أجواء الاستفتاء على الاستقلال تلقي بظلالها على سوق العقارات في أسكوتلندا

مقرر تنظيمه في سبتمبر المقبل

أجواء الاستفتاء على الاستقلال تلقي بظلالها على سوق العقارات في أسكوتلندا
TT

أجواء الاستفتاء على الاستقلال تلقي بظلالها على سوق العقارات في أسكوتلندا

أجواء الاستفتاء على الاستقلال تلقي بظلالها على سوق العقارات في أسكوتلندا

تخيم أجواء الاستفتاء على استقلال أسكوتلندا المقرر تنظيمه في سبتمبر (أيلول) على سوق العقارات على مدى الثمانية عشر شهرا الماضية. وأفاد بعض السماسرة أن حالة عدم اليقين بشأن نتيجة الاستفتاء قد تؤدي إلى تراجع حالة الانتعاش الناشئة في سوق العقارات في أسكوتلندا.
ووفقا لران مورجان، رئيس قسم العقارات السكنية في أسكوتلندا لدى شركة نايت فرانك للوساطة العقارية: «بشكل عام، يشهد اقتصاد أسكوتلندا، جنبا إلى جنب سائر الدول التابعة للمملكة المتحدة تحسنا، وهناك المزيد من المال والثقة، ولكن ينتظر الناس بالفعل نتيجة هذا الاستفتاء قبل وضع أيديهم في جيوبهم».
وأوضح أندرو بريت، رئيس قسم العقارات السكنية لأسكوتلندا وشمال إنجلترا بشركة سافيلس للوساطة، أنه ما زال هناك دلائل على تراجع سوق العقارات السكنية منذ الكساد العالمي عام 2008. وشهدت السوق استقرارا مع احتمالية تزايد أسعار المساكن ما بين 3 - 4 في المائة هذا العام، قائلا: «ما زالت تقل الأسعار بما نسبته نحو 25 في المائة، مقارنة بأعلى مستوياتها التي وصلت إليها عامي 2007 و2008، ولكننا بدأنا نشهد انتعاشا في مراكز السوق الثلاثة الرئيسية الخاصة بنا، والتي تتمثل في المناطق التالية: نيو تاون في ادنبره؛ وويست إند في غلاسكو؛ والمركز الأساسي أبردين». وعادة ما تباع الشقة المكونة من غرفتين للنوم في هذه المناطق الثلاث بما يتراوح قيمته ما بين 300 - 400 ألف جنيه، أو ما يعادل 510 - 680 ألف دولار.
وأوضح السيد بريت أنه نظرا لتنامي فجوة الأسعار بين المساكن في لندن وأسكوتلندا، لدرجة أن المسكن في لندن قد يصل سعره ما بين أربعة إلى عشرة أضعاف سعر المسكن في أسكوتلندا، دخلت مجموعة «سوبركميوترز (supercommuters)» سوق العقارات السكنية الأسكوتلندية، ومن المتوقع تنامي هذه المجموعة من المشترين. وفي هذا الصدد قال: «بدأنا نرى هذه المجموعة على مدى السنوات القليلة الماضية، وجاءت هذه المجموعة من لندن وتعمل على الاستفادة من الأسعار المنخفضة للعقارات في أسكوتلندا، كما أنهم يعودون إلى لندن ربما ثلاثة أو أربعة أيام في الأسبوع»، وأضاف: «يمكنك السفر إلى لندن في خلال ساعة واحدة فقط».
كما أشار السيد بريت، أنه في حين أن سوق المنازل الكبيرة في أسكوتلندا - التي عادة ما يجرى شراؤها من جانب اللندنيين الذين يطمحون إلى جودة مستوى المعيشة - لا تزال تتراجع منذ الكساد العالمي، فإن سوق العقارات الكبرى التي عادة ما تبلغ تكلفتها ما بين 3 - 25 مليون جنيه، أو ما يعادل نحو 5 - 43 مليون دولار شهدت ازدهارا.
وقال: «نعلم من خلال ما نجريه من أبحاث أن كبار الأثرياء في العالم يفضلون شراء العقارات الرياضية في أسكوتلندا»، وأوضح أن المشترين في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك المشترون من الروس يرغبون في امتلاك العقارات التي تعرض الجوائز الرياضة.
وأفاد بعض الوسطاء أنه رغم انخفاض عدد اللندنيين ممن يسعون الحصول على مساكن لقضاء عطلة نهاية الأسبوع فيها أو مساكن تلبي احتياجات المتقاعدين في أسكوتلندا في السنوات الأخيرة، لا يزال يقوم المشترون الأجانب من كافة أنحاء العالم بشراء المساكن في أسكوتلندا. وقال السيد مورجان بأن المشترين عادة ما يكونون من شمال أوروبا والدول الإسكندنافية والولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط.
وأوضح السيد مورجان أنه لا توجد قيود على شراء الأجانب للمساكن في أسكوتلندا، ويتوافر وكلاء العقارات من أجل مساعدة المشترين، وعادة ما يحصلون على عمولة نسبتها ما بين 1.5 - 2 في المائة، قائلا: «الأمر متروك لك ما إذا كنت تريد أن يتصرف شخص ما بالنيابة عنك أم لا، ولكن إذا كنت شخصا أجنبيا، فإنني سأؤيد ذلك».
وقال السيد مورجان بأنه عادة ما يحصل المحامون ممن يعملون بالمستندات والاستمارات على بضع مئات من الجنيهات من أجل إبرام صفقة واضحة وصريحة، بينما في الغالب يحصل وكلاء العقارات الذين يمثلون البائع على نسبة عمولة قدرها اثنان في المائة.
وأوضح السيد بريت أنه يتعين على المشترين دفع رسوم الدمغة، التي تتراوح قيمتها ما بين 1 - 7 في المائة، ويعتمد ذلك على سعر المنزل، وتخصص نسبة 7 في المائة للمشترين الذين يشترون منازل تزيد قيمتها عن مليوني جنيه، ولكن من الممكن أن تتغير هذه الأرقام بموجب الاستفتاء على استقلال أسكوتلندا المقرر انعقاده في سبتمبر. وقال: «إذا كان التصويت بـ(نعم)، سيكون هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج لإجابة، فالأسواق لا تحب الغموض»، وأضاف: «أثناء العامين أو الثلاثة أعوام من المفاوضات بين الحكومتين الأسكوتلندية والبريطانية للخروج من الاتحاد، من المحتمل أن تتجمد سوق العقارات بالكامل».
وتبلغ قيمة ضرائب مجلس البلدية المفروضة على كافة الممتلكات العقارية نحو ثمانية آلاف جنيه أو ما يعادل 13.600 دولار سنويا.



سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
TT

سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد

واصلت سوق الإسكان في الصين الاستقرار بشكل عام خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث سجلت 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً طفيفاً في أسعار المساكن على أساس شهري، حسب بيانات رسمية صدرت أول من أمس. وأظهرت الإحصاءات أن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن على المستوى الأول، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ظلت دون تغيير على أساس شهري خلال فبراير (شباط) الماضي، مقارنة بنمو نسبته 0.4 في المائة سجل في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وشهدت المدن على المستوى الثاني ارتفاعاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، بانخفاض 0.1 نقطة مئوية عن الشهر السابق، بينما شهدت المدن على المستوى الثالث أيضاً ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، مقارنة بزيادة نسبتها 0.4 في المائة سجلت في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وازدادت أسعار المساكن المعاد بيعها في المدن على المستوى الأول على أساس شهري، إلا أنها كانت بوتيرة أبطأ، في حين ظلت الأسعار دون تغيير في المدن على المستوى الثاني، وانخفضت بشكل طفيف في مدن المستوى الثالث على أساس شهري.
وقال كونغ بنغ، الإحصائي في المصلحة، إنه رغم أن تفشي فيروس كورونا الجديد غير المتوقع جلب تأثيراً ملحوظاً على سوق العقارات في البلاد، فقد اتخذت السلطات عدداً كبيراً من السياسات والإجراءات للحفاظ على استقرار سوق العقارات بشكل عام.
وأظهرت بيانات المصلحة أيضاً أن الاستثمارات في التطوير العقاري بالبلاد انخفضت بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي خلال أول شهرين من العام الحالي. كما انخفضت الاستثمارات في المباني السكنية بنسبة 16 في المائة عن العام الذي سبقه. وذكرت مصلحة الدولة للإحصاء أن الاستثمار في التطوير العقاري بالصين انخفض بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي في الشهرين الأولين من عام 2020.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «تشاينا سيكيوريتيز جورنال» بأن كبار مطوري العقارات في الصين أعلنوا عن ربحية أفضل خلال العام الماضي، وأصدرت 56 شركة عقارات صينية مدرجة في سوق الأسهم «إيه» وسوق هونغ كونغ للأوراق المالية تقاريرها السنوية لعام 2019. وسجلت 29 شركة زيادة في صافي الأرباح. ومن بينها، سجلت الشركات العقارية المدرجة في سوق الأسهم «إيه» أداء أفضل بشكل عام من نظيراتها المدرجة في سوق هونغ كونغ، حسبما ذكرت الصحيفة.
وانخفض متوسط صافي الأرباح العائد لمساهمي 38 مطوراً عقارياً مدرجاً في بورصة هونغ كونغ بنسبة 27.58 في المائة إلى 3.25 مليار يوان (466.3 مليون دولار)، في حين ارتفع صافي أرباح الشركات المدرجة في بورصة «إيه»، البالغ عددها 18 شركة، بنسبة 22.67 في المائة إلى 3.59 مليار يوان.وقالت الصحيفة إن معظم الشركات التي شهدت نتائج مالية محسنة سجلت توسعًا في أصولها وديونها. ومع ذلك، فإن نسبة الأصول إلى الديون التي تخصم من الإيرادات غير المكتسبة، والتي ترتبط بالنتائج المستقبلية لمطور العقارات، انخفضت بسبب المحاسبة المالية المثلى، مما يشير إلى ظروف مالية أفضل.
وقالت الصحيفة إن قطاع العقارات شهد مزيداً من عمليات الدمج والاستحواذ في 2019. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن بيانات من معهد الأبحاث العقارية «تشاينا إنديكس أكاديمي»، أنه بصفتها وسيلة فعالة لشراء الأراضي وتوسيع الأعمال التجارية، أبرم مطورو العقارات الصينيون 333 صفقة دمج واستحواذ بقيمة 296.1 مليار يوان في العام الماضي، بزيادة 14.7 في المائة و31.6 في المائة على التوالي على أساس سنوي.
إلى ذلك، كشف بيانات رسمية أن أسعار العقارات الصينية سجلت معدلات نمو أقل في نهاية عام 2019، مقارنة مع العام السابق. وذكر بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، في أحدث تقرير فصلي له حول تطبيق السياسة النقدية، أن أسعار المساكن التجارية حديثة البناء في 70 مدينة كبرى ومتوسطة في أنحاء البلاد ارتفعت بواقع 6.8 في المائة على أساس سنوي بنهاية عام 2019، بانخفاض 3.7 نقطة مئوية مقارنة مع عام 2018.
وارتفعت أسعار المساكن المستعملة بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي، بانخفاض 4 نقاط مئوية مقارنة مع عام 2018. وكانت المساحة الأرضية للمساكن التجارية المبيعة على مستوى البلاد هي ذاتها لعام 2018. مع ارتفاع المبيعات بنسبة 6.5 في المائة على أساس سنوي، بينما انخفض معدل نمو المبيعات بمعدل 5.7 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018. وواصل معدل النمو للقروض العقارية الانخفاض على نحو مطرد.
وبنهاية عام 2019، بلغ حجم القروض العقارية من كبرى المؤسسات المالية -بما في ذلك المؤسسات المالية ذات الاستثمار الأجنبي- 44.41 تريليون يوان (6.34 تريليون دولار)، بارتفاع 14.8 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو بواقع 5.2 نقطة مئوية، مقارنة مع نهاية عام 2018.
ومثل حجم القروض العقارية 29 في المائة من إجمالي القروض. ومن بين القروض العقارية، بلغ حجم قروض الإسكان الشخصي 30.2 تريليون يوان، بزيادة 16.7 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو 1.1 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018.
وأظهرت بيانات رسمية أن سوق المساكن في الصين واصلت الحفاظ على الاستقرار بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث سجلت أسعار المساكن في 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً معتدلاً بشكل عام على أساس شهري. وأظهرت البيانات الصادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء أن 47 من أصل 70 مدينة سجلت ارتفاعاً في أسعار المساكن الجديدة على أساس شهري، بتراجع من 50 مدينة في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
وبحسب البيانات، فإن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن من الدرجة الأولى، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ازدادت 0.4 في المائة على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، حيث شهد معدل النمو زيادة 0.2 نقطة مئوية عن الشهر الأسبق. كما شهدت مدن الدرجتين الثانية والثالثة في البلاد التي شملها مسح المصلحة ارتفاعاً معتدلاً على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، ولكن بوتيرة أبطأ من الشهر الأسبق.
وارتفعت أسعار المساكن المعاد بيعها في مدن الدرجة الأولى ومدن الدرجة الثالثة على أساس شهري، في حين ظلت الأسعار في مدن الدرجة الثانية ثابتة. وقال كونغ بنغ، الإحصائي الكبير في مصلحة الدولة للإحصاء، إن سوق العقارات ظلت مستقرة بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تؤكد الحكومات المحلية على مبدأ أن «المساكن للعيش وليس للمضاربة»، إلى جانب تنفيذ آلية إدارة طويلة الأجل للسوق.