كُشِف في إسرائيل، أمس، أن طبيباً إسرائيلياً أشرف على علاج الرئيس الفلسطيني محمود عباس، العام الماضي، عندما كانت حالته الصحية في تدهور خطير، ونجح في إنقاذ حياته.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» إن عباس خضع للعلاج من قبل اختصاصي إسرائيلي بعد أن تدهورت حالته الصحية، نهاية مايو (أيار)، مضيفةً أن التدخُّل الإسرائيلي جاء بعد أن اكتشف الأطباء في المستشفى «الاستشاري» بمدينة رام الله، أن التهاباً في الأذن الوسطى للرئيس رافقه التهاب حاد في الرئة، وباتوا يخشون من تدهور سريع على الحالة الصحية للرئيس ابن الـ83 عاماً، وتحديداً احتمال انهيار أجهزة جسمه الداخلية الواحد تلو الآخر.
وتقول «يديعوت أحرنوت» إنه بينما كانت هناك مخاوف حقيقية على حياة عباس، بذلت القيادة الفلسطينية أقصى جهودها للتستر على الحالة الحقيقة لأبو مازن، وبثّ بيانات مخالفة للحقيقة إلى وسائل الإعلام بأن وضعه الصحي جيد «لكن في الوقت ذاته تم إبلاغ الجهات الإسرائيلية بالمعلومات الدقيقة حول حالة أبو مازن الصحية».
وتضيف: «في هذه الأثناء قررت إسرائيل عرض اقتراح على الفلسطينيين يتم بموجبه نقل أبو مازن من رام الله إلى أحد مستشفيات إسرائيل لتلقي العلاج الأكثر تقدماً، هذا على الرغم من أن أبو مازن في تلك الفترة كان محاطاً بأطباء أجانب. وتقبَّل الفلسطينيون الاقتراح، ودرسوه بجدية، لكن في النهاية رفضوه بأدب، ويبدو أن ذلك بسبب فهمهم أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى انتقادات قاسية من الشعب الفلسطيني. لقد أعرب المسؤولون الفلسطينيون عن امتنانهم وتقديرهم للمقترح الإسرائيلي، الذي ظل سرّاً».
وبحسب الصحيفة، فإنه «على الرغم من ذلك، لم يتنازل المسؤولون في إسرائيل، وأرسلوا إلى رام الله طبيبا متخصصاً وصل إلى المستشفى، وبدأ بالعمل على استقرار حالته الصحية. وبعد مرور يومين من العلاج المكثف، تحسنت حالة الرئيس الفلسطيني. وبعد أسبوع من ذلك تم تسريح أبو مازن من المستشفى».
وكان عباس مكث نهاية مايو (أيار) الماضي من المشفى نحو 10 أيام، إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد، أعقب التهاباً في الأذن الوسطى.
وكانت هذه المرة الثالثة التي يزور فيها عباس المستشفى في غضون أسبوع، ما أثار حالة من القلق في الأراضي الفلسطينية آنذاك. ومكث عباس في المشفى بعد نحو 3 شهور من زيارته مستشفى في مدينة بالتيمور الأميركية، المتخصص في تشخيص وعلاج السرطان، وأعلن المتحدث باسمه أنه دخل المستشفى «لإجراء فحوصات روتينية». ولم تعقِّب الرئاسة الفلسطينية فوراً على التقرير الإسرائيلي.
لكن الرئيس عباس يبدو هذه الأيام بصحة جيدة للغاية، يصل إلى مكتبه ويدير لقاءات ويسافر بانتظام، وهو ممسك تماماً بزمام الأمور.