في بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي كان نادي هال سيتي يقبع في منطقة الهبوط بدوري الدرجة الأولى بإنجلترا، وكان من السهل أن يستسلم الفريق لهذا الوضع الصعب، لكنه نجح بقيادة مديره الفني نيغيل أدكينز في تحقيق الفوز في ست مباريات متتالية بالدوري لكي يبقى على بُعد ست نقاط فقط من المراكز المؤهلة لملحق الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الأمر الذي دعا نائب رئيس النادي، إيهاب علام، للحديث عن الشعور بالتفاؤل مرة أخرى.
ويعود الفضل في هذا التطور الهائل في مستوى الفريق إلى العمل الجماعي الكبير من جانب كل اللاعبين، لكن هناك لاعب على وجه التحديد أسهم بقدر أكبر من غيره في هذا الأمر لأنه سجل تسعة أهداف في آخر ثماني مباريات، وهو المهاجم الإنجليزي الشاب جارود بوين. وخلال السنوات الأخيرة، قام هال سيتي بأعمال جيدة وحقق مكاسب مالية كبيرة من بيع هاري ماغواير وآندي روبرسون لليستر سيتي وليفربول على التوالي، لكن ربما يكون المكسب الأكبر للنادي هو تعاقده في يوليو (تموز) 2014 مع جارود بويل البالغ من العمر 22 عاما في صفقة انتقال حر بعد رحيل اللاعب عن نادي هيريفورد يونايتد.
وكان بوين قد دخل في مفاوضات مع وست بروميتش ألبيون ومع نادي وولفرهامبتون لكنه انتقل في نهاية المطاف إلى هال سيتي وشارك في أول مباراة له مع الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل ثلاث سنوات، بعدما لفت أنظار المدير الفني لأكاديمية الشباب بالنادي آنذاك والمدير الفني الحالي للنادي توني بينوك. ولم يكن بوين هو اللاعب الوحيد الذي رحل عن هيريفورد، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، حيث رحل سام كلوكاس إلى ستوك سيتي ومارلي واتكينس إلى بريستول سيتي.
وقد سجل بوين، الذي يمتاز بالعمل الجاد ويمتلك قدما يسرى رائعة ورغبة جامحة في إحراز الأهداف، خمسة أهداف في آخر ثلاث مباريات لعبها، وهي المباريات التي سجل خلالها هال سيتي 11 هدفا. وسجل بوين خلال الموسم الحالي 13 هدفا ليصبح على بُعد ثلاثة أهداف فقط من إجمالي عدد الأهداف التي سجلها خلال الموسم الماضي بالكامل، ولا يزال أمامه أربعة أشهر كاملة من الموسم الحالي لكي يزيد غلته التهديفية.
وأحرز بويل هدفا في مواجهة فريقه مع نادي أستون فيلا السبت الماضي في المباراة التي انتهت بتعادل الفريقين بهدفين لكل منهما ليصبح هدفه العاشر هذا الموسم يذكر أن آستون فيلا رفض ضمه إلى صفوفه عندما كان في العاشرة من عمره، وأقيمت هذه المباراة في الملعب الذي شهد إحراز بويل لأول أهدافه مع هال سيتي الموسم الماضي، عندما كانت عائلته تشاهده من المدرجات وتفاعلت بصورة جنونية بعد إحرازه لهذا الهدف. وقد خاض بوين رحلة مذهلة، بداية من تنظيف الأحذية وغرف الملابس بملعب «إدغار ستريت» معقل نادي هيريفورد وصولا إلى تألقه الرائع أمام عشرات المشجعين.
وقبل أقل من خمس سنوات من الآن، كان بوين البالغ من العمر 17 عاما آنذاك لاعبا بفريق هيريفورد الذي فاز على نادي ويلينغ أمام 480 متفرجا في نهاية الموسم الذي شهد هبوط فريقه من دوري الدرجة الخامسة بسبب فشله في تسديد ديونه وإعلان إفلاسه بعد أشهر قليلة. وكان بوين قد انضم لفريق هيريفورد للشباب، والذي كان يقوده المهاجم السابق لنادي بريستول روفرز، بيتر بيدل، بعد خوض فترة اختبار لمدة ستة أسابيع مع نادي كارديف سيتي.
وتألق بوين بشكل لافت في مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي للشباب وساعد هيريفورد على الوصول إلى الجولة الرابعة التي هُزم فيها الفريق أمام مانشستر سيتي في الوقت الإضافي. وعندما استقال مارتن فويل من منصبه كمدير فني للفريق في مارس (آذار) 2014 بسبب مشكلات مالية، تولى بيدل منصب المدير الفني المؤقت للفريق الأول في آخر ثماني مباريات من الموسم ودفع ببوين في مركز المهاجم الصريح، وشارك اللاعب الشاب للمرة الأولى أمام بارنيت وأحرز هدف الفوز في مرمى ألفريتون وحقق هيريفورد الفوز في ثلاث مباريات من آخر خمس مباريات لعبها في ذلك الموسم.
يقول بيدن عن بوين: «لقد قدم نفسه بشكل رائع، وكان يزداد قوة من مباراة لأخرى. في الحقيقة، يمتلك جارود الكثير من المهارات، لكن الشيء الذي أحبه فيه حقا هو فهمه وإدراكه لما يتعين عليه القيام به لكي يتمكن من اللعب في بيئة معينة. في أول يوم أو يومين كان يتعين عليه أن يعتاد على سرعة اللعب في الفريق الأول، لكنه سرعان ما أدرك ما الذي يتعين عليه القيام به والتدريب عليه. لقد أسهم بشكل كبير في صعود النادي للمستوى الأعلى، وهو ما كان بمثابة إنجاز مذهل نظرا لأن لاعبي الفريق كانوا يلعبون مجانا من دون الحصول على أي مقابل مادي. وقد تأقلم بوين مع الوضع بسرعة كبيرة وكأنه موجود منذ سنوات».
يقول بيدل: «لم يكن أي شخص يحصل على مقابل مادي، بما في ذلك اللاعبون والإداريون. كم عدد اللاعبين في الوقت الحالي الذين يمكنهم البقاء مع ناد واللعب من أجله من دون مقابل، من أجل مستقبلهم؟ لا يوجد كثيرون يمكنهم القيام بذلك، لكنّ هؤلاء اللاعبين فعلوا ذلك. لقد كان من الصعب للغاية على جارود أن يقوم بذلك في هذه السن».
وأضاف: «من المؤكد أن رؤية الفريق الذي نشأ به وهو ينهار من حوله كان أمرا صعبا للغاية بالنسبة للاعب في السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمره. لكن تحليه بالشجاعة وقراراه بالذهاب بعيدا عن منزله والذهاب إلى أبعد مدى ممكن من أجل مسيرته الكروية يقول الكثير عن شخصيته. لقد حقق الكثير من النجاحات وعانى من الكثير من الإخفاقات التي ستساعده كثيرا لأنه يعرف الآن جيدا كيف يمكن أن تكون الأمور جيدة للغاية وكيف يمكن أن تكون سيئة جدا بناء على ما يقوم به».
8:17 دقيقة
جارود بوين... من اللعب من دون أجر حتى تسجيل الأهداف الرائعة مع هال سيتي
https://aawsat.com/home/article/1557861/%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AF-%D8%A8%D9%88%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%A8-%D9%85%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D8%B1-%D8%AD%D8%AA%D9%89-%D8%AA%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%B9%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D9%87%D8%A7%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D8%AA%D9%8A
جارود بوين... من اللعب من دون أجر حتى تسجيل الأهداف الرائعة مع هال سيتي
المهاجم الشاب ساعد فريقه على احتلال مركز متقدم في جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى
- لندن: بن فيشر
- لندن: بن فيشر
جارود بوين... من اللعب من دون أجر حتى تسجيل الأهداف الرائعة مع هال سيتي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة