سوق العقارات في جزر الكناري الإسبانية.. ما لها وما عليها

إمكانياتها السياحية تجعلها وجهة استثمارية للأجانب

سوق العقارات في جزر الكناري الإسبانية.. ما لها وما عليها
TT

سوق العقارات في جزر الكناري الإسبانية.. ما لها وما عليها

سوق العقارات في جزر الكناري الإسبانية.. ما لها وما عليها

تينيريفي هي أكبر جزيرة حسب المساحة وعدد السكان في جزر الكناري، التي تتمتع بحكم ذاتي في إسبانيا قبالة سواحل جنوب المغرب. أصبحت الجزر محطة لقضاء العطلات وثاني أهم مقصد بالبلاد مع تزايد الرحلات الجوية أواخر الخمسينات والستينات و«ازدهرت حقا» في السبعينات والثمانينات، حسبما ذكره إيكهارد بيرنستورف، المدير التنفيذي لبورتا تينيريفي للعقارات في بويرتو دي لا كروز.
يزور نحو خمسة ملايين شخص تينيريفي كل عام، وفقا لموقع الجزيرة السياحية. وفي عام 2013، أتى 1.6 مليون من بريطانيا و560 ألفا من ألمانيا.
تميل الأسعار في تينيريفي، التي تملك مطارين دوليين، إلى أن تكون أعلى من غيرها مقارنة بجزر الكناري الأخرى. وتقع أكثر المناطق المرغوبة على طول الساحل الشمالي بالقرب من بويرتو دي لا كروز وحول كوستا أديجي في جنوب غربي البلاد. سيؤدي الانتهاء من الطريق الدائري، المتوقع في غضون سنوات قليلة، إلى تعزيز التنمية في المناطق الغربية، وفق ما أدلى به أحد الوكلاء.
وأضاف أن كل أنواع العقارات متاح تقريبا، بدءا من شقق تستخدم كاستوديوهات على بعد بضع دقائق بالسيارة مقابل 130 ألف دولار انتهاء بالفيلات الفاخرة باهظة الثمن التي تطل على منظر رائعة للمحيط مقابل أربعة ملايين دولار أو أكثر. وهناك عدد صغير من المزارع التقليدية، أو المزارع الصغيرة في السوق.
وأوضح أن أهم ما يميز العقارات هو الموقع. فقد احتلت العقارات في أفضل المناطق نسبة كبيرة من قيمتها خلال الركود الأوروبي الذي بدأ في عام 2008، وحتى العقارات في الأراضي الإسبانية الرئيسة انخفض بنسبة 50 أو 60 في المائة. وقال بيرنستورف ارتفعت الأسعار بنسبة تصل إلى عشرة في المائة سنويا في وقت مبكر الألفية الجديدة، حيث بلغت ذروتها في أواخر عام 2006 أو 2007. وتابع قائلا: «انخفضت الأسعار بعد ذلك بنسبة 35 في المائة على الأقل».
وفيما يتعلق بالأسعار الآن، قالت إيريس بوي بينيا، مديرة مكتب (Engel & Voelkers) بكوستا أديجي: «هناك صعوبة في تحديدها، إذ يجب عليك أن تفصل بين المناطق هنا». وأوضحت: «تبقى الأسعار مستقرة إلى حد كبير نظرا لأن أصحابها من بلدان أخرى».
وبازدياد الشعور في أوروبا أن أسوأ ما في الأزمة الاقتصادية قد مر، قال وكلاء تينيريفي إنهم بدأوا يرون مؤشرات على أن الأسعار قد بدأت في الارتفاع مرة أخرى. قال السيد سميث: «بالتأكيد على مدى عشرة إلى 12 شهرا الماضية، أصبحت السوق أقوى هنا. أعتقد أن البداية ربما كانت في العام الماضي». وأوضح أن هذا العام أصبح البائعون أقل استعدادا للتفاوض، وأننا نحقق سعر الطلب الكامل على المزيد من العقارات. على مدى الأشهر القليلة الماضية كان من الرائع أن نرى تحقيق مزيد من التنمية.
وكانت السيدة بوي بينيا أقل تفاؤلا، مشيرة إلى أن العامين الماضيين «لم يكونا على ما يرام. الآن لدي شعور بأن الأسعار تعود للاستقرار مرة أخرى ببطء شديد، خاصة في المناطق ذات الطلب المرتفع. أعتقد أنه سيرتفع قليلا في المستقبل، ربما في السنوات الخمس المقبلة، ولكن ليس إلى المستوى الذي كان لدينا في 2007».

* المشترون في جزر الكناري
تتوجه السوق في تينيريفي بقوة نحو شمال أوروبا، حيث توجد أكبر عدد من المشترين الذين يأتون عادة من بريطانيا وألمانيا. في السنوات الأخيرة، أصبح البلجيكيون والهولنديون والاسكندينافيون، وخصوصا الروس، أقوى من ذي قبل. وفي إشارة إيجابية على تعافي السوق، قالت بوي بينيا كان المشترون الإسبانيون يعودون «ببطء شديد» إلى جزر الكناري. وأضافت: «لقد اختفوا تماما خلال السنوات التي انخفضت فيها الأسعار. والآن، يمكنك ملاحظة أنها تتحسن قليلا، لأنهم يعودون مرة أخرى».
ولا توجد قيود على المشترين الأجانب. جميع المعاملات في إسبانيا تجرى عن طريق الكاتب العدل، الذي يشهد توقيع العقود ويضمن تحصيل جميع الضرائب والرسوم. يستطيع المشترون من الخارج لممتلكات تبلغ قيمتها أكثر من 500 ألف يورو، أو ما يعادل 670 ألف دولار، من التقدم للحصول على «تأشيرة ذهبية»، التي تعطيهم الإقامة الإسبانية. وقال سميث يجب على المشترين تخصيص عشرة في المائة إضافية لرسوم بيع المنازل، التي تشمل ضريبة نقل بنحو 6.5 في المائة ورسوم التسجيل لدى كاتب العدل وسجل الأراضي. ليس من الضروري توكيل محام، على الرغم من قول السيد سميث أن وكالته توصي دائما بأن على المشترين الأجانب أن يوكلوا محاميا.
والإسبانية هي اللغة المتداولة والعملة الرسمية هي اليورو (اليورو يساوي 1.34 دولار).
وتبلغ الضرائب العقارية السنوية على المنازل تقدر بنحو 800 دولار، أي ما يوازي (600 يورو) سنويا.

* خدمة «نيويورك تايمز»



جدل أميركي حول تأثير بناء الشقق الفاخرة في الأحياء الفقيرة

المباني الجديدة مشكلة وحل في الوقت نفسه
المباني الجديدة مشكلة وحل في الوقت نفسه
TT

جدل أميركي حول تأثير بناء الشقق الفاخرة في الأحياء الفقيرة

المباني الجديدة مشكلة وحل في الوقت نفسه
المباني الجديدة مشكلة وحل في الوقت نفسه

غالباً ما ينظر النشطاء في مجال الإسكان بالولايات المتحدة الأميركية إلى بناء المباني السكنية الجديدة على أنه هو المشكلة، حيث يتم السماح للمطورين العقاريين ببناء مزيد من المساكن، لا سيما في الأحياء الفقيرة، مما يجعل المستأجرين والجيران في هذه المناطق يخشون من ارتفاع أسعار السوق وزيادة تكلفة الإيجارات عليهم، في حين يميل الاقتصاديون، من ناحية أخرى، إلى رؤية المباني الجديدة بوصفها الحل وليست المشكلة، حيث يقولون إن الطريقة الوحيدة لتخفيف النقص في عدد الشقق، الذي بدوره يؤدي إلى رفع الإيجارات، هي بناء مزيد من المساكن، فهم يؤكدون أن بناء ما يكفي من المساكن سيؤدي لانخفاض الإيجارات بشكل عام.
وتعدّ الإشكالية بين هذين الرأيين أساس حالة الجدل المثارة حول البناء الفردي والمعارك الأوسع حول كيفية تخفيف أزمة الإسكان في الولايات المتحدة. وحتى وقت قريب، لم تكن هناك أي بيانات تقريباً على نطاق الأحياء لحل هذه الأزمة، ويبدو أن كلا الرأيين صحيح في الوقت نفسه، فالمساكن الجديدة قد تساعد في خفض الإيجارات في مناطق المترو على سبيل المثال وذلك حتى في الوقت الذي قد يعني فيه ذلك زيادة الطلب على هذه المناطق مما يزيد من قيمة الإيجارات فيها.
وتقدم دراسات جديدة عدة أخيراً بعض الأدلة المشجعة، إن لم تكن كاملة، حيث نظر الباحثون في جامعة نيويورك و«معهد آب جون»، وجامعة مينيسوتا، إلى ما يحدث بشكل مباشر مع بناء المساكن الجديدة، واسعة النطاق، والتي تُباع بسعر السوق (دون قيود على قيمة الإيجار)، حيث تشير دراسات عدة بالفعل إلى أن المناطق التي تبني مزيداً من المساكن تكون أسعارها معقولة، وتتساءل هذه الدراسات الحديثة عما إذا كان هذا النمط يظل ثابتاً عند النظر إلى بناء المساكن الفردية وليس المجمعات السكنية الكبيرة.
وتشير النتائج، مجتمعة، إلى أن المساكن الجديدة يمكن أن تخفف من حدة ارتفاع الإيجارات في المباني الأخرى القريبة، لكن جاء رأي هذه النتائج مختلطاً حول ما إذا كان المستأجرون من ذوي الدخل المنخفض يستفيدون بشكل مباشر من المباني الجديدة أيضاً.
وتمثل أنواع المباني التي تصفها هذه الدراسات، والتي تخضع لسعر السوق وتتكون من 50 وحدة سكنية أو أكثر، غالبية المباني الجديدة الآن، كما تستهدف الغالبية العظمى من الشقق الجديدة اليوم المستأجرين من ذوي الدخل المرتفع، حيث يبلغ متوسط الإيجار لوحدة جديدة الآن 1620 دولاراً أميركياً في الشهر، أي أعلى بنسبة 78 في المائة من متوسط الإيجار على مستوى البلاد، وذلك وفقاً لـ«مركز هارفارد المشترك للدراسات الإسكانية»، (كما أن الهوة بين هذه الأرقام آخذة في الاتساع)، وتميل هذه المباني أيضاً إلى أن تكون الأكثر ظهوراً في المعارك المتعلقة بالإسكان في مختلف الأحياء الأميركية.
وتقول الزميلة في «مركز فورمان» بجامعة نيويورك، والتي درست تأثير المباني الجديدة في نيويورك، شياودي لي: «المستأجرون لا يحبون فكرة بناء المباني الشاهقة الجديدة، وذلك لأنهم يجدون هناك ارتفاعاً أيضاً في قيمة الإيجارات لديهم».
وقد يفترض الجيران أن المباني الجديدة تتسبب في ارتفاع الإيجارات، وهذا أمر مبرر إذا كانت المباني الجديدة تجذب كثيراً من السكان الأكثر ثراءً، والذين بدورهم يجذبون وسائل الراحة الراقية التي تجعل الحي مرغوباً فيه بشكل أكبر.
وتضيف لي: «السؤال الرئيسي هنا هو: ما التأثير الحقيقي لبناء هذه المباني؟». وقد وجدت لي أن المباني الجديدة في نيويورك تجذب مزيداً من المطاعم والمقاهي في المناطق المجاورة، لكنها خلصت إلى أن أي تأثير قد يؤدي لرفع الإيجارات في المناطق المجاورة لهذه المرافق، سيتم وقفه بسبب زيادة المعروض من المباني، وهو الأمر الذي يؤدي لخفض الإيجارات، كما وجدت أنه مقابل كل زيادة بنسبة 10 في المائة في المعروض من المساكن، فإن إيجارات العقارات التي تقع على مسافة 500 قدم تنخفض بنسبة واحد في المائة، وذلك مقارنة بالمناطق الأخرى التي يرتفع فيها الطلب.
ولكن يبدو أن هذه الفوائد ستذهب للمستأجرين في المباني الراقية والمتوسطة القريبة، حيث يفترض أن مالكي العقارات يرون منافسة جديدة في الجوار مما يدفعهم لتعديل قيمة إيجارات مساكنهم بما يتناسب مع هذه المنافسة، لكن «لي» وجدت أن المباني الجديدة ليس لها أي تأثير على إيجار العقارات التي تقع على بُعد أكثر من 500 قدم، وأنها لا تؤثر أيضاً على إيجارات الوحدات منخفضة التكلفة القريبة، وذلك لأنه ربما لا يرى ملاك هذه الوحدات الأبراج الفاخرة الجديدة على أنها منافسة لهم بشكل مباشر.
وفي دراسة منفصلة، وجد براين أسكويث وإيفان ماست من «معهد آب جون»، وديفين ريد في «بنك فيلادلفيا الفيدرالي»، مجموعة مماثلة من النتائج في 11 مدينة رئيسية، بما في ذلك أتلانتا وأوستن وشيكاغو ودنفر، وشملت الدراسة المباني الجديدة التي تضم 50 وحدة على الأقل والتي تم بناؤها في أحياء يقطنها ذوو الدخل المنخفض في وسط المدينة، ويقدر هؤلاء الباحثون أن هذه المباني الجديدة تؤدي لخفض الإيجارات بنسبة بين 5 و7 في المائة في المناطق المجاورة بشكل مباشر، وذلك مقارنة بقيمة الإيجارات المتوقعة في حال لم يكن قد تم بناء هذه المباني الجديدة.
ولكن لا تعني الدراسة أن الإيجارات تنخفض بالفعل، إلا إنها تشير، بدلاً من ذلك، إلى أن المباني الجديدة تبطئ وتيرة زيادة الإيجارات في أنواع الأحياء التي يصفها المطورون العقاريون بأنها مرتفعة بالفعل، حيث إنه بحلول الوقت الذي يصل فيه هؤلاء المطورون إلى حي ما، خصوصاً مع وجود خطط لمشاريع كبيرة الحجم، فإنه من المرجح أن ترتفع الإيجارات بشكل سريع.
وعن تفسيره النتائج التي توصل إليها في اجتماع عام بشأن الرؤية السابقة، يقول ماست: «الأثرياء يتطلعون بالفعل إلى الانتقال إلى حي ما، ولذلك فإنه يمكننا بناء ذلك المبنى الذي يمنحهم شكل الوحدة التي يريدون أن يعيشوا فيها، وفي حال لم نفعل ذلك، فإنهم سيقومون بشراء وحدة في مكان قريب ثم سيقومون بتجديدها».
وقد يكون هذا الرأي غير مريح بالنسبة للمقيمين في الأحياء منذ فترة طويلة، خصوصاً أولئك الذين يشعرون بالقلق من التغيرات التي تحدث في أحيائهم والتي تتجاوز فكرة قيمة الإيجارات فقط، لكنه يمثل رداً على نقطة واحدة على الأقل فيما يخص الجدل المثار حول بناء المباني السكنية الجديدة.
ويقول الأستاذ في جامعة نيويورك، إنغريد غولد إيلين: «هذه النتائج تشير ببساطة إلى أن بناء مزيد من المساكن في أحد الأحياء لن يؤدي إلى تفاقم أعباء الإيجار المرتفعة، ولكنه قد يساعد في التخفيف من حدتها».
ويأتي أحد التحذيرات في الأبحاث التي أجراها أنتوني داميانو وكريس فرينير، اللذان يدرسان للحصول على الدكتوراه في جامعة مينيسوتا، حيث قاما بدراسة المباني الجديدة واسعة النطاق التي بنيت في مينابولس، وقد وجدوا أن بناء المساكن الجديدة قد ساعد في تخفيف حدة ارتفاع قيمة الإيجارات للوحدات الراقية القريبة، لكنهم خلصوا إلى أنه في الثلث الأسفل من السوق يكون للمباني الجديدة تأثير معاكس، حيث ترتفع قيمة الإيجار بشكل سريع.
ومن الممكن في بعض السياقات أن يتسبب بناء الشقق الجديدة، التي تباع وفقاً لسعر السوق، في قيام ملاك العقارات في المناطق القريبة بكبح جماح قيمة إيجار شققهم، لكنه قد يتسبب أيضاً في رؤية مجموعة أخرى من الملاك أن قيمة إيجاراتهم تعد قليلة مقارنة بالأسعار الجديدة، ومن المحتمل أن يشعر المستأجرون من ذوي الدخل المنخفض بالغضب من المساكن الجديدة في البداية، وذلك حتى لو كانوا سيستفيدون منها على المدى الطويل، وذلك لأنه مع تقدم عُمر هذه المباني الجديدة، فإن أسعارها تصبح في المتناول.
وبشكل عام، فإن هناك أدلة في هذه الدراسات كافة على أن العرض والطلب يعملان على النحو الذي يتوقعه الاقتصاديون، وذلك حتى على نطاق الحي الواحد، ولكن هناك أيضاً أدلة على تحقيق مخاوف المستأجرين الأكثر فقراً.
ويقول داميانو: «هؤلاء هم الأشخاص الذين مروا بعدد كبير من التجديدات الحضرية، وإنشاء الطرق السريعة، والاستثمار العام في الإسكان، وإخفاقات التخطيط الأوسع والمؤسسات الحكومية على مرّ الأجيال، وأعتقد أن الخوف من مجرد جملة (مبنى جديد) هو خوف حقيقي ومبرر، والأمر متروك للمخططين وصانعي السياسات للنظر إلى تلك المخاوف بشكل جيد».

* خدمة «نيويورك تايمز»