مؤشرات «العدل» ستقضي على الصفقات الوهمية للقطاع العقاري السعودي

خبير عقاري: يجب اعتماد مصادر متعددة في حال تحديد أسعار المؤشر

جانب من مدينة مكة المكرمة (تصوير: أحمد يسري)
جانب من مدينة مكة المكرمة (تصوير: أحمد يسري)
TT

مؤشرات «العدل» ستقضي على الصفقات الوهمية للقطاع العقاري السعودي

جانب من مدينة مكة المكرمة (تصوير: أحمد يسري)
جانب من مدينة مكة المكرمة (تصوير: أحمد يسري)

يعد تدشين وزارة العدل السعودية للمؤشرات العقارية الجديدة، التي يبلغ عددها 36 مؤشرا، تحدد معلومات متكاملة للأسعار في المناطق والمدن والأحياء، الحدث الأبرز خلال الفترة الأخيرة، نظرا لاحتوائه على معلومات مباشرة وصريحة تعتمد على الأرقام الثابتة وليس على التحليلات والتوقعات، إذ يعد إطلاق المؤشر في مثل هذا الوقت بالتحديد ضربة قوية للمتلاعبين في القطاع العقاري، الذين سيكشف المؤشر تلاعبهم عبر عرض المعلومات والبيانات بشكل دوري، تتيح للجميع الاطلاع عليها وتحديد الفروق وإعطاء مؤشرات واقعية عند الرغبة في البيع والشراء.
وأكد عدد من العقاريين السعوديين أن أهم ما سيقضي عليه المؤشر الوليد هو الصفقات الوهمية وتنقل العقارات بين التجار للإيهام بأن السوق يقدم نتائج جيدة وتحركات ملحوظة في الطلب، وبالتالي يعد مبررا جيدا لارتفاع الأسعار أو بقائها – وهو أقل طموح لهم - على ما هي عليه.
كما توفر هذه المؤشرات خيارات أكبر للمشترين الذين سيكونون على اطلاع تام على أسعار العقار في جميع أحياء المملكة وليس مدنها فقط، مما يتيح التفاضل في القيمة من حي إلى آخر، الأمر الذي سيدعم التنافسية في السعر التي ستنعكس بشكل مباشر على انخفاض الأسعار بشكل عام.
أكد ذلك تركي الدباس، وهو صاحب شركة تطوير عقاري، وأبان أن هذا المؤشر سيكون هو المعيار الأكثر صدقا ووضوحا في تقييم الحالة العقارية للسوق، في ظل الاختلاف الدائم بين التجار والمواطنين في قياس نشاط القطاع العقاري، حيث سيقطع المؤشر الشك باليقين عبر أرقام ثابتة لا تحتمل التشكيك، تستقى من عمليات بيع حقيقية تمت فعلا، وليس عبر تصريحات وتخبطات لطالما أضرت بالسوق وكانت سببا في ارتفاع الأسعار على المدى الطويل، رغم الانحدار في الطلب الذي عاشه القطاع العقاري، وحقق نتائج منخفضة لا ترتقي لحاجة السوق إلى الوحدات السكنية، ولا إلى مستوى الحياة الاقتصادية التي تعيشها السعودية ذات القطاع الاقتصادي الجبار الذي من المفترض أن يشهد مشروعات إسكانية مهولة لتلبية الطلب المتزايد.
وزاد: «يكمن السؤال في كيفية تحديد أسعار العقار، وكيفية حسابها، والأسعار التي تعتمدها الوزارة من أين مصدرها؟ هل ستعتمد على أسعار المبيعات التي تسجلها مكاتب العدل؟ أم سيكون للوزارة أذرع خفية داخل السوق لمعرفة الأسعار الحقيقية؟».
وبيّن أنه من الواجب على الوزارة إذا أرادت الخوض والاستمرار في هذا المؤشر وتحديد الأسعار بمنتهى الدقة، ألا تعتمد فقط على أسعار البيع المقدمة إلى كتابات العدل التابعة لها، بل يجب أن تتعدد المصادر وحساب متوسط السعر، ليكون أكثر مصداقية وواقعية من الاعتماد فقط على المبيعات التي يتوقع أن تشهد تلاعبا في الإفصاح عن الرقم الحقيقي للبيع.
وأشارت وحدة المؤشرات في مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير مرفق القضاء، إلى أن خدمة المؤشرات العقارية ستوفر أسعار بيع حقيقية تفصيلية للعقار يسترشد بها المواطنون وجهات الاستثمار العقاري في بناء قراراتهم وتعاملاتهم واستثماراتهم وتحليلاتهم العقارية، وتوفر أدوات مهنية للمقيمين والمثمنين العقاريين يستطيعون من خلالها استخدام طرق المقارنة بعقارات مشابهة، وتوفير معلومات تفصيلية للجهات المعنية عن متابعة التضخم في قطاع العقار أو معالجة الركود في النشاط العقاري.
وكذلك توفر تحقيق الشفافية في توفير المعلومات الاقتصادية للنشاط العقاري كما هو معمول به في كثير من الدول المتقدمة، والقضاء على الشائعات والمعلومات التي لا تستند إلى مصدر رسمي وحقيقي، مع التأكيد على أن الوصول إلى هذه التفاصيل بالتحاليل والاستنتاجات ليس من اختصاص الوزارة وسيكون الجميع بهذه المؤشرات أمام محك الشفافية التامة حول معلومات التداول العقاري.
وفي هذا السياق، أشار مشعل الغامدي، الخبير العقاري، إلى أن هذا القرار يعد أحد أهم القرارات التاريخية المؤثرة فعليا على حالة السوق في المستقبل القريب، بل سيكون مرجعا معتمدا لتحديد الارتفاعات والانخفاضات بدقة متناهية، مما سيخدم حالة المواطن الذي ينوي التملك وشراء المنزل، بحيث ستكون الخيارات متاحة له بشكل أكبر وستكون أسعار العقار في المملكة أمام شاشة جواله، مما يفتح خيارات أوسع للتملك ويضغط على أسعار العقار بالانخفاض، نظرا لتزايد الفرص وإدراك حالة السوق وقيمتها ومقارنتها بأي حي يختاره من الأحياء الأخرى، وهذا الأمر سيلقي بظلاله إيجابا على أسعار العقار التي ستعيش تنافسا كبيرا فيما بينها لنيل رضا المواطن.
وحول توقعاته لما سيفضي إليه تطبيق القرار، أكد الغامدي أن الأسعار ستنخفض لا محالة متى ما طبقت التسعيرة الحقيقية التي تستقي نتائجها من مصادر عدة، نظرا لتوافر الخيارات كافة للعميل التي تتيح له الاختيار بما يتناسب مع قدرته وحالته المادية، قياسا على الانخفاضات ومتوسط الأسعار المعروضة، مما سيدفع بالمزيد من النزول المتوقع لقيمة العقار نتيجة ابتعاد السوق عن المزايدات والتوقعات التي أضرت بالسوق كثيرا، مما يعني أن إطلاق المؤشر سيدفع بالمزيد من التفاؤل نحو الحالة المستقبلية للسوق وإمكانية أكبر لتحقيق حلم انخفاض الأسعار وعودتها إلى وضعها الطبيعي.
وتتيح خدمة المؤشرات لطالب الخدمة اختيار الفترة الزمنية التي يريدها لمعرفة وضع السوق العقارية في المناطق والمدن والأحياء خلال الفترة الزمنية التي يريد (شهر أو ربع سنة أو سنة)، مع إتاحة الاطلاع على متوسط أسعار العقار وسعر المتر المربع ومقارنته بين المناطق والمدن والأحياء، كما يمكن تتبع تفاصيل الصفقات المنفذة بكل يسر وسهولة، مما يتيح للباحثين والمستفيدين الحصول على معلومات وبيانات إحصائية حديثة ودقيقة تعكس واقع التعاملات العقارية وحجمها بكل شفافية في جميع مدن المملكة المختلفة.
وفي سياق متصل، أوضح إبراهيم العبيد المستشار العقاري، أن أهم انعكاسات القرار هو فضحه التلاعب في أسعار العقار، عبر إجباره المتلاعبين على التوقف عن إبرام الصفقات الوهمية أو تدوير العقار بين التجار، الذي كان يهدف إلى إيضاح تعافي السوق ونشاطها المرتفع، وهي حركة منتشرة إلى حد كبير وتضر بالقطاع كثيرا. ويعد تدوير العقار حركة وهمية مصطنعة لا تمت للواقع بصلة، بل هي اتفاقات تجري في غرف مظلمة تدفع بالسوق إلى مراحل مضرة من أجل تحقيق المكاسب الشخصية.
وشدد على ضرورة مراقبة الصفقات الوهمية في المقام الأول، واصفا إياها بالمدمرة للسوق على الأمد البعيد، وأن القطاع يحتاج منذ زمن بعيد إلى مؤشر حقيقي يوضح التعاملات والأسعار وقطع الطريق على المنتفعين من غياب الرقابة وترك السوق للعرض والطلب، الذي للأسف لم يطبق كثيرا في حالة السوق السعودية، بل ظل يسير نحو المجهول في الوقت الذي كانت فيه الجهات المختصة بعيدة عن السوق، إلا أن القرارات الحكومية الأخيرة كانت فاعلة إلى حد معقول وبدأت في التضييق على من يتلاعب في السوق، إلا أنهم يطمحون إلى مزيد من الرقابة والتشديد للدفع بالأسعار إلى وضعها الطبيعي.
وتنقسم المؤشرات العقارية إلى ثلاثة أقسام رئيسة، هي المناطق والمدن والأحياء، بحيث يضم قسم رئيس ثلاثة أقسام فرعية هي بحسب الفترات الزمنية (شهري، ربع سنوي، سنوي)، كما يمكن عرض الكثير من المؤشرات العقارية التي تعكس التنوع في عرض المعلومات المختلفة للصفقات والمبايعات التي جرت حسب تصنيف العقار (سكني، تجاري) أو حتى نوع العقار (أرض، عمارة، فيلا، شقة، معرض - محل، مركز تجاري، قصر، بيت، مرفق، استراحة، أرض زراعية).
ويمكن أيضا معرفة إجمالي أعداد الصفقات والمبايعات في منطقة معينة أو مدينة أو حي بكل يسر وسهولة، وذلك خلال أي فترة محددة يجري اختيارها، مع معرفة متوسط سعر المتر المربع في حي معين من خلال احتساب إجمالي سعر البيع وقسمته على إجمالي المساحة لجميع التداولات والمبايعات في الحي المختار، وتمنح هذه المؤشرات خاصية مقارنة أسعار العقار حسب تصنيف العقار ونوعه.
ويمكن كذلك مقارنة متوسط سعر المتر المربع في الأحياء بحسب مدينة معينة، فيظهر من خلال هذا المؤشر الأحياء الأكثر ارتفاعا في أسعار العقار، مع القدرة على تتبع تفاصيل العمليات والصفقات المتعلقة بنوع معين من أنواع العقار (أرض، عمارة، فيلا، شقة)، وتتبع متوسط أسعار الشقق أو العمائر في منطقة معينة أو مدينة أو حي معين لتعطي معلومة واضحة للمستفيد والباحث عن شراء عقار في حي معين ليدرك حقيقة أسعار العقار في هذا الحي حسب الصفقات المشابهة التي جرت في الحي وحتى لا يقع ضحية للمغالاة والاستغلال من قبل البعض، وتتاح أيضا صلاحية متابعة التزايد في أسعار الأراضي أو الشقق خلال فترات زمنية معينة.



«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».