استاد ويمبلي يستضيف اليوم «الحفيد» ماركوس ألونسو في ما قبل نهائي كأس الرابطة

الأب والجد خاضا مواجهات مع المنتخب الإسباني في الملعب الشهير منذ ستينات القرن الماضي

من اليمين لليسار: ماركوس ألونسو (الحفيد) مع المنتخب الإسباني في 2018 – وماركوس ألونسو (الأب) مع المنتخب الإسباني في 1981 – وماركوس ألونسو (الجد) مع ريـال مدريد في 1960  -  ماركوس ألونسو الحفيد يتألق حالياً في دفاع تشيلسي (إ.ب.أ)
من اليمين لليسار: ماركوس ألونسو (الحفيد) مع المنتخب الإسباني في 2018 – وماركوس ألونسو (الأب) مع المنتخب الإسباني في 1981 – وماركوس ألونسو (الجد) مع ريـال مدريد في 1960 - ماركوس ألونسو الحفيد يتألق حالياً في دفاع تشيلسي (إ.ب.أ)
TT

استاد ويمبلي يستضيف اليوم «الحفيد» ماركوس ألونسو في ما قبل نهائي كأس الرابطة

من اليمين لليسار: ماركوس ألونسو (الحفيد) مع المنتخب الإسباني في 2018 – وماركوس ألونسو (الأب) مع المنتخب الإسباني في 1981 – وماركوس ألونسو (الجد) مع ريـال مدريد في 1960  -  ماركوس ألونسو الحفيد يتألق حالياً في دفاع تشيلسي (إ.ب.أ)
من اليمين لليسار: ماركوس ألونسو (الحفيد) مع المنتخب الإسباني في 2018 – وماركوس ألونسو (الأب) مع المنتخب الإسباني في 1981 – وماركوس ألونسو (الجد) مع ريـال مدريد في 1960 - ماركوس ألونسو الحفيد يتألق حالياً في دفاع تشيلسي (إ.ب.أ)

منذ عام، صرح بيليه قائلاً: «ليس لدي كثير من الأشياء التي أندم عليها كلاعب كرة قدم؛ لكني أتمنى لو أنني لعبت على أرض استاد ويمبلي ولو لمرة واحدة، ولو مباراة ودية». في المقابل، فإن آل ماركوس ألونسو لا يساورهم مثل هذا الندم، فقد فاز كل من ماركوس ألونسو إيماز، وماركوس ألونسو بينا، ولاعب تشيلسي حالياً ماركوس ألونسو ميندوزا، فيما بينهم بـ27 مباراة دولية مع المنتخب الإسباني، وشارك الثلاثة في صفوف المنتخب الإسباني في مواجهات جرت على أرض استاد ويمبلي.
كان أولهم ماركوس ألونسو إيماز، وهو جد الظهير الأيسر الحالي في صفوف تشيلسي، وكان في فريق ريـال مدريد الذي فاز بأول خمس بطولات كأس أوروبية بين عامي 1956 و1960؛ بل وسجل في مواجهة فريق ستاد ريمس الفرنسي في أول نهائي، إلا أن هذا السجل المبهر لم يترجم إلى مشاركة منتظمة مع المنتخب.
يشتهر ماركوس ألونسو الجد باسم ماركويتوس، وقد شارك في مباراتين دوليتين فقط مع منتخب بلاده. وكانت مباراته الدولية الأولى أمام فرنسا عام 1955، وانتهت بفوز الأخيرة بنتيجة 2 - 1. ولم يشارك ماركويتوس ثانية في صفوف المنتخب الإسباني حتى زيارته لويمبلي، عندما فازت إنجلترا على إسبانيا بنتيجة 4 - 2 عام 1960. وبحلول ذلك الوقت كان قد توج بطلاً لأوروبا خمس مرات.
وكثيراً ما جرى وصف ماركويتوس بأنه مدافع يلعب بإخلاص وتفانٍ وشجاعة، ما جعله واحداً من أكثر اللاعبين الموثوق بهم على مستوى جيله. وفي وقت لاحق من حياته، وصف ماركويتوس أسلوب لعبه على النحو التالي: «كنت أفوز بالاستحواذ على الكرات عبر الترقب وإظهار القوة». وكان من الغريب حقاً أن يمثل ماركويتوس بلاده مرتين فقط، ولم يكن بأي منهما على الجانب الفائز. في المقابل، انطلق نجله، ماركوس ألونسو بينا، من النقطة التي توقف عندها والده، ونجح في جعل مشاركته الدولية الأولى ذكرى محفورة في الأذهان بمشاركته مع إسبانيا على أرض ويمبلي في 25 مارس (آذار) 1981.
في ذلك الوقت، كان ألونسو في الـ21 من عمره فقط، ومع ذلك شارك في كامل الـ90 دقيقة في أول مباراة له مع المنتخب الإسباني، والتي فازت خلالها إسبانيا على إنجلترا على أرض الأخيرة للمرة الأولى. وأثار الفوز بنتيجة 2 - 1 ردود فعل إيجابية للغاية داخل الوطن. ومن جهته، كتب الناقد الرياضي جوليان غارسيا كانداو في صحيفة «إلبايس» عن المباراة، أن «فريقاً كان يعتبر نظرياً أقل مستوى عن المنتخب الإنجليزي تمكن من الخروج بنتيجة إيجابية، ستبقى بالتأكيد في أذهان الجماهير، مثل المباراتين السابقتين اللتين فزنا خلالهما على إنجلترا عامي 1929 و1950».
وفي تغطيته للمباراة، أشاد غارسيا كانداو بالمجهود الكبير الذي بذله ماركوس ألونسو في أول مشاركة دولية له، وكذلك زميله المهاجم خيسوس ماريا ساتروستيغي. وكتب يقول: «ظل ماركوس وساتروستيغي مرابطين في المقدمة، وفي بعض الأحيان بدا أنهما تائهان؛ لكنهما أظهرا قدراً كبيراً من الإصرار عندما تطلبت الضرورة، وحرصاً على التمركز في نقاط مثالية استعداداً للهجمات المرتدة».
سار ألونسو على خطى والده الشهير من جانب؛ لكن مسيرتهما الكروية كانتا مختلفتين بشدة من جانب آخر. لقد تمكن ماركويتوس من بناء اسمه داخل صفوف دفاع ريـال مدريد، بينما قضى نجله الجزء الأكبر من مسيرته الكروية مهاجماً في صفوف أكبر غريمين لريـال مدريد: برشلونة وأتلتيكو مدريد. وعندما سنحت للابن فرصة الانتقال من ريـال مدريد، أخبره والده بأنه: «إذا رغبت في الانضمام إلى أتلتيكو مدريد، انطلق. من جانبي لا أجد بأساً في هذا الأمر». وعندما سجل ألونسو هدف الفوز لبرشلونة في الدقيقة الـ90 في نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا عام 1983، جاء الهدف خلال مباراة انتهت بالفوز على ريـال مدريد بنتيجة 2 - 1.
وبينما فاز ماركويتوس بالكأس الأوروبية خمس مرات، فإن ألونسو تعرض لمحنة مؤلمة في المباراة النهائية الوحيدة التي شارك بها في هذه البطولة، وذلك عندما أهدر ركلة جزاء لصالح برشلونة، ليخسر ناديه أمام ستيوا بوخارست في نهائي عام 1986. لعب ماركويتوس في صفوف إسبانيا مرتين فقط؛ لكن نجله شارك في 22 مباراة دولية، ونجح في دفع المنتخب لإنجاز بطولة يورو 1984 في المركز الثاني.
وعلى خلاف الحال مع والده، خاض ألونسو مجال التدريب، ذلك أنه تولي تدريب رايو فاليكانو، وريسينغ سانتاندر، وإشبيلية، وأتلتيكو مدريد، وريـال زاراغوزا، وريـال بلد الوليد، وملقة، وغرانادا.
وسار ماركوس ألونسو ميندوزا، لاعب كرة القدم الثالث في الأسرة، على خطى والده، من حيث إن أول مشاركة له مع المنتخب الإسباني كانت على أرض ويمبلي ـ هذه المرة في الاستاد الجديد. وخلال المباراة، فازت إسبانيا على إنجلترا في المباراة الافتتاحية لبطولة دوري الأمم الأوروبية، سبتمبر (أيلول) الماضي. وكان فوز إسبانيا بنتيجة 2 - 1 الثاني لها في تاريخها على إنجلترا على أرض استاد ويمبلي، ما يعني أنها لم تفز على أرض هذا الملعب قط سوى في ظل وجود أحد أفراد آل ماركوس ألونسو في صفوفها.
اليوم، يعتبر ألونسو الصغير من العناصر المشاركة بانتظام على أرض ويمبلي. كان ألونسو قد رحل عن أكاديمية ريـال مدريد وهو مراهق (مثل والده) وانتقل إلى إنجلترا. وقضى ألونسو الجزء الأكبر من مسيرته المهنية خارج إسبانيا. وقد شارك في صفوف الفريق الأول لريـال مدريد لمدة دقيقتين فحسب، وذلك خلال مباراة خارج الأرض أمام ريسينغ سانتاندر - حيث بدأ كل من والده وجده مسيرتهما مع الفريق الأول - وذلك قبل أن ينتقل إلى بولتون عام 2010.
وخلال موسمه الأول مع بولتون، شارك ألونسو بقوة في مسيرة الفريق حتى دور قبل النهائي ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي؛ لكنه لم يشارك في مباراة قبل النهائي على أرض ويمبلي واستبعده المدرب أوين كويل. ومن على مقعد البدلاء، تابع ألونسو وقائع الهزيمة المروعة التي تعرض لها أقرانه على يد ستوك سيتي بنتيجة 5 - 0.
عام 2013، رحل ألونسو من بولتون إلى فيورنتينا؛ لكن سرعان ما عاد إلى إنجلترا لينضم إلى سندرلاند على سبيل الإعارة في يناير (كانون الثاني) 2014. وبعد شهرين، وجد نفسه يسير على أرض ويمبلي ليشارك في مباراة نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية عام 2011. وعن ذلك اليوم، قال ألونسو: «كان يوماً سيئاً؛ لكن كرة القدم دائماً ما تمنحك فرصة أخرى. ويعتبر ويمبلي واحداً من أكبر الاستادات على مستوى العالم». ولسوء حظ ألونسو وسندرلاند، فاز مانشستر سيتي في النهائي بنتيجة 3 - 1.
في صيف 2014، عاد ألونسو إلى إيطاليا قبل أن يضمه تشيلسي إليه عام 2016. وأخيراً بدأ يعايش بعض البهجة على أرض ويمبلي مع تشيلسي. في موسم 2016 – 2017، ذاق طعم الفوز على أرض ويمبلي للمرة الأولى، عندما فاز تشيلسي على توتنهام هوتسبير بنتيجة 4 - 2 في الدور قبل النهائي ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، رغم سقوطه أمام آرسنال في النهائي.
وسرعان ما حالفه الحظ بتسجيله أول أهدافه على أرض ويمبلي في أغسطس (آب) 2017، خلال مباراة انتهت بالفوز على توتنهام هوتسبير بنتيجة 2 - 1 في الدوري الممتاز، ليفسد بذلك أول مباراة لتوتنهام هوتسبير على ملعبه المؤقت. كما فاز بأول بطولة له في ويمبلي في مايو (أيار) الماضي، عندما فاز تشيلسي على مانشستر يونايتد في نهائي بطولة كأس الاتحاد.
وبذلك، فإنه على مدار ثلاثة أجيال من الأسرة ذاتها، جرى تمثيل إسبانيا على أرض ويمبلي، في إنجاز ربما تصعب محاكاته. بصورة إجمالية، شارك ماركوس ألونسو (الثلاثة) في 27 مباراة دولية في صفوف إسبانيا. وربما ترتفع هذه الحصيلة خلال السنوات المقبلة وربما تمتد إلى جيل جديد رابع.


مقالات ذات صلة

توجيه اتهامات لنيوكاسل وأستون فيلا بسبب شجار جماعي

رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

توجيه اتهامات لنيوكاسل وأستون فيلا بسبب شجار جماعي

وجَّه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اتهامات إلى فريق نيوكاسل يونايتد ومدربه المساعد جاسون تيندال وأستون فيلا والمحلل الأداء الرئيسي له فيكتور مانتس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنتونين كينسكي (إ.ب.أ)

كينسكي: انطلاقتي مع توتنهام أمام ليفربول أبعد من أحلامي

اعترف أنتونين كينسكي، حارس المرمى الجديد لفريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، بأن ظهوره الأول في المباراة التي فاز فيها فريقه على ليفربول 1 - صفر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أصبح نادي بريستول سيتي رابع نادٍ بدوري البطولة الإنجليزية للسيدات يشارك في تجربة السماح للجماهير بتناول المشروبات الكحولية في المدرجات خلال المباريات (نادي بريستول)

4 أندية إنجليزية للسيدات تسمح بتناول الكحول في المدرجات

أصبح نادي بريستول سيتي رابع نادٍ بدوري البطولة الإنجليزية للسيدات لكرة القدم يشارك تجربة السماح للجماهير بتناول المشروبات الكحولية في المدرجات خلال المباريات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية بافيل نيدفيد في صورة بملعب نادي الشباب (نادي الشباب)

بافل نيدفيد: ألوان نادي الشباب تعكس «اللون الذي أفضّله»

أبدى التشيكي بافيل نيدفيد، المدير الرياضي الجديد لنادي الشباب، سعادته البالغة لوجوده في منصبه الجديد مع «الليث»، مقدماً شكره لمحمد المنجم رئيس النادي.

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (رويترز)

مدرب توتنهام للإنجليز: احموا قدسية اللعبة من الـ«فار»

تساءل أنجي بوستيكوغلو، المدير الفني لفريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، عن سبب عدم استجواب الجمهور الإنجليزي تقنية «حكم الفيديو المساعد (فار)».

«الشرق الأوسط» (لندن)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.