغانية» تدير نقطة تفتيش على الحدود الباكستانية الأفغانية (متداولة)

وتظهر حركة «طالبان الباكستانية» عموماً كقوة متهورة عاقدة العزم على التدمير. ولكن في العامين الماضيين، أظهرت علامات على أنها تتصرف أحياناً بحذر شديد، أو تظهر علامات على الخوف من القوات التي تقاتلها.

وفي الآونة الأخيرة، ظهرت على حركة «طالبان الباكستانية» في مناسبتين علامات الخوف من القوات التي تقاتل ضدها.

ولقى 5 صينيين مصرعهم في آخر الهجمات الانتحارية على حافلة ركاب تقل مهندسين صينيين، بالقرب من بلدة بيشام بشمال باكستان. يعتقد الجميع أن هذا كان من عمل حركة «طالبان الباكستانية»، ولكن الحركة نفت بنفسها أي مسؤولية عن الحادث.

وفي عام 2021، تراجعت حركة «طالبان الباكستانية» عن تصريحاتها بعد ادعائها وقوع هجوم في كويتا، قد يُستهدف فيه السفير الصيني في باكستان. وقع هذا الهجوم الانتحاري في أبريل (نيسان) 2021 واستهدف فندق «سيرينا» في كويتا بهجوم انتحاري بواسطة سيارة.

رجل أمن باكستاني يفتش الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش عقب هجوم على مواطنين صينيين في بيشاور حيث قُتل ما لا يقل عن 6 أشخاص بينهم 5 صينيين في الهجوم (إ.ب.أ)

وادعت الحركة في بيانها الأصلي أن الأجانب الموجودين في الفندق هم الهدف الرئيسي. في وقت الهجوم، كان السفير الصيني لدى باكستان، نونغ رونغ، يقيم في الفندق، ونجا من الأذى.

مسؤولو الأمن الباكستانيون يقفون للحراسة أثناء قيامهم بإغلاق الطريق المؤدية إلى ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح قبل زيارة الرئيس الإيراني رئيسي إلى كراتشي الثلاثاء (إ.ب.أ)

ويعتقد خبراء مكافحة الإرهاب -بشكل عام- أن السفير الصيني كان الهدف الرئيسي للهجوم. وبهذه الطريقة يُقال إن حركة «طالبان الباكستانية» فتحت جبهة جديدة ضد الصين. ولكن بعد أن أدركت حركة «طالبان الباكستانية» العواقب المترتبة على مزاعمها الأولية، أصدرت الحركة رداً موضحة أن السفير الصيني لم يكن هو المستهدف. ويعتقد الخبراء أن السبب وراء إعادة النظر لاحقاً لدى حركة «طالبان الباكستانية» هو الخوف من رد فعل عنيف من جانب الجيش الباكستاني والصين لمكافحة الإرهاب.

تفتيش راكبي الدراجات النارية والأشخاص في قندهار (إ.ب.أ)

ليس الأمر أن حركة «طالبان الباكستانية» لم تستهدف في الماضي مصالح ومواطنين صينيين؛ لكن منذ سيطرة حركة «طالبان» على أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، لا تزال الحركة الباكستانية تعيش في ظل حركة «طالبان الأفغانية». كما تقيم حركة «طالبان الأفغانية» علاقات طيبة للغاية مع الحكومة الصينية منذ توليها السلطة في كابُل.

وقال الخبراء إنه خلال السنوات الثلاث الماضية، أصبحت حركة «طالبان الباكستانية» حريصة للغاية على عدم التعرض بالإساءة للرعايا الصينيين في باكستان.

ويعتقد بعض الخبراء أن هناك دلائل تشير إلى أن حركة «طالبان الباكستانية» تريد التركيز على عدوها الرئيسي، ألا وهو الجيش الباكستاني؛ حيث إنها تستهدف بشكل عام أهدافاً عسكرية فقط خلال الأشهر الأخيرة.

تجدر الإشارة إلى أن حركة «طالبان الباكستانية» امتنعت عن استهداف أي بعثة دبلوماسية أجنبية أو موظفيها في السنوات الأخيرة.

وأعلن الجيش الباكستاني نجاح قواته في العمليات التي تنفذها. وكانت هناك حالات تراجعت فيها الجماعات الإرهابية جزئياً أو كلياً عن تصريحاتها، بعد ادعائها وقوع هجمات إرهابية معينة، كما حدث بعد استهداف فندق «سيرينا» في كويتا.


بكين تنفي «كل تجسس صيني مزعوم» بعد توقيف جديد في ألمانيا

صورة عامة من مدينة دريسدن الألمانية (رويترز)
صورة عامة من مدينة دريسدن الألمانية (رويترز)
TT

بكين تنفي «كل تجسس صيني مزعوم» بعد توقيف جديد في ألمانيا

صورة عامة من مدينة دريسدن الألمانية (رويترز)
صورة عامة من مدينة دريسدن الألمانية (رويترز)

نفت بكين، اليوم الثلاثاء، «كل المزاعم بتجسس صيني مزعوم» منددة بـ«افتراء» بحقها، بعيد إعلان برلين توقيف مساعد لنائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لحساب الصين، وذلك غداة توقيف 3 ألمان بالشبهة ذاتها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ونبين، إن «نظرية التهديد بتجسس صيني مزعوم ليست أمراً جديداً لدى الرأي العام الأوروبي»، مديناً «افتراء» هدفه «القضاء على جو التعاون بين الصين وأوروبا»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلن الادعاء العام الاتحادي الألماني، اليوم الثلاثاء، أنه تمّ القبض على الموظف في مدينة دريسدن بتهمة تمرير معلومات من البرلمان الأوروبي. وبحسب مصادر أمنية، فإن الموظف المعتقل يعمل لدى النائب في البرلمان الأوروبي، ماكسيميليان كراه، المنتمي لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني الشعبوي. ولم يذكر الادعاء العام حتى الآن اسم النائب.

ووفقاً لمكتب المدعي العام الاتحادي، ألقى أفراد المكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية سكسونيا القبض على الموظف أمس (الاثنين)، في دريسدن، وتم تفتيش منازل خاصة بالمتهم.

وذكر الادعاء العام أن الموظف متهم بممارسة أنشطة تجسسية لصالح استخبارات أجنبية في وقائع بالغة الخطورة. ويشتبه في أن المواطن الألماني يان جي يعمل موظفاً لدى جهاز استخباراتي صيني. وبحسب تقارير لشبكة «إيه آر دي» الإعلامية وصحيفة «دي تسايت» الألمانية، يعمل المتهم منذ عام 2019 لدى النائب في البرلمان الأوروبي، كراه.

وبحسب المدعي العام الاتحادي، مرر المتهم على نحو متكرر معلومات حول مفاوضات وقرارات في البرلمان الأوروبي منذ يناير (كانون الثاني) الماضي. ويُشتبه أيضاً في أنه تجسس على معارضين صينيين في ألمانيا لصالح الاستخبارات الصينية. ومن المقرر أن يمثل المتهم أمام قاضي التحقيقات في المحكمة الاتحادية في وقت لاحق اليوم.

وقال المكتب الاتحادي لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليوم (الثلاثاء): «التقارير المتعلقة باعتقال أحد موظفي السيد كراه للاشتباه في قيامه بالتجسس مثيرة للقلق للغاية. وبما أنه ليست لدينا حالياً أي معلومات إضافية حول هذه القضية، سيتعين علينا انتظار مزيد من التحقيقات من قبل المدعي العام الاتحادي». وكانت السلطات الألمانية اعتقلت أمس (الاثنين)، 3 أفراد في دوسلدورف وباد هومبورغ للاشتباه في تجسسهم لصالح الصين.

وتشتبه السلطات في أن المتهمين، وهم رجلان وامرأة، حصلوا على معلومات حول التكنولوجيا العسكرية في ألمانيا لنقلها إلى الاستخبارات الصينية. وفي وقت الاعتقالات كان المتهمون يجرون مفاوضات حول مشروعات بحثية يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص لتوسيع القوة القتالية البحرية للصين.