تحفُّظ أردني على افتتاح إسرائيل مطاراً قرب البحر الأحمر

TT

تحفُّظ أردني على افتتاح إسرائيل مطاراً قرب البحر الأحمر

افتتحت إسرائيل، أمس (الاثنين)، مطاراً دولياً جديداً في الصحراء الجنوبية بهدف تعزيز السياحة في منطقة البحر الأحمر، على أن يكون بديلاً لمطار «بن غوريون» في تل أبيب في حال الطوارئ، في ظل تحفظ أردني رافض لإقامة المطار في موقعه الحالي.
المطار الذي أُطلق عليه اسم مطار «رامون»، سيُستخدم في بادئ الأمر للرحلات الداخلية التي تديرها شركتا النقل الإسرائيليتان «أركيَع» و«إسراير». ولم يتم حتى الآن تحديد موعد بدء الرحلات الدولية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن سلطة المطارات، قولها إن «المطار الجديد هو أول مطار دولي وداخلي يشكّل البوابة الجوية الجنوبية لدولة إسرائيل، وسيخدم بالأساس السياحة الداخلية والدولية لمدينة إيلات ومواقع الترفيه السياحية في جنوب البلاد».
وقالت هيئة المطارات الإسرائيلية إن خطط المشروع في الشق الدفاعي تم تعديلها في ضوء الدروس المستفادة خلال حرب غزة عام 2014. وأضافت: «في حالات الطوارئ سيتمكن أسطول إسرائيل للطيران بأكمله من الهبوط والإقلاع هناك، بل وأيضاً طائرات إضافية».
وكانت شركات طيران دولية قد علقت رحلاتها إلى إسرائيل لفترة عام 2014، بعد إطلاق صاروخ من غزة وسقوطه في محيط مطار «بن غوريون» في تل أبيب. وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن إسرائيل قامت ببناء سياج دفاعي مضاد للصواريخ فريد من نوعه حول مطار «رامون» فيما يشكل «شبكة» لحمايته من الصواريخ. ويبلغ ارتفاع السياج 26 متراً ويمتد على طول 4,5 كلم.
ورفضت هيئة المطارات التعليق على هذه التقارير.
إلى ذلك، أكّد رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني هيثم ميستو، موقف الأردن الرافض لإقامة المطار الإسرائيلي في موقعه الحالي، وقرار تشغيله الأحادي الجانب، إلا إذا التزمت إسرائيل المعايير الدولية واتخذت الإجراءات التي تضمن المصالح الأردنية كاملة.
وأوضح ميستو لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أنّ الرفض يأتي لمخالفة المطار المعايير الدولية في ما يتعلق باحترام سيادة الأجواء والأراضي للدول الأخرى عند تشغيل المطار.
وأكّد ضرورة التزام إسرائيل باتفاقية شيكاغو للطيران المدني لعام 1944 الموقعة من 192 دولة في العالم من ضمنها الأردن وإسرائيل، وهي اتفاقية ملزمة لجميع الأطراف.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».