ألمانيا تبحث شراكات جديدة مع السعودية في الطاقة والكهرباء والتكنولوجيا

التبادل التجاري يبلغ 7 مليارات يورو سنوياً

TT

ألمانيا تبحث شراكات جديدة مع السعودية في الطاقة والكهرباء والتكنولوجيا

يبحث وفد ألماني برئاسة بيتر رامساور، عضو البرلمان الألماني وزير النقل الألماني السابق، فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين الرياض وبرلين، في مجالات الطاقة والكهرباء والبنى التحتية والصناعات الهندسية والتكنولوجيا والبتروكيماويات، في وقت بلغ فيه حجم التبادل التجاري بين البلدين 7 مليارات يورو سنوياً.
وقال رامساور، الذي يشغل أيضاً رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية - العربية، لـ«الشرق الأوسط»: «نبحث فرص التعاون بمختلف المجالات بين البلدين، وذلك خلال زيارتنا الرياض والدمام التي تستمر حتى 24 يناير (كانون الثاني) الحالي؛ إذ يتضمن البرنامج لقاءات مع الدكتور نبيل العامودي، وزير النقل السعودي، وجمعية الصداقة السعودية - الألمانية التابعة لمجلس الشورى، إضافة إلى وزارة الطاقة والصناعة والتعدين».
وذكر أن الوفد يلتقي كذلك مسؤولين في «سابك» والشركة السعودية للكهرباء؛ بهدف استكشاف الفرص الجديدة، والتواصل بين ممثلي الشركات الألمانية ونظرائهم السعوديين، مشيراً إلى أن الوفد الزائر يضم 22 ممثلاً من مختلف الصناعات، مثل الرعاية الصحية، والهندسة والتكنولوجيا والطاقة، والإمدادات الفندقية، وشركات المحاماة، وغيرها.
وتابع رامساور: «بالعودة إلى العلاقات التاريخية بين الرياض وبرلين، فإن هناك تاريخاً طويلاً ومهماً ومتنامياً من العلاقات السياسية والاقتصادية يمتد إلى 60 عاماً؛ ولذلك فإن العلاقات بين البلدين قوية جداً ومتصاعدة، وهناك نشاط كثيف تجاري واستثماري بين البلدين، وحجم التبادل التجاري بين البلدين يقدر بـ7 مليارات يورو».
وشدد على أن السوق الألمانية خاصة - والأوروبية عامة - تمثلان وجهة مهمة لاستكشاف الفرص وتعزيز التعاون الاقتصادي بشكل أفضل مع السعودية في مختلف المجالات، مؤكداً أن المستقبل ينبئ بمؤشرات ممتازة.
وقال رامساور: «شخصياً، أقدّر وأدعم كل السياسات والإجراءات الداخلية في السعودية، التي من الواضح أنها تهتم ببرامج توطين الصناعات وزيادة المحتوى وتنافسية المنتجات والبرامج الأخرى المعززة لهذا الاتجاه، مثل برنامج التحول الوطني والتحول الرقمي، وغيرهما من برامج تنافسية الإنتاج والصناعة».
وأكد، أن «رؤية السعودية 2030» ستفتح فرصاً كبيرة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات؛ لما لاقتصادَي وسوقَي البلدين من إمكانات جبارة، تستطيع أن تؤثر بشكل فعّال وإيجابي في تعميق العلاقة بين البلدين وخلق شكل استراتيجي من الشراكات بين الرياض وبرلين.
إلى ذلك، قال عبد العزيز المخلافي، الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية، لـ«الشرق الأوسط»: إن مناخ الأعمال في السعودية إيجابي في ضوء المشروعات الكبيرة و«رؤية 2030»، وما صاحبها من تحول في الاقتصاد السعودي، والدور الكبير للقطاع الخاص، والاتجاه لزيادة الصناعة وإسهامها في الناتج المحلي الإجمالي بالمملكة.
وأضاف المخلافي: إن الاقتصاد السعودي هو الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، منوهاً بأن الفرص الكامنة فيه على ضوء «رؤية 2030» تمثل فرصة للاقتصاد العالمي؛ كون أن النمو في السعودية يعتبر حالة صحية مؤثرة؛ إذ إن الاقتصاد السعودي ناشئ متصاعد، وفيه قوة كامنة تتمثل في الشباب السعودي.
وأشار إلى أن وفود الشركات التي تزور السعودية هذه الأيام ضمن وفد قطاع الأعمال الألماني تعقد لقاءات مع المؤسسات والوزرات السعودية، ومنها مؤسسة الكهرباء، وشركة «سابك»، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وشركة «معادن»، لتعزيز المعرفة والأعمال بين البلدين، منوهاً بأن مؤتمر مستقبل الاستثمار الذي عقد أخيراً بالرياض شهد توقيع اتفاقيات بين شركات ألمانية وأخرى سعودية.
وتوقع المخلافي، أن يشهد عام 2019، توقيع اتفاقيات اقتصادية واستثمارية وتجارية جديدة بين البلدين؛ لمزيد من التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والبيئة والكهرباء والصناعات والبتروكيماويات والمعادن.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).