التغيرات المناخية أسهمت في حدوث نزاعات وثورات

قال باحثون في فريق دولي إنهم عثروا، ولأول مرة، على علاقة تربط بين التغيرات المناخية وبين حدوث النزاعات والهجرة.
وبينما ادّعى العديد من الخبراء في العقود الأخيرة أن الظروف المناخية التي تسببت في حدوث القلاقل والاضطرابات السياسية والحروب الأهلية وبالتالي هجرة ونزوح السكان، إلا أن الأدلة العلمية لم تكن كافية لدعم هذه الادعاءات.
ومن الأمثلة المتميزة لتلك الاضطرابات الصراع في سوريا الذي بدأ في مارس (آذار) 2011، والهجرة الكبرى للاجئين الهاربين من أفريقيا نحو سواحل البحر الأبيض المتوسط الأوروبية.
وأشرف على الدراسة باحثون في المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية في النمسا وكلية التنمية الدولية بالإمارات العربية المتحدة وجامعة «إيست أنغليا» البريطانية، إضافة إلى باحثين في جامعة شنغهاي.
وهدفت إلى العثور على روابط عارضة أو طارئة بين التغيرات المناخية وبين الهجرة وطبيعة تلك الروابط.
ووجد الباحثون في الدراسة المنشورة في مجلة «غلوبال إنفايرمنتنال تشينج» المعنية بالبيئة العالمية، أنه وفي ظروف معينة تؤدي التغيرات المناخية إلى ازدياد الهجرة، ولكن بشكل غير مباشر، بسبب حدوث النزاعات الناجمة عن تلك التغيرات.
وأضافوا أن التغيرات المناخية لعبت دوراً ملموساً في النزوح بين أعوام 2011 و2015 بسبب حدوث جفاف شديد ارتبط باندلاع نزاعات حادة.
وقالت الدكتورة رايا متاراك الباحثة في جامعة «إيست أنغليا» البريطانية وفي الإمارات العربية، إن «تأثير التغيرات المناخية على ظهور النزاعات مهم، خصوصاً في منطقة غرب آسيا -التي تشمل المشرق العربي- في الفترة 2010 - 2012، عندما حدثت تطورات ما يسمى الربيع العربي. وهذا يفترض أن العلاقة بين تلك التغيرات والهجرة واللجوء محددة بتلك الفترة».
وحدثت ثورات الربيع العربي في تونس وليبيا واليمن وسوريا، وأدت إلى حروب أهلية في الدول الثلاث الأخيرة.
وفي سوريا بالخصوص، أدى الجفاف وشحة المياه الناجمان عن التغيرات المناخية إلى تكرار فقدان المحاصيل الزراعية ونزوح سكان الأرياف نحو المدن، ما قاد إلى تكدس السكان وازدياد البطالة ثم إلى القلاقل والاضطرابات وأخيراً الحرب الأهلية. وحصل نفس الأمر في أفريقيا جنوب الصحراء في نفس تلك الفترة.
وقال جيسوس كريسبو كواريسما الباحث في الاقتصاد بجامعة فيينا، إن «التغيرات المناخية لا تتسبب في حدوث النزاعات ومن ثمّ في النزوح والهجرة. ولكن، وفي ظروف القيادة السيئة للحكومات وانحسار التعامل الديمقراطي، فإن التغيرات المناخية الحادة يمكنها أن تولِّد نزاعات حول الموارد الشحيحة».