توصف التماسيح بأنها «حفريات حية» لأنها تشبه إلى حد كبير أسلافها المنقرضة، والمعروفة باسم «الكروكوديلومورفا» (crocodylomorphs)، ولكن باحثين أميركيين نسفوا هذه النظرية.
ووفق الدراسة التي نشرها الباحثون من جامعة «ستوني بروك» في 24 يناير (كانون الثاني) الحالي بدورية «Scientific Reports»، فإن «الكروكوديلومورفا» لم تنتقل من الأرض إلى المياه العذبة خلال مرة واحدة فقط، حدثت منذ نحو 200 مليون عام تقريباً، كما تقول النظريات السابقة، ولكن عملية الانتقال من الأرض إلى المياه كانت أكثر تعقيداً مما هو سائد، وشملت الكثير من الأنواع التي عاشت في مجموعات مختلفة من النظم البيئية، بما في ذلك الأرض والمصبات والمياه العذبة والبحرية.
وخلال الدراسة تمكن الفريق البحثي الذي قاده د.إريك ويلبرغ، من قسم العلوم التشريحية بالجامعة، من وضع تصور للأنواع المختلفة من التماسيح التي عاشت في البيئات المختلفة وصولاً للتماسيح الحديثة، وأثبتوا أن الاختلاف بينها لم يكن في المكان الذي عاشت فيه، ولكن في الشكل أيضاً، حيث كان لدى التي عاشت في البحر مجاديف بدلاً من أطرافها، وامتلكت الأنواع التي عاشت على الأرض مخالب تشبه الحوافر وأرجلاً طويلة.
وخلصوا من ذلك إلى القول إن «انتقال التماسيح بين الأرض والبحر والمياه العذبة كان أكثر تكراراً مما كنا نعتقد، ولم تكن التحولات دائماً من الأرض إلى المياه العذبة، أو من المياه العذبة إلى البحرية، وهو ما ينسف نظرية اعتبارها حفرية حية».
ويقول د.إريك ويلبرغ لـ«الشرق الأوسط»، إن تدمير أسطورة «التماسيح أحافير حية» يعد من أبرز الإنجازات العلمية لهذا البحث. ويضيف: «كان الاعتقاد أن التماسيح احتفظت بشكل الجسم نفسه لنحو 200 مليون سنة، ولكن هذا البحث يبين أن المسألة كانت أعقد من ذلك، وأن البيئات المختلفة التي عاشت بها التماسيح كان لها تأثير على الشكل».
ويسعى الباحث لاستكمال دراساته حول التماسيح خلال الفترة المقبلة، حيث سيستخدم في المراحل التالية تقنيات التصوير ذات التقنية العالية (الأشعة المقطعية، المسح السطحي ثلاثي الأبعاد) لتقييم كيفية تغيير العقول والأعصاب القحفية للتماسيح عبر التحولات البيئية الرئيسية خلال الـ200 مليون سنة الماضية.
ويقول: «سندرس أيضاً كيفية تكيف أجسامها، بما في ذلك النظر في التغييرات في أطرافها والأعمدة الفقارية، ونأمل أن يؤدي هذا إلى تطوير مفاهيم للتطور التشريحي تكون ذات صلة بما هو أبعد من مجرد التماسيح».
التماسيح المعاصرة لا تشبه أسلافها المنقرضة منذ 200 مليون عام
اكتشاف ينسف نظرية أنها «حفريات حية»
التماسيح المعاصرة لا تشبه أسلافها المنقرضة منذ 200 مليون عام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة