رونالدو يتفادى عقوبة الحبس بالغرامة المالية في تهم التهرب الضريبي

رونالدو لحظة وصوله المحكمة (أ.ف.ب)
رونالدو لحظة وصوله المحكمة (أ.ف.ب)
TT

رونالدو يتفادى عقوبة الحبس بالغرامة المالية في تهم التهرب الضريبي

رونالدو لحظة وصوله المحكمة (أ.ف.ب)
رونالدو لحظة وصوله المحكمة (أ.ف.ب)

سار النجم البرتغالي ليوفنتوس الإيطالي كريستيانو رونالدو على خطى غريمه السابق في برشلونة قائد المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي باستبدال السجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ بسبب التهرب الضريبي في إسبانيا، بعقوبة مالية أخرى تضاف إلى غرامة فرضتها عليه محكمة مدريد.
وعاد النجم البرتغالي أمس إلى مدريد التي تركها الصيف الماضي للانتقال إلى يوفنتوس الإيطالي، وذلك للمثول أمام المحكمة التي حكمت عليه بدفع غرامة قدرها 3.2 مليون يورو، إضافة إلى موافقتها على استبدال عقوبة السجن لعامين مع وقف التنفيذ بمبلغ 356 ألف يورو.
وعموماً، يعفى في إسبانيا المحكومون بالسجن لفترة تصل إلى عامين، من تنفيذ العقوبة في حال عدم وجود سوابق في سجلهم.
ولم يتمكن المتحدث باسم المحكمة تحديد ما إذا كان مبلغ الـ3.2 مليون يورو ضمن التسوية التي حصلت بين فريق الدفاع عن رونالدو والسلطات المالية الإسبانية في يونيو (حزيران)، والقاضي بأن يدفع النجم البرتغالي 18.8 مليون يورو على خلفية اتهامه بالتهرب من دفع الضرائب.
وتجمع العشرات من الصحافيين والمصورين خارج المحكمة في شمال شرقي مدريد لمتابعة الإجراءات التي لم تدم طويلاً، إذ خرج البرتغالي من القاعة بعد قرابة 40 دقيقة وقال للإعلاميين لدى سؤاله عن أحواله: «أنا جيد جداً» قبل أن يغادر بالسيارة بصحبة صديقته جورجينا رودريغيز.
ورفضت المحكمة أن يحضر اللاعب الجلسة عبر الفيديو أو أن يدخل المبنى بالسيارة لتجنب التهافت الإعلامي.
ولو لم يتم التوصل إلى اتفاق مع سلطات الضرائب بدفع مبلغ 18.8 مليون يورو، كان رونالدو يواجه احتمال فرض غرامة أقسى بكثير تصل إلى 28 مليون يورو، وحكم بالسجن لثلاثة أعوام ونصف العام، بحسب اختصاصيين في وزارة المالية.
وأدى هذا الاتفاق إلى إقفال الملف القضائي بحق النجم الذي انتقل إلى يوفنتوس مقابل نحو 100 مليون يورو بعد أن قاد ريال للقبه الثالث على التوالي في دوري أبطال أوروبا والرابع في المواسم الخمسة الأخيرة.
واتهمت المحكمة الجنائية في مدريد، رونالدو بتهرب ضريبي وصلت قيمته إلى 14.7 مليون يورو من خلال إنشاء هيكل تجاري وهمي لإخفاء أرباحه في الفترة من 2011 إلى 2014.
وفتحت النيابة العامة التحقيق بحق رونالدو في يونيو 2017 وتم الاستماع إليه بعدها بشهر، وقد أكد النجم البرتغالي في حينها أنه «مرتاح الضمير»، فيما أبدى ريال مدريد ثقته بـ«البراءة التامة» لقائد منتخب البرتغال.
واعتبرت النيابة العامة أن رونالدو «استفاد من كيان شركة أنشئت في 2010 لإخفاء العائدات التي يحصل عليها في إسبانيا من حقوق بيع الصور من أمام سلطات الضرائب».
وكان اسم رونالدو ورد في تقارير «فوتبول ليكس» التي كشفت في 2016 وثائق تتعلق بعمليات تهرب ضريبي على نطاق واسع في عالم كرة القدم شملت الكثير من اللاعبين والمدربين في أوروبا.
لكن المهاجم البرتغالي نفى مراراً قيامه بعمليات تهرب ضريبي، ونشر أواخر 2016 كشوفات مالية بقيمة 225 مليون يورو.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».